سلسلة لقاءات سرية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين كبار في القاهرة
أفادت تقارير بأن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين كبار عقدوا سلسلة من الاجتماعات السرية في القاهرة الأسبوع الماضي، استباقا لإعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عن خطته للسلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها.
وقال مسؤول في السلطة الفلسطينية لصحيفة «الخليج تايمز» ومقرها الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة إن المسؤولين المصريين يتوسطون في المحادثات التي وصفها بأنها «تطور مهم» في العلاقات الدافئة بين القدس والرياض، وهو اتجاه يقوض سلطة حكومة رام الله، وفقا للمسؤول الفلسطيني.
وقال «إن العلاقات الدافئة بين إسرائيل والسعودية تدمر السلطة الفلسطينية». مضيفا: «يبدو أن إسرائيل لم تعد العدو الأكبر في المنطقة».
وفي واحدة من أولى العلامات على العلاقات، منح السعوديون هذا الأسبوع الإذن لشركة طيران الهند بالتحليق عبر المجال الجوي السعودي إلى (إسرائيل) ، وهو الأول منذ 70 عاما.
ووفقا لمسؤول السلطة الفلسطينية، فإن المحادثات التي عقدت في فندق فخم مع مسؤولين مصريين حاليين تناولت أيضا المصالح الاقتصادية لـ(إسرائيل) ومصر والمملكة العربية السعودية ، لا سيما في منطقة البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية النقاط الرئيسية في خطتها للسلام في الأسابيع المقبلة. وقال مسؤولو الإدارة إن الخطة تقترب من الانتهاء ، لكنهم رفضوا أيضا إعطاء جدول زمني لموعد نشرها.
وفي وقت سابق يوم الجمعة، قال تقرير لصحيفة الشروق المصرية الخاصة إن العديد من الدول العربية التي لم يذكر اسمها تقدم المشورة للرئيس الفلسطيني «محمود عباس» ليقبل أي خطة تطرحها إدارة «ترامب»، وإلا فإنه سيندم في وقت لاحق.
وندد «عباس» بالخطة المزعومة ووصفها بأنها «صفعة القرن» في سخرية من مصطلح «صفقة القرن» الذي استخدمه ترامب نفسه لوصف مبادرته للسلام.
ومع غضبها من القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وتحريك سفارتها هناك ، تجاهلت رام الله المفاوضين «جاريد كوشنر» و«جيسون جرينبلات»، ودفع باتجاه جهود سلام متعددة الأطراف تتجاهل واشنطن.
وفقا للتقرير المصري، أخطر الأمريكيون بعض العواصم العربية بأن قرار «ترامب» بتحريك السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو: «جزء من جهد أمريكي لإقناع إسرائيل ، خاصة المتشددين ، بالموافقة على تنازلات محتملة للفلسطينيين».
وقال «ترامب» مرارا وتكرارا إن (إسرائيل) ستضطر إلى «دفع ثمن» للاعتراف بالقدس، رغم أنه لم يفصح عن أي تنازلات متوقعة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو» للصحفيين بعد اجتماعه مع «ترامب» هذا الأسبوع إن القضية لم تناقش بين الجانبين مطلقا.
وقال التقرير إن دولة عربية واحدة على الأقل أوضحت لإدارة «ترامب» أن الدول العربية سترفض أي خطة سلام لا تعترف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية.
وقال مسؤول كبير في حماس للصحيفة إن المسؤولين المصريين أكدوا أن القاهرة لن تقبل أي خطة لا تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية ، عاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وأكد المصريون أيضا التزامهم بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وأحفادهم إلى منازلهم السابقة، وفقا لمسؤول حماس.
وفي الشهر الماضي، قضى وفد كبير من حماس برئاسة «إسماعيل هنية» ثلاثة أسابيع في القاهرة حيث أجرى أعضاؤه محادثات مع مسؤولين حكوميين مصريين في عدد من القضايا بما في ذلك اتفاق المصالحة المتعثر مع حركة فتح وسبل تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
ونقل مسؤول حماس عن المصريين قولهم إن القاهرة تعارض بشدة فكرة «توطين الفلسطينيين في سيناء».
وجاء الموقف المصري ردا على تقارير غير مؤكدة في بعض وسائل الإعلام العربية التي زعمت أن خطة «ترامب» للسلام تتضمن نقل أجزاء من سيناء إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.