جزيرة قبرص التاريخية.. أرض الأساطير والجمال

ولاء خضير

تعتبر جزيرة قبرص (Kıbrıs) وجهة مثالية للرحلات السياحية، والاستماع بالطبيعة والتاريخ، والاستجمام، والراحة، ولا يقتصر الأمر على تنزه قرب البحر، أو الاستمتاع بالسير في طرقات الجزيرة، فعشاق المغامرة، والرياضة يمكنهم التوجه صوبها، حيث الطبيعة الجبلية الساحرة، وللاستمتاع أيضا بجمالية الأراضي الزراعية الفاتنة بها.

وبعيدًا عن التعقيدات السياسية التي تحكم أدق التفاصيل في هذا البلد، ثمة عوامل عدة تمكنها من قلب كافة المقاييس لصالحها، فهي تتمتع بطبيعة خلابة، ومناخًا معتدلًا طيلة أيام السنة، ناهيك عن المساحات الخضراء الشاسعة، وقرب المسافة بين البحر والجبل، بالإضافة إلى السكون الذي يعد أحد أهم عوامل الجذب السياحية.

تقع جزيرة قبرص على بحر إيجه شرق البحر الأبيض المتوسط، في جنوب شرق أوروبا وشمال غرب آسيا بالقرب من السواحل التركية، ويفصلها عن الشاطئ الجنوبي التركي 75 كلم، وتتمتع بمناخ دافئ أغلب أيام العام، مما يجعلها مكانًا مثاليا لممارسة السباحة في مياهٍ ذهبية دافئة.

وتمتاز عاصمتها “ليفكوشيا” بطراز معماري مميز يعود إلى القرون الوسطى، مما يجعل من التنزه في طرقاتها سيرًا على الأقدام متعة لا تضاهى.

أما إذا كنت تبحث عن سواحل تصلح للنزهة، ومفعمة بالحيوية، فعليك للجوء بساحل مدينة “لارنكا”، أو التوجه إلى “أيا نابا”، حيث حمامات البحر شرقي قبرص.

وتتميز قبرص بقصر المسافات فيها، ما يجعل السائح قادرا على زيارتها والتمتع بكامل تقديماتها السياحية الكثيرة في وقت قصير جدا.

أماكن لا بد من زياتها في قبرص

حمامات أذونيس

تقع الحمامات العثمانية “أذونيس” في منطقة تالا، بالقرب من الأسوار الغربية لمدينة بافوس القديمة؛ حيث تم الانتهاء من بنائها في نهاية القرن الرابع عشر، وبداية القرن الخامس عشر، وتتكون من غرفة رئيسة ممتدة الجوانب.

وتمثل هذه الحمامات واحدة من أجمل البقاع السحرية الرائعة والفريدة في الجزيرة، وتقع الحمامات على مسافة 2 كيلومتر فقط من قرية” كيلي”، و12 كيلومترا من بافوس.

كان قد تم إعادة بناء أسوار المدينة في مطلع الحقبة العثمانية، حين حلت القباب محل بعض الأسطح النصف دائرية المحدبة. وتعتبر هذه الحمامات أحد المعالم العثمانية الباقية في مدينة بافوس.

وتقول الأساطير القديمة، إن “آلهة الحب والجمال” أفروديت ولدت على شاطئ بافوس، وقد جذبت هذه الأسطورة موجة من السياح استمرت على مدى مئات السنين، فيما تشير الأساطير إلى أن “أذونيس” وهو ما يقال إنه إله الجمال/ قد أوقف جواده في هذا المكان.

كارينا Kyrenia

كارينا التاريخية، والتي تعود للحقبة البيزنطية، ويمكنك زيارة معالمها مثل القلاع القديمة التي تعود للقرن الرابع عشر ميلادي.

فاماغوستا Famagusta

يمكنك زيارة أشهر معالم مدينة فاماغوستا Famagusta، مثل المدينة القديمه في سلاميس، وبرج شكسبير، والجامع التاريخي جامع مصطفى باشا الذي كان كنيسة سابقًا.

عرفت فاماغوستا حضارات عديدة، إغريقية، وفرعونية، وفينيقية رومانية، وبيزنطية، ثم عربية، وعثمانية، إلى حدود القرن 19 حيث احتلتها بريطانيا.

العاصمة ليفكوشا Lefkosa – نيقوسيا – Nicosia

وتمتاز بتاريخها العريق، ونيقوسيا أو «ليفكوسيا» كما يلفظها القبارصة، عاصمة قبرص على مدى ألف عام تقريبا، وهي مدينة فريدة من نوعها، ومحطة مهمة لزيارة العديد من الأماكن التي تستقطب اهتمام السياح مثل المتاحف.

تعد هذه العاصمة من أقدم المدن، وتعود إلى ما يقارب ألف عام، ومن أشهر معالم مدينة نيقوسيا Nicosia القديمة، والخان الكبير، وجامع السليمية، والسوق القديم، ومتحف الدراويش.

كارباس Karpaz

يمكنك عزيزي الزائر القيام بجولة في الطبعية الساحرة لمدينة كارباز Karpaz، حيث تشكل الزيارة فرصة عظيمة للتوغل في الطبيعه البكر الخلابة، من خلال محمياتها الساحرة، وستشاهد شاطيء السلاحف الشهير، وستكون لديك فرصة الاستمتاع بالسباحة في تلك الشواطيء الفيروزية الرائعة.

وتتميز المأكولات الطازجة والأصيلة بالمدينة بلذتها، فهي مزيج من المأكولات التركية واليونانية، والعديد من المحلات الخاصة والمطاعم تقدم مأكولات الخاصة من الترافينا والحلومي وحلمي الجبن، والتي تتميز بلذتها مع الزيتون والسلطة والخبز التركي المعروف بالبيدة، والكباب مشهور أيضًا في المدينة، والتي يمكن إتباعها بكأس من القهوة التركية القوية.

للوصول من إسطنبول إلى شمال قبرص لا بد من القيام برحلة طيران داخلية، ويتراوح سعر تذكره الذهاب والإياب ما بين 150 – 200 دولار للشخص الواحد، وشركات الطيران التي تصل إلى شمال قبرص هي الخطوط الجوية التركية، وطيران أونور Onur Air، وطيران الأناضول Anadolujet، وطيران بيجاسوس Pegasus.

ويمكنك عزيزي السائح التجول مشيا في حارات وشوارع هذه الجزيرة الساحرة بتاريخها وقدمها وطرازها المعماري، حث تعاقبت عليها الكثير من الحضارات، ولا سيما الحضارة العثمانية التي تظهر بها التاريخ الإسلامي المشرق، وتعكس أجواء قبرص في القرن الماضي بأزقتها الضيقة، فضلا عن تواجد أفضل المطاعم، والمقاهي، والمحلات التقليدية، والمتنوعة.