شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

ماذا قدم العالم للغوطة الشرقية؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

منذ أسبوع، تشهد الغوطة الشرقية، آخر معقل للمعارضة السورية قرب العاصمة دمشق، واحدة من أكثر حملات القصف فتكا في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، على أيدي النظام السوري بقيادة «بشار الأسد».

والغوطة الشرقية هي إحدى مناطق «خفض التوتر»، التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة، عام 2017.

مجازر النظام السوري التي خلفت 1121 مدنيا سوريا خلال 103 أيام بمنطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق؛ جراء هجمات روسيا والنظام السوري والميليشيات الداعمة له، حركت المجتمع الدولي والعربي.

واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، السبت، قرارا تقدمت به الكويت والسويد يطالب بوقف الأعمال العسكرية في سوريا ورفع الحصار المفروض من قبل قوات النظام، عن غوطة دمشق الشرقية وبقية المناطق الأخرى المأهولة بالسكان لمدة 30 يوما.

وشككت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن «نيكي هالي»، في التزام نظام «الأسد» بقرار مجلس الأمن بوقف العمليات القتالية في سوريا خاصة في الغوطة، وهو ما حدث بالفعل فلا تزال قوات نظام «بشار الأسد»، تشن هجمات على الغوطة الشرقية وإدلب وحماة.

موسكو تعلن هدنة

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو»، اليوم الإثنين، عن هدنة إنسانية في غوطة دمشق الشرقية سيتم إعلانها يوميا اعتبارا من يوم غد الثلاثاء 27 فبراير/شباط الجاري من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا.

وقال «شويغو» في اجتماع بوزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، إن روسيا تقترح تشكيل لجنة بإشراف الأمم المتحدة لتقييم الوضع الإنساني في مدينة الرقة السورية، حيث الوضع الإنساني والصحي متأزم ولم يبدأ بعد تقديم مساعدات إنسانية في بعض مناطق المدينة بسبب وجود كميات كبيرة من القذائف غير المنفجرة.

دعاء قنوت بالكويت

من جانبها، أصدرت وزارة الأوقاف الكويتية تعميما إداريا، يقضي بدعوة الأئمة والخطباء في جميع المحافظات الست بالدعاء والقنوت في الصلوات لأهل غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من النظام السوري.

اقرأ أيضًا:   رفض التقاعد: ضابط شرطة تركي يعمل منذ 39 عامًا بدون إجازة أو إذن

وجاء في التعميم، الذي صدر السبت، أن تلك الدعوة تأتي «انطلاقا من قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، وقوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ».

وأرفقت الأوقاف تعميمها بنص دعاء لأهل الغوطة، جاء فيه: «اللهم فرج عن إخواننا في غوطة دمشق، اللهم اجعل لهم فرجا ومخرجا، اللهم احقن دماءهم واحفظ أعراضهم، وآمنهم في وطنهم، اللهم ادفع عنهم البلاء والقتل والتدمير والتهجير، واكشف عنهم النقم، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم الطف بعبادك المسلمين في كل مكان».

وصمة عار

وفي السياق، قال وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، الإثنين، إن «ما يتعرض له الشعب السوري في الغوطة الشرقية على مرأى ومسمع من العالم كله على يد النظام الحالي وصمة عار على الإنسانية».

وانتقد «آل ثاني» خلال كلمة له بجنيف أمام الدورة الـ37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، «عجز وتقاعس آليات الأمم المتحدة المعنية بالأمن والسلم الدوليين عن القيام بدورها لحماية حقوق الشعب السوري»، في مقابل «بشاعة الممارسات الوحشية» بالغوطة.

وطالب المجتمع الدولي «باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف إطلاق النار وحماية الشعب السوري»، بحسب «الأناضول».

والسبت قال أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني» إنه «بغض النظر عن الخلافات السياسية في وجهات النظر إزاء ذلك، فإن ما يجري في غوطة دمشق الشرقية هو جرائم ضد الإنسانية».

وغرد الأمير «تميم»، على حسابه في موقع «تويتر»، قائلا إن المجتمع الدولي يتحمل في هذه الظروف المسؤولية عن حماية المدنيين، ولا يجوز أن يتملص منها.

تركيا

أكد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، السبت، استعداد بلاده لاستقبال جرحى منطقة الغوطة الشرقية الواقعة على مشارف العاصمة السورية دمشق.

اقرأ أيضًا:   نائب إسرائيلي: لا مفر من المواجهة على الحدود السورية و اللبنانية

وفي كلمة ألقاها خلال فعالية لحزبه بولاية «عثمانية»، قال «أردوغان»: «نريد علاج جرحى أهالي الغوطة الشرقية في مستشفيات تركيا»، بحسب وكالة «الأناضول».

ولفت إلى أن «الدول والمؤسسات التي تحاول إعطاء تركيا دروسا في الديمقراطية والقانون وحقوق الإنسان في كل فرصة تسنح لها، التزمت الصمت إزاء ما يجري في سوريا».

وشدد على أن بلاده «لن تبحث أي موضوع مع رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي قتل مليونا من شعبه».

واعتبر الرئيس التركي أن «هناك مساعي لمسح جميع الآثار التي تربط شعوب المنطقة بجذورها، بشكل متعمد ومقصود»، مضيفا: «العديد من المدن الإسلامية، الغنية بروائع حضارتنا التي تعود إلى قرون، تحولت إلى أنقاض».

وأضاف أن «أصوات الأذان التي تصدح من مآذن مساجد المنطقة تركت مكانها لنحيب الأمهات التي تفطر القلوب».

وساطة مصرية لـ«وقف المجزرة»

نقلت صحيفة «الأهرام» المصرية أنباء الوساطة المصرية لـ«حقن الدماء في الغوطة» وفق وصفها، وذلك للتوصل إلى اتفاق ينتهي بـ«إيقاف العملية العسكرية المتوقعة للجيش السوري في الغوطة الشرقية».

ونقلت عن صحيفة «الوطن» السورية قولها إن «مصادر معارضة» كشفت أن رئيس «تيار الغد» المعارض «أحمد الجربا»، ورئيس المكتب السياسي لـ«جيش الإسلام»، المعارض «محمد علوش»، يقودان «التفاوض برعاية مصرية من جهة، والجانب الروسي من جهة ثانية، من أجل إيقاف العملية العسكرية المتوقعة للجيش السوري في الغوطة الشرقية».

ودعا الأزهر الشريف، في بيان، المجتمع الدولي؛ لإغاثة سكان الغوطة الشرقية المحاصرين قرب دمشق.

وأدان البيان، الصادر مساء الخميس، المأساة الإنسانية التي يتعرض لها سكان منطقة الغوطة الشرقية في سوريا، مطالبًا كل الأطراف ذات الصلة والمنظمات الإنسانية، بإنهاء معاناة السكان المحاصرين، والوقف الفوري لاستهداف المدنيين.

وقال «الأزهر»، في بيان عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، إن «المشاهد المروعة التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية لمعاناة أهالي الغوطة وغيرها من مناطق سوريا المنكوبة توجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده من أجل إيقاف دوامة الدمار والاقتتال المستمرة منذ سنوات، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري المظلوم».

اقرأ أيضًا:   "مهرجان بلا حدود".. فعالية تركية لرسم البسمة على وجوه الأطفال السوريين

وعبر الأزهر عن دعمه لجهود لإحلال السلام في سوريا، ووقف نزيف الدماء، والحفاظ على وحدة البلاد، وتلبية طموحات الشعب السوري.

السعودية والإمارات

نقلت وكالة الأنباء السعودية، الخميس، عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية (لم تذكر اسمه) تشديده على ضرورة وقف النظام السوري للعنف وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.

ودعت المملكة إلى «الأخذ بشكل جاد بمسار الحل السياسي للأزمة، وفق المبادئ المتفق عليها والمتمثلة في إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254».

من جانبها، طالبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان الخميس، «بهدنة فورية حقنًا للدماء وحماية للمدنيين».

وقالت إن «سوريا التي شهدت أفظع المواجهات والاستهداف الممنهج للمدنيين لا تتحمل فصلًا دمويًا مكررًا».

وأكدت الخارجية الإماراتية على «ضرورة إفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية لإسعاف الجرحى ولتوفير العلاج والدواء والغذاء».

والجمعة الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، مقتل حوالي 400 شخص، وإصابة أكثر من ألف آخرين؛ جراء الغارات الجوية على منطقة الغوطة الشرقية لدمشق، خلال 4 أيام، قبل أن يرتفع هذا العدد إلى 519 شخصا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومنذ أشهر، تتعرض الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، لقصف جوي وبري من قوات النظام السوري، رغم كونها ضمن مناطق «خفض التوتر»، التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة، عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران.

وتحاصر قوات النظام السوري نحو 500 ألف مدني في الغوطة الشرقية، منذ عام 2012، حيث تمنع دخول المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية.

ويزداد الوضع الإنساني في الغوطة سوءا بسبب الجوع والبرد والمرض وانعدام المواد الأساسية، بينما ناشد الأهالي المجتمع الدولي للتدخل وإنقاذهم فورا.

 

حمزة سيد – الخليج الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *