تعليق تركي رسمي على إقامة “قاعدة عسكرية” في جزيرة سواكن السودانية
صرّح نائب رئيس الوزراء التركي، هاكان جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، بأن جزيرة “سواكن” بحدودها وموقعها الجغرافي الطبيعي ذات مساحة محدودة ولا تسمح بإقامة منطقة عسكرية عليها.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده جاويش أوغلو عقب لقائه رئيس الوزراء السوداني بكري حسن صالح، ووزير الخارجية إبراهيم غندور، بالعاصمة الخرطوم التي وصلها اليوم في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وقال جاويش أوغلو، إن “ما يثيره البعض من أقوال الهدف منها إفساد العلاقات بين البلدين، ونحن لا نريد أن نقول ذلك، لكن هذا ما يبدو لنا”، بحسب الترجمة العربية لتصريحات نائب رئيس الوزراء.
وأضاف أن البرامج والمشاريع التي تنفذها وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” في “سواكن”، تسير بسرعة وعلى قدم وساق، وتابع القول “جئنا للوقوف على تلك المشاريع ومتابعتها”.
وأوضح أن “جزيرة سواكن من الآثار التاريخية القديمة والعريقة والمهمة، ونعمل على إعادة سواكن من خلال المشاريع التي تُنفذ فيها، لتكون قبلة كما كانت عليه في تاريخها القديم، ولتكون بمنظر جذاب لاحياء الروح التاريخية”.
وأشار جاويش أوغلو أنه “خلال الأيام الماضية، جاء وفد ضم أكثر من 20 شخصا من تركيا، بينهم مهندسون وفنيون، زاروا سواكن ووضعوا لنا خارطة طريق وخطط المشاريع التي ينبغي تنفيذها”.
ومن المقرر أن يزور جاويش أوغلو غدا جزيرة سواكن، ويعقد لقاءات رسمية مع المسؤولين بولاية البحر الأحمر (شرق).
وحول زيارته المزمعة إلى إقليم دارفور (غرب)، قال نائب رئيس الوزراء التركي، “من هنا سنتحرك إلى مدينة الفاشر، وفاءً من الأمة التركية، لافتتاح قصر السلطان علي دينار بعد ترميمه من وكالة تيكا وإعادة تأهيله”.
وأوضح، “السلطان علي دينار في تاريخنا من الأسماء المهمة جدا، وفي فترة حكمه لسلطنة دارفور، كان من المجاهدين الصادقين الذين لبّوا نداء الدولة العثمانية حينما دعت إلى الجهاد”.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن الغرض من زيارته لدارفور أيضا توزيع بعض المواد الغذائية لحوالي ألفين وخمسمائة شخص.
ويعد السلطان علي دينار (1856 – 1916) آخر سلاطين سلطنة الفور، أو ما عٌرف لاحقا بـ”إقليم دارفور”، وكان أحد حلفاء الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وذكر جاويش أوغلو، أن زيارته إلى السودان، الغرض منها “متابعة المشاريع والاتفاقيات والقرارات التي اتخذها الرئيسان في البلدين، لتخطو خطوات إلى الأمام وتنفيذ ما اتفق عليه”.
وأضاف، “كان لقاؤنا لتقييم المشاريع والبرامج قيد التنفيذ الآن، وكيفية سيرها”.
وأشار إلى أن “زيارة الرئيس التركي في ديسمبر/ كانون أول الماضي، تركت انطباعا ودوافع لتقوية العلاقات بين البلدين.
وأوضح جاويش أوغلو، أن الخطوط الجوية التركية، تخطط لتسيير رحلات إلى مدينة بورتسودان (شرق)، وأنه جرى الحديث مع المختصين بهذا الخصوص، “والأمر بحاجة إلى بعض الموافقات لتبدأ الخطوط في رحلاتها إلى بورتسودان”.
وحول سؤال بشأن إقامة علاقات عسكرية بين البلدين، أوضح قائلًا، “لا نستطيع أن ننظر إلى العلاقات المشتركة، ونقول أنها في مجال واحد، فعلاقاتنا ممتدة إلى كافة المجالات، الاقتصادية السياسية، والتعاون العسكري وارد وتحت التقييم”.
وأعلن نائب رئيس الوزراء أنه سيتم عقد اجتماع في تركيا نهاية مارس/آذار المقبل، وأضاف “طلبنا من الحكومة السودانية معرفة الإمكانيات المطلوبة، والخطط والمشاريع لتنفيذها وأن يتم توسعة حجم التبادل التجاري”.
وقال بهذا الشأن “في الأيام الماضية زار وفد من رجال الأعمال الأتراك، السودان، وتعرفوا على إمكانياته وموارده”.
كما زار وفد من رجال الأعمال السودانيين معرض “إكسبو” في تركيا وزاروا مدينة إزمير، وكل اللقاءات والمشاريع، ستحدد لنا خارطة الطريق والمشاريع والإمكانيات المتاحة.
وأوضح جاويش أوغلو، أنه جاء ليشكر الشعب السوداني على دعمه ودعائه وتمنيه لنا النصر في عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي تقوم بها وحدات الجيش التركي و”السوري الحر” في منطقة عفرين.
وأردف، “السودان حكومة وشعباً، يقفون إلى جانبنا ويساندوننا في عملية غصن الزيتون، ويعبرون عن ذلك كلما سنحت لهم الفرصة، وهذا أمر متوقع من إخوة وهم يساندون بلدنا”.
ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيشان التركي و”السوري الحر”، ضمن عملية “غصن الزيتون”، المواقع العسكرية لتنظيمي “ب ي د/بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
تجدر الإشارة أن العلاقات السودانية التركية، تطورت خلال العقدين الماضيين، وتحديدًا منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا، الذي وضع خطة طموحة لتعزيز التواصل مع بلدان إفريقيا.
تحية من القلب للسيد الرئيس رجب طيب اردوغان ولجمع افراد عائلته الكرام حفظهم الله ورعاهم .