“كاليتشي” بصمة الإمبراطوريات القديمة في أنطاليا
"كاليتشي" بصمة الإمبراطوريات القديمة في أنطاليا
(تركيا بالعربي – ترك برس)
في قلب أنطاليا تقع مدينة قديمة، تفوح بداخلها رائحة التاريخ العريق تسمى “كاليتشي (Kaleiçi)”، أو ما يعرف بأنطاليا القديمة، فهي تمثل المركز التاريخي للمدينة، تقع في الجزء الشرقي من مركز مدينة أنطاليا، على طول ساحل البحر المتوسط، فهي مدينة محاطة بأسوار من الحجارة الضخمة، مليئة بالآثار التي تعود إلى حضارات مختلفة تعاقبت على المدينة، كالرومانية والبيزنطية والسلجوقية وكذلك العثمانية، التي تركت بصمتها على المدينة ومعمارها.
الذي يميز المنطقة أنها ما زالت تحتفظ بشكلها منذ العهد البيزنطي، بأسوارها وشوارعها الضيقة، ومحلاتها، بالإضافة إلى التأثير الذي تركته الإمبراطورية العثمانية في تشكيل المدينة، بجوامعها ومناراتها التي تطل على ميناء صغير. و”لكاليتشي” عدة مداخل، وأكثرها استعمالا بوابة “كاليكابيسي” وأجملها بوابة “هاريديان”.
عند المرور في طرقات “كاليتشي” الضيقة والمتعرجة، يتم الوصول إلى العديد من الفنادق الصغيرة، والمطاعم والمقاهي، والمحلات الصغيرة المتخصصة ببيع الهدايا التذكارية، والحلويات والبهارات، وهناك طرق وأزقة بالمدينة تصل الى منطقة الميناء القديم، حيث المشهد الساحر للبحر الهادئ واليخوت، ومطاعم المأكولات البحرية الطازجة.
لقد كان هذا الميناء شريان الحياة في أنطاليا، من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الماضي، عندما تم بناء ميناء ثاني على بعد 12 كم، غرب المدينة في نهاية شاطئ “كونيالتي”، حيث توجد في الميناء قوارب تعرض رحلات متفاوتة الطول، تتراوح ما بين 40 دقيقة سريعة، إلى جولات اليوم الواحد على طول الساحل، وهناك مسجد قديم يسمى “كوركوت جامي”، والذي بني أصلا على أساس معبد روماني في القرن الثاني قبل الميلاد، لكن تم تحويله في القرن السادس إلى كنيسة بيزنطية، لذلك تعتبر “كاليتشي” رمز من الرموز السياحية المهمة، والأكثر أصالة في أنطاليا، بتصميم شوارعها ومنازلها القديمة الجميلة.