أويمابينار “منطقة الجمال الرباني الباهر”

خلق الله الدنيا والسماء في ست أيام، وخلال خلقه لهما ترك لنا الكثير من الآيات التي تجعلنا نتفكر ونتدبر في خلقه وننطق بعبارة “سبحان الخالق”، وآيات الخالق لا تُعد ولا تُحصى بل هي جمة ومتعددة ومتنوعة، ومن آيات الخالق التي خلقها ووهبها لنا لنتأمل ونتفكر في خلقه المناطق التضاريسية الطبيعية باهرة الجمال.

ومن لطف الله عزوجل على تركيا بأن أعطاها الكثير من تلك الأماكن الساحرة التي تجذب ملايين السياح سنويًا، و”أيومابينار” الفريدة والنادرة بجمالها إحدى هذه الأماكن التي وهبها الله كهبة طبيعية ربانية لتركيا ليجعلها من أكثر الدول جذبًا للزوار المحبين للطبيعة والجمال الرباني.

تقع منطقة “أيومابينار” (Oymapinar) في مدينة أنطاليا الواقعة جنوب تركيا والتي تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتتميز أيومابينار بجو معتدل أي حار جاف صيفًا بارد دافئ شتاءًا، وتُبين محافظ مدينة أنطاليا، من خلال نشرها لموضوع تعريفي بمنطقة أيومابينار، بأن “المصادر التاريخية تشير إلا أنه عام 1820 قبل الميلاد هو العام الموافق لقدوم وقطون أول مجتمعات بشرية وهذه المجتمعات كانت قبائل ليدية وبعد ذلك قدم إليها الرومان من إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط بقيادة الملك أطليوس خلال القرن الثاني بعد الميلاد ومن ثم فتحها السلاجقة والعثمانيون”.

ولشدة الجمال الطبيعي الساحر التي تتمتع به منطقة أويما بينار قررت وزارة السياحة والثقافة التركية بموجب القرار الحكومي رقم 8328 الصادر بتاريخ 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2004 بإعلان منطقة أيومابينار منطقة طبيعية شديدة الجمال يجب حمايتها وحفظها في القانون التركي على أنها محمية طبيعية تستدعي الحماية والعناية المباشرة من قبل الحكومة التركية ووزارة السياحة والثقافة التركية.

عند ذهابكم لتلك المنطقة ستلاحظون بأنها منطقة تستحق الحماية والعناية الحكومية المباشرة، ولجعل رحلتكم مميزة بعد زيارتكم لتلك المنطقة نود تزويدكم ببعض الأماكن التي يُنصح بالذهاب إليها في حال عقدتم النية لقطع رحلة مثيرة وممتعة اتجاه منطقة أويمابينار:

ـ بحيرة أويمابينار: بحيرة ذات مياه عذبة منبعها الشلالات المسكوبة من أعالي الجبال الشاهقة التي تحيط بمنطقة أويما بينار، خضار البحيرة الفاقع وتغاريد عصافيرها المطربة الرائعة والهدوء الجذاب والإقامة في أحد الفنادق المطلة بشكل مباشر على البحيرة وشلالتها تجعلكم تنتعشون جو المتعة انتعاشًا لا يوصف.

ـ شلالات أويمابينار: أويما هي كلمة تعود إلى قاموس القبائل الليدية وتعني البيت أما بينار فهي كلمة تركية تعني شلال وبهذا تركيب كلمة أويما بينار يُشتق معناه بالعربية على أنه “بيت الشلالات” وبالفعل منطقة أويما بينار هي مدينة الشلالات فهي مليئة بالعديد من الشلالات العذبة والمتدفقة بشكل مُبهج، يمكن الاستمتاع بجو شيق ومفيد طبيًا من خلال السباحة في أحد البرك الطبيعية التي تنتج على الهضاب التي تدفق عليها شلالات أيوما بينار.

ـ وادي ألابليك: وادي يصل بين بحيرة أويما بينار والبحيرات المائية الأخرى الموجودة في المناطق المجاورة لها، يتمتمع وادي ألابليك بمنظر شديد الروعة ستجدونه في أول وصولكم لمنطقة أيومابينار، يتميز وادي ألابليك بأنه الوادي الوحيد الذي تنبع ماؤه من كهف في تركيا، يتمتع بخضار وطبيعة خلابة تجعل السير إلى جانبها ذو أهمية عالية للحصول على الراحة النفسية والمعنوية، وكما يمكن الاستمتاع بهواية صيد الأسماك في الوادي من خلال ركوب أحد القوارب والتجول بداخله.

ـ كهف محروم تشالي: يبلغ طول كهف محروم تشالي حوالي 157 كم ويبلغ عمقه 36 كم، وتعطي اللوحات المتجمدة الناتجة عن المياه السائلة من الكهف مناظر وأشكال مكونة طبيعيًا تستحق رؤيتها والتأمل في خالقها.

ـ جنة أويمابينار الخفية: أحد أهم الجنان الخفية الموجودة في تركيا، تقع بين جبلين خضروين يتشكل من خلال اقترابهما لبعض وادي ساحر تمر من خلال مياه البحر الأبيض المتوسط، يمكن رؤية الجمال الباهر لهذه الجنة من خلال امتطاء أحد القوارب العابرة من خلالها أو من خلال مشاهدتها من أعلى الجسر المبني فوقها مباشرة والمخصص لمشاهدتها من أعلى.

إلى جانب هذه الأماكن المتنوعة والجميلة يمكن أيضًا رؤية المزيد من الاماكن السياحية الترفيهية والتاريخية والطبيعية والطبية من خلال زيارة الأماكن السياحية النادرة المجاورة لأويمابينار مثل منافجات، سيدا، كاش وغيرها من الأماكن التي ستبقى دومًا خالدة في أذهانكم.