أثر قدم الرسول وسيفه ومتعلقات أنبياء.. بالصور أمانات نقلها فخر الدين باشا من المدينة المنورة إلى تركيا
تركيا بالعربي: يمكن لزائر مدينة إسطنبول التركية أن يحظى بفرصة مشاهدة مقدسات وأمانات نبوية، نقلها إلى تركيا فخر الدين باشا، آخر الأمراء العثمانيين على المدينة المنورة، والذي تسببت تغريدة عنه أعاد نشرها وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، في أزمة بين الرياض وأنقرة.
وتوجد هذه الأمانات في قصر توب كابي بالقسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، ووصلت إلى المدينة التركية خلال فترة إمارة فخر الدين باشا في المدينة المنورة بين عامي 1916 و1919، ومنها وعاء شرب الماء للرسول محمد، وأثر قدمه، ورداء فاطمة الزهراء وصندوقها، بحسب ما تظهره صور نشرتها صحيفة “ديلي صباح” التركية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إنّ بلاده تواصل “حماية الأمانات النبوية الشريفة”، التي جُلبت من المدينة المنورة في العهد العثماني، خلال انتقاده وزير خارجية الإمارات، بن زايد، الذي أعاد تغريدة على حسابه في موقع تويتر، اتهم فيها فخر الدين بـ”بسرقة أموال أهل المدينة، وقام بخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول”، كما اتهم الأتراك بـ”سرقة مخطوطات المكتبة المحمودية بالمدينة، وأرسلوها إلى تركيا”.
وقال أردوغان: “لو سألتم صاحب الإساءة والتصرف الوقح، عن هذه الأمانات (التي حفظها فخر الدين باشا)، صدّقوني لن يعرف. هؤلاء أيضاً جهلة”، بحسب ما جاء في وكالة الأناضول.
كيف وصلت الأمانات لتركيا؟
كان فخر الدين باشا قائد فيلق بالجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، واستُدعي عام 1916 إلى الحجاز؛ للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنكليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية.
ويوم 3 يونيو/حزيران 1916، حوصرت المدينة من قِبل الشريف حسين، المدعوم من الإنكليز، حيث قاموا بتدمير الخط الحديدي الحجازي وخط التلغراف حول المدينة المنورة، إلا أن فخر الدين كان قد اتخذ جميع التدابير الاحترازية، مما أفشل مخططاتهم وأبعدهم عن المدينة، بحسب ما ذكرته صحيفة “يني شفق” التركية.
وبعد هذه الهجمات، أمرت الحكومة العثمانية في إسطنبول فخر الدين باشا بإخلاء المدينة المنورة، إلا أنه رفض، وقال إنه لن يُنزل العَلم التركي بيديه وطلب من الدولة أن تدعمه بفوج من الجنود.
واقترح على الدولة العثمانية نقل الأمانات المقدسة الشريفة إلى إسطنبول كتدبير وقائي من أي نهب وسلب قد تتعرض له المدينة المنورة.
ووافقت الدولة العثمانية على طلبه، وقامت بإرسال 30 غرضاً من الأمانات النبوية الشريفة، ورافقتها حراسة مكونة من 2000 جندي تركي.
وإلى جانب الأمانات المعروضة في الصور، فإن فخر الدين باشا نقل أيضاً القرآن الكريم الذي كُتب على جلد الغزال في عهد الخليفة عثمان، و5 مخطوطات قديمة للقرآن الكريم إضافة إلى 4 أجزاء منه، و5 أغلفة للقرآن مطليّة بالذهب ومزيَّنة بالأحجار الكريمة، ولوحة عليها اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- مزيَّنة بإطار فضي ومخمل أخضر وعليه أحجار من الألماس واللؤلؤ، و3 سيوف ثمينة، وأعمال قيِّمة من مكتبة سلطان محمود وغيرها من المدينة المنورة.
وأشار الرئيس التركي إلى أن فخر الدين باشا احتفظ بهذه الأمانات في مكان سري بالأناضول (الجانب الآسيوي من تركيا)؛ تفادياً لاحتمال تعرضها لأي هجوم.