وكالة تركية تلتقي طفلاً من مشعلي فتيل الثورة السورية
وكالة أنباء الأناضول
تركيا بالعربي: لطالما جرى الحديث عن أطفال مدينة درعا جنوبي سوريا، الذين اعتقلهم النظام، بسبب كتاباتهم على جدران مدرستهم، عبارات مناهضة للنظام وتطالب بإسقاطه، وذلك في مارس/آذار 2011.
واعتبر السوريون حينها أطفال درعا “شرارة الثورة”، على إثر اندلاع احتجاجات في المدينة، بعد أيام من اعتقالهم، طالبت بإطلاق سراحهم وإجراء إصلاحات للنظام.
وفي الذكرى السابعة لاندلاع الثورة، التقت الأناضول، مع “معاوية الصياصنة”، أحد أطفال درعا الذين كتبوا على جدران المدرسة، وأحد الذين تعرضوا للتعذيب في سجون النظام السوري قبل سبع سنوات، وهو الآن يبلغ من العمر نحو 20 عاماً، ويقاتل في صفوف الجيش السوري الحر.
وقال الصياصنة، إنه في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات، كان معتقلاً في سجون الأمن السوري بدرعا، حيث تعرض مع أربعة من رفاقه للتعذيب الوحشي، بسبب عبارات كتبوها على جدران مدرستهم، تطالب بإسقاط النظام، وتتوعد رئيس النظام بشار الأسد، بالإسقاط.
ومن أشهر العبارات التي كتبها الأطفال حينها “أجاك الدور يا دكتور” (جاءك الدور يا دكتور)، حيث أن بشار الأسد، كان طبيباً للعيون قبل أن يرث الرئاسة من والده حافظ الأسد.
وأوضح الصياصنة، أنهم كانوا حينها متأثرين بالثورات العربية في تونس ومصر، وقرروا كتابة بعض العبارات التي سمعوا بها.
وأضاف أن “المعاملة السيئة التي تعرض لها الطلاب من الشرطة المتمركزة بالقرب من المدرسة، كانت عاملاً آخراً دفعهم للقيام بهذا العمل”.
وذكر الصياصنة، أنهم “تعرضوا لتعذيب شديد خلال التحقيق معهم، كتكسير الأصابع، والتعذيب بالصدمات الكهربائية، حيث أن المحققين كانوا يسألوهم عن الذين حرضوهم على الكتابة على الجدران”.
وأشار إلى أنه من بين العبارات التي خطّوها على جدران مدرستهم “يسقط النظام” و”جاك الدور يا دكتور”.
ولفت الصياصنة، إلى أنه وصديق آخر له يدعى أحمد اعترفوا بقيامهم بالعمل بعد اعتقالهم، حتى يتم الإفراج عن رفاقه المتبقين.
وأضاف أنه “يقاتل الآن في صفوف الجيش الحر، ويشارك في المعارك ضد قوات النظام السوري، وأنه وصديقه أحمد فقط بقيا في درعا، أما البقية، فمنهم من لجأ إلى الأردن مع عائلته، ومنهم من هاجر إلى أوروبا”.
وتمنى أن يسقط النظام، وتعود سوريا كما كانت في السابق، وأن يعود النازحون واللاجئون إلى وطنهم بمن فيهم أقاربه وأصدقاؤه، الذين شاركوه في الكتابة على الجدران.
وختم الصياصنة، حديثه قائلا “بعد مرور سبع سنوات، لست نادماً على ما فعلته مع رفاقي في المدرسة، بل أفتخر بذلك، لأنه كشف حقيقة النظام السوري الذي ارتكب الجرائم بحق الآلاف، ومن بينهم صديقه وعائلته، الذين قُتلوا في قصف للطائرات المروحية، بالبراميل المتفجرة على منزله”.
وفي مارس 2011، انطلقت في سوريا احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، ما قابله النظام باستخدام العنف وإطلاق الرصاص على المتظاهرين لتتحول الاحتجاجات بعد ذلك إلى حرب بين قوات النظام والمعارضة، قام النظام خلالها باستهداف المناطق التي خضعت لسيطرة المعارضة بالقصف، ما أوقع مئات الآلاف من القتلى، وتسببت بنزوح الملايين عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها.