شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

شوارع الفطور في إسطنبول

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

الزائر لتركيا، أو الأجنبي المقيم فيها، سيلاحظ، بين أول ما يلاحظه عن أجواء البلاد، أن الأتراك يقدّرون وجبة الفطور أو الـ”kahvaltı” في اللغة التركية. وهو ما تتنافس على إبرازه مقاهي البلاد، بالأخصّ مقاهي مدينة إسطنبول، التي تستقبل وحدها ما يزيد من 10 ملايين سائح سنوياً، حتّى إنّها خصّصت شوارع بأكملها فقط لتقديم هذه الوجبة الهامة. بداية من الاسم الجميل للشارع الذي يجعلك تفكر بأنك في مكان سيتفنّن كل محل به في تقديم أولى وجبات اليوم لك، إذْ ستُفتح شهيتك تلقائيّاً لليوم الجديد.

إذا كنت زائراً مقيماً في منطقة “بي أوغلو” في إسطنبول القريبة من ساحة “تقسيم” الشهيرة، فأقرب شارع للفطور إليك يقع في منطقة “جيهانغير”، واسمها يأتي نسبة للأمير جيهانغير، السلطان العثماني سليمان القانوني، وزوجته روكسيلانا، إذْ توفي وعمره 22 عاماً. معظم البيوت في جيهانغير “Cihangir” تحتفظ بعمارة أواخر القرن التاسع عشر الجميلة. وعلى الجانبين، تترامى المقاهي التي يقدم بعضها وجبة رئيسية هي الفطور، بينما لا يقدم بعضها الآخر أي وجبة أخرى غيرها.

اقرأ أيضًا:   ماذا يجري بين المهاجرين والأنصار في إسطنبول

أحد أجود وأجمل هذه المقاهي هو “Van Kahvaltı Evi” أو “بيت فطور وان”. هنا خيارات الفطور متعددة، لكن قد تخبر النادل بأنك تريد وجبة فطور فقط، وتترك له الخيار بأن يحضّر وجبة تبدو لك بأنها ليست طلبك مع توالي وضعه للأطباق، لكنها في الأصل وجبة الفطور الاعتيادية، وهي بهذا التنوع دائماً، وتحضر فيها حلقات الـ SIMIT الشهيرة، وهي خبز تركي مُدور ومُقرمَش عليه بذور السمسم. كما تجد طبق الـ MENEMEN، وهو أصيل الحضور على طاولات فطور الأتراك، ويقابله الـ”جز مز” عند أهل الشام. وتوضع أنواع مختلفة من الأجبان والعسل والمربى، مع طبق البندورة والخيار الطازجين اللذين لا غنى عنهما.

هذه الوجبة موجودة أيضاً بشارع الفطور في منطقة بشيكتاش “Beşiktaş” معقل فريق كرة القدم الشهير الذي يحمل ذات الاسم. ومعظم الموجودين في هذا الشارع من مشجّعيه. فيه يلتقون، وتنضم إليهم طوابير من الزائرين في صباحات يومي عطلة الأسبوع. ووصفُ طوابير صحيح تماماً عند النظر إلى العدد الهائل من القاصدين لهذا الشارع، بغية الحصول على وجبةِ فطور شهيّةٍ. وأشهر من يقدمها مقهى “Çakmak Kahvaltı Salonu” أو “صالون الولاّعة للشاي”. وهو أقدم مقاهي الشارع، وأصدقها تعبيراً عن أنّ الشاي والتدخين لا يفارقان الأتراك.

اقرأ أيضًا:   على أنغام الجوقة العثمانية.. استقبال سياح أردنيين في جبل أولوداغ

الجميل في شوارع الفطور أيضاً، هي أنها لا تقدم لك فقط وجبة شهية، معظم من أعد فطائرها ومعجناتها سيدات مقتدرات، يضعن في الوجبات لذة وصحية الأكل البيتي، وإنما تقدم لك فضاءً جميلاً، إذْ يكون وقوفك في صف الانتظار الطويل أمراً يستحق العناء حقاً. وهنا أقصد بشكل خاص مقهى “Çeşme Bazlama Kahvaltı” في منطقة “Nişantaşı” الفاخرة في إسطنبول.

كما يقصد السياح مقاهي حي “بلاط” BALAT التاريخي، والمصنف من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” كتراث عالمي. وفي مقاهيه، تختبر تجربة أن تكون بين كل ما هو عتيق. كل شيء في المكان وكل تفصيل هو “أنتيكا” وظفت بجمال أصيل وبسيط ومميز، بينما البيوت حولك تعود إلى قرون خلت، وما زالت تنهل من الطابع التركي في البناء.

اقرأ أيضًا:   إمام أوغلو: أريد زيارة السيد رئيس الجمهورية للتنسيق لإدارة شؤون اسطنبول معا
المصدر
العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *