شيرينجا “تاريخ معبق برائحة الشوق والعقائد الدينية”
شيرينجا "تاريخ معبق برائحة الشوق والعقائد الدينية"
(تركيا بالعربي – ترك برس)
نشرت صحيفة صباح التركية بأنه خلال شهر تموز/ يوليو قدم إلى تركيا أكثر من 111 ألف سائح عربي، وبطبيعة الحال المشمولون ضمن هذا الرقم يبحثون عن العديد من المناطق السياحية الترفيهية والتاريخية الممتعة التي يمكن لهم قضاء عطلة مميزة بداخلها، ومن باب توفير معلومات عن هذه المناطق يسعى ترك برس يوميًا لتقديم العديد من المحطات السياحية المميزة التي يمكن زيارتها في تركيا ومن المحطات السياحية المميزة اليوم “شيرينجا”.
شيرينجا (Şirince) هي حي سياحي يقع في منطقة سلجوق التابعة لمدينة إزمير التي تقع في أقصى غرب تركيا، تعود الجذور التاريخية لحي شيرينجا إلى العهود البيزانطية التي كانت مستوطنة لبلاد الأناضول قبل هجرة الأتراك إليها قادمين من وسط آسيا، تحتوي على عدة أماكن سياحية طبيعية وتاريخية ممتعة يمكن الذهاب إليها وقضاء عطلة فريدة فيها.
تبعد شيرينجا عن إسطنبول 9 ساعات بالحافلة وساعة ونصف الساعة بالطائرة، وحسب التقويم الاعتقاد الخميري شيرينجا كانت هي المكان الأمن الذي يمكن اللجوء إليه للابتعاد والوقاية من علامات يوم القيامة التي كانت ستقوم بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر 2012، وبالفعل الكثير من الناس حول العالم صدقوا الإسطورة الخميرية ووفدوا إلى شيرنيجا باللآلاف مما جعل محافظ المنطقة تعلن حالة الطوارئ واستدعت أكثر من 150 شرطي وعدد كبير من طواقم الإسعافات الأولية لتفادي أي حالة طارئ تحدث خلال تجمع الوافدين وكما حضر أكثر من 270 صحفي لتغطية أحداث الواقعة ولكن الحادثة لم تحدث طبعًا.
من ناحية اقتصادية تشتهر شيرينجا بزراعة الزيتون والتين والعنب والتفاح والكرز حيث لديها مناخ معتدل قريب لمناخ البحر الأبيض المتوسط، وكما تعتمد على المجال السياحي في تأمين قوتها حيث هناك العديد من الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في شيرنيجا مثل:
ـ كنيسة مريم ومحرابها: هذه الكنيسة وهذا المحراب بمثابة كهف يُعقتد بأن أمنا مريم بقت به في أيامها الأخيرة خلال بقائها بالقرب من سيدنا زكريا وإبنه يحيي عليهما السلام، مكان تاريخي وديني مميز يزوره الكثير من أصحاب الديانة الإسلامية والنصرانية واليهودية، زياره يريح النفس ويأخذها إلى خيال عيش القصص الدينية المذكورة في القرأن وكأنها واقع.
ـ بيوت شيرينجا التاريخية: على الرغم من قدم تاريخ شيرينجا التليد إلا أن بيوتها التي تم إنشاؤه من قبل الروم فور وصولهم لها مازالت مثل ماهي قائمة على أصولها قوية تبهر الناظرين لها وتنقلهم إلى التاريخ الذي كان حي ماقبل الميلاد وبعده بفترات قصيرة.
ـ معبد حدريان: معبد أنشأه الإمبراطور الرومي جدريانوس لتمجيد المسيح وعبادته، يتميز المعبد بعمارة هندسية دقيقة وساحرة فريدة لا مثيل لها في وقتنا الحالي.
ـ سوق شيرينجا المغلق: سوق كبير وضخم مبني على الأصول العثمانية أنشأه العثمانيون بعد فتحهم لشيرينجا، سوق شيرينجا إلى يومنا هذا ما زال على قدميه يقدم خدمة التسوق لزائريه بكل احترافية من خلال تنوع بضائعه وكثرته ورخص ثمنها، يمكن زيارته من أجل التؤمل بالفن العثماني المعماري ومن أجل التسوق الممتع داخل زقائقه القديمة.
ـ كهف أصحاب الكهف: يقع هذا الكهف في حي شيرينجا التابعة لمنطقة سلجوق، على الرغم من عدم التأكد من ذلك إلا أنه يُعتقد بأن الكهف الذي تحققت به قصة أصحاب الكهف، يمكن زيارة هذا الكهف وعيش حقائقه مثل زيارة محراب مريم وعيش قصتها القرآنية.
ـ مطاعم شيرنيجا التاريخية: هناك الكثير من المطاعم التاريخية التي ما زالت بصحتها وقوامها في شيرينجا، هذه المطاعم قديمة جدًا حيث تم إنشاؤها في عهد الرومان، وما زالت تقدم خدمات الطعام لزبائنها إلى يومنا هذا، تحتوي هذه المطاعم على الكثير من الأطعمة الرومية البيزنطية والعثمانية التاريخية طيبة المذاق شديدة اللذة، لا بد من خوض تجربة الطعام الرومي والعثماني والتركي أيضاً من خلال زيارة مطاعم شيرنيجا التاريخية التي يمكن أن تجدوا بعضها مفتوحًا على الطبيعة الخلابة.
ـ قلعة الباشا: كان النظام الإداري العثماني قائم على الخليفة أو السلطان يعقبه الوالي حاكم الولايات يعقبه البيلار بيي حاكم أو قائد المناطق يعقبه الباشا قائد الأحياء أو القرى والباشا هي رتبة عسكرية تُعطى من السلطان العثماني للقائد العسكري الفذ والخادم للدولة بإخلاص، القائد العسكري الحاصل على رتبة عسكرية يتم إعطاؤه منطقة أو قرية عثمانية لإدارتها باسم السلطان، لشيرينجا أيضًا كان نصيب من الباشاوات الذين قدموا إليها لإدارتها بعد فتحها، على الرغم من أن الوثائق التاريخية لم تثبت من هو أول باشا حكم شيرينجا إلا أنها توضح بأن قلعة الباشا تم إنشاؤها عام 1405 بعد سيطرة الدولة العثمانية عليها.