بوزا.. مشروب تركي ذو قيمة غذائية عالية
يحظى مشروب الـ”بوزا” التركي بإعجاب واسع للغاية في عموم تركيا، منذ عشرات السنين، بفضل طعمه اللذيذ واحتوائه على قيمة غذائية عالية.
صحيفة “العربي الجديد”، رصدت في تقرير لها الاهتمام الكبير بهذا المشروب التركي التقليدي، مشيرة إلى محل “وفا بوزاجيسِي” أي “بوزا وفا” وهو الأقدم ربما بتركيا لصناعة الـ”بوزَا”، والمستمر منذ افتتاحه عام 1876 حتى اليوم.
لم يغلق هذا المحلل بابه يوماً ولم يتوقف عن تقديم الشراب اللذيذ لطالبيه الأتراك، أو السياح والزائرين الذين ما إن قدموا مرة وذاقوا الـ”بوزا”، حتى عادوا مرات مرات.
نور الدين جَالشير، صاحب المحل والقائم على صناعة الـ”بوزا”، فيه، منذ أكثر من خمسين عاماً.
وأخذ المحل اسمه من حي وفا الشهير بمنطقة الفاتح بإسطنبول، إذ يعود تسمية الحي “وفا” إلى المتصوّف “وفا أفندي” الذي أتى بالقرن الخامس عشر، من مدينة قونية، مدينة مولانا جلال الدين الرومي، وأصبح من علماء السلطان محمد الفاتح ومن بعده بيَازيد الثاني.
يقول جالشير، للصحيفة، وهو يسكب الـ”بوزا”، على نحو استعراضي ممزوج بثقة: أنا هنا منذ خمسين عاماً، أقدم كؤوس الـ”بوزا”، للزبائن، الأتراك والعرب والأجانب، وتضطر أحياناً لتقف ريثما يفرغ كرسي أو طاولة.
وعن طريقة التصنيع وفوائد الـ”بوزَا” التركية، يقول جالشير: ليس من أسرار في صناعته فهي منتشرة بإسطنبول ومدن تركية كثيرة منذ 11 قرناً، ويبقى لكل محل طريقة تحضير أو إضافات خاصة، لكنها، تُصنع من الأرز والقمح والدخن والذرة، مع الماء والسكر.
بعض الزبائن، وخاصة الأتراك، يضعون الحمص المحمّص (القضامة الصفراء) بالكؤوس فتغدو وجبة غذائية كاملة، فيها النشويات والسكريات والبروتين النباتي، وكل كأس تحوي 240 سعرة حرارية، وتفيد لأنها ساخنة ولزجة وفيها خمائر عالية، في معالجة أمراض الشتاء من رشح وزُكام وسعال، وتدر حليب المرأة المرضعة لما تحتويه من نشويات.
وينصح جَالشير بالاحتفاظ بمشروب الـ”بوزا” بمكان بارد وعدم الإبقاء على المشروب لأكثر من عشرة أيام، لأن الخمائر فيه ستحوله إلى كحول.
وعن الأسعار، يضيف صاحب المحل، نبيع الكأس داخل المحل بثلاث ليرات تركية.
وبِإشارة لكأسٍ معلقة على جدار المحل، يقول نور الدين جالشير، أن كبار المسؤولين الأتراك، يأتون إلى محله لتناول الـ”بوزا”، و”هذه الكأس، شرب بها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، ولم نزل نحتفظ به حتى اليوم”.