أنقرة ملكة العواصم ومحط اهتمام السياح

بجمالها وروعتها وشموخها العظيم تتوج أنقرة عاصمة الدولة التركية، المتمركزة على هضبة الأناضول في منتصف تركيا، منذ أكثر من 10,000 سنة، حيث سكنها الإنسان القديم ثم توالى عليها “الحاثيون “و”الحيثيون” و”الفريجيون” و”الليديون” و”الأخمينيون” الفرس و”المقدونيون” و”الكلدانيون” و”الرومان” و”البيزنطيون” و”السلاجقة” و”المغول” ثم العثمانيون في القرن 14، وحظيت أنقرة بأهمية في العصور القديمة نتيجة لموقعها عند تقاطع طرق الأناضول وتعتبر ثاني أكبر مدن تركيا بعد إسطنبول، حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب أربعة مليون ونصف نسمة تقريبا وفقا لإحصاءات 2010 م، وهي بذلك تعد المركز الخامس والأربعين عالميًا من حيث كثافة السكان.

هي الوجهة السياحية الأولى للكثير من الرحلات المتوافدة إليها، وخاصة في أشهر حزيران/ يونيو حتى أيلول/ سبتمبر، وذلك لأن الطقس في هذه المدينة بارد في الشتاء لدرجة تساقط الثلوج، وحار وجاف في الصيف، مع ذلك تبقى الحركة فيها مستمرة طوال العام باختلاف الفصول. وتتميز أنقرة بمواقع أثرية بارزة، أهمها ضريح كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية. وقلعة أنقرة وهي أقدم جزء فيها، وفيها نماذج عديدة للهندسة التقليدية، المسرح الروماني، معبد “أغسطس” روما الأنيق الموجود في حي “أولوس” القديم، بالإضافة الى الحمام الروماني، وهو روماني كلاسيكي من ناحية مبناه وتقسيماته، ونصب النصر الذي بُني سنة 1927 ويمثل أتاتورك بزيّه العسكري.

تشهد أنقرة في أيامنا هذه توسعا دائما بنكهة عصرية وحديثة فالكثير من شوارعها الرئيسية صارت مزدحمة بالمقاهي والمطاعم، وخصوصًا في منطقة “كيزيالي” النشطة، كما أن جادة أتاتورك في أنقرة تبرز كمنطقة سياحية مركزية ومزدحمة، وتُعتبر منطقة “أولوس” أيضًا منطقة سياحية هامة، حيث تقع هذه المنطقة قريبًا من عدد من المتاحف وفيها إمكانيات نوم وإقامة، إلى جانب المطاعم الموجودة هناك.

أما أماكن التسوق المفضلة لدى السياح الأجانب فهي المحلات التجارية القديمة في “يوكوشي شيكليكشيلار” (درب النساجين) بجانب “أولوس”، وفيها الأقمشة التقليدية والسجاد اليدوي والمنتجات الجلدية، كما يحظى “باكيرسيلار شيرشيسي” (بازار النحاسين) بشعبية خاصة، أما مراكز التسوق العصرية فهي في “كيزيلاي” أو شارع حلمي “تونالي”، وتشمل مركز “كاروم” الحديث وحي برج “آتاكول” في “كانكايا”.