شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

لماذا ستدفع السعودية مقابل إبقاء الوجود العسكري الأمريكي المعادي لتركيا في سوريا؟

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تركيا بالعربي: ضجت وسائل الإعلام الناطقة بالتركية خلال اليومين الماضيين بالتصريحات التي صدرت عن كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول التواجد العسكري الأمريكي في سوريا.

وكان ترامب قد قال أول أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي إن “الوقت حان للانسحاب من سوريا، وأن السعودية مهتمة جدا بقرارنا، وإذا كانت الرياض ترغب ببقائنا في سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك”.

وأضاف “تواجد قواتنا في سوريا مكلف للغاية بالنسبة إلينا، ويخدم مصالح دول أخرى أكثر مما يساعدنا، وأريد أن أعيد قواتنا إلى ديارها، أريد أن أبدأ بإعادة بناء أمتنا، ومهمتنا الأساسية هناك هي التخلص من داعش، ولقد أنجزنا هذه المهمة تقريبا”.

تصريحات ترامب رآها مراقبون في سياق الابتزاز العلني للمملكة العربية السعودية, حيث جاءت مباشرة بعد تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلته مع مجلة “تايم” الأمريكية يوم الجمعة الماضي, حيث قال إنه “يعتقد أن القوات الأمريكية في سوريا يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن لفترات طويلة، حيث إن وجودها داخل سوريا يسمح أيضا لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا، ويعد السبيل لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني بمساعدة حلفائها”.

الوجود الأمريكي في سوريا من وجهة نظر تركيا:

ترى تركيا في وجود القوات الأمريكية على الأراضي السورية تهديداً مباشراً لأمنها القومي, حيث تدعم الولايات المتحدة بشكل علني مايسمى بقوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل عمادها ميليشيات ” YPG” الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني ” PKK “, ولم تخف تركيا اعتراضها على الدعم الأمريكي لتلك الميليشيات, حيث طالبت أنقرة على لسان معظم مسؤوليها وفي مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان واشنطن بوقف دعم تلك المجموعات المصنفة إرهابياً.

اقرأ أيضًا:   رئيس الأركان التركي يبحث مع نظيره الباكستاني التعاون العسكري

مطالبات أنقرة لم تقف عند هذا الحد, حيث هاجم الرئيس التركي عدة مرات التواجد الأمريكي في سوريا, مبدياً استغرابه من تحفظ واشنطن على التدخل التركي في سوريا التي تجاورها بمئات الكليومترات, بينما تأتي واشنطن بقواتها من على بعد آلاف الأميال تحت غطاء محاربة تنظيم الدولة “داعش”.

وبعد تحرير القوات التركية لمنقطة عفرين شمال سوريا, برزت مشكلة التواجد الأمريكي في مدينة منبج بريف حلب, حيث أظهرت أنقرة نيتها دخول منبج لطرد ميليشيات ” YPG / PKK ” منها, وسط توتر مع الولايات المتحدة التي كانت قد تعهدت ضمنياً بتسليم المدينة للاتراك, ثم نكثت بوعودها بعد إقالة وزير الخارجية الأسبق تيلرسون.

كذبة مكافحة الأمريكيين للنفوذ الإيراني في سوريا:

في الوقت الذي ترتاب فيه تركيا من التواجد العسكري الأمريكي في سوريا, أثارت تصريحات ولي العهد السعودي حول ذلك التواجد الكثير من الجدل عندما أبدى رغبته ببقاء القوات الأمريكية لمواجهة “النفوذ الإيراني” على حد وصفه.

مطالبات الأمير الشاب للأمريكان بالبقاء لمواجهة إيران جاءت رغم عدم قيام الأمريكيين بأي مواجهة عسكرية – بل حتى سياسية – ضد السيطرة الإيرانية على سوريا, فخلال سنوات من عمل مايعرف بالتحالف الدولي لمكافحة “داعش”, استمر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية المتعددة الجنسيات بالقتال إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب السوري, واسترجعوا العديد من المناطق من يد المعارضة السورية, وارتكبوا العديد من المجازر ضد المدنيين العزل في ظل صمت أمريكي يرقى لدرجة التواطؤ.

اقرأ أيضًا:   أردوغان : نعمل على تسريع وتيرة عمل الدولة وإلغاء المؤسسات غير الفعالة

ويرى مراقبون أن التواطؤ الأمريكي مع إيران في سوريا ليس جديداً, بل سبقه تواطؤ – بل دعم عسكري مباشر- من قبل الطيران الأمريكي للحشد الشعبي المدعوم إيرانياً في العراق, هذا الحشد الذي ارتكب العديد من المجازر بحق المدنيين العزل في العراق تحت نفس الغطاء وهو محاربة “داعش”.

ماذا يريد ولي العهد محمد بن سلمان؟

بحسب العديد من المحللين وكتاب الرأي الأتراك, فإن دعم ولي العهد السعودي للوجود الأمريكي في سوريا يأتي بالدرجة الأولى في سياق استهداف تركيا. وقد لمح العديد منهم في مقالات نشرتها كبريات الصحف التركية أن سلوك محمد بن سلمان يأتي بتوجيه من دولة الإمارات وولي عهدها محمد بن زايد المعروف بعدائه السافر لتركيا وقيادتها.

هذه الرغبة السعودية – الإماراتية باستهداف تركيا, تلتقي بشكل مباشر مع مصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرهق بمشاكله الداخلية والراغب في “حلب” المزيد من الأموال.

اقرأ أيضًا:   هجوم بالسكين على سائق تاكسي في كاديكوي

تركيا ستبقي على شعرة معاوية مع السعوديين

مع صدور عدة تصريحات رسمية تركية سابقة انتقدت السلوك الإماراتي تجاه تركيا وقضايا المنطقة, يلتزم المسؤولون الأتراك -حتى الآن- الصمت تجاه عبث ولي العهد السعودي رغم كل سياساته التي تمس المصالح التركية مباشرة, الأمر الذي يعزوه المراقبون الأتراك إلى رغبة تركيا في احتواء ولي العهد ومحاولة “سحبه” من حضن ولي عهد الإمارات, وذلك ضمن ثوابت السياسة التركية الخارجية في تقليل الأعداء وكسب المزيد من الأصدقاء والمحافظة قدر الإمكان على وحدة الصف الإسلامي.

ورغم الغضب التركي الذي سينجم في حال دفعت السعودية بشكل علني ومباشر لترامب مقابل بقائه في سوريا, فمن المتوقع أن تحافظ أنقرة على هدوئها تجاه الرياض, فرغم ارتفاع التوتر بين تركيا والولايات المتحدة بشأن منبج, فإن المسؤولين الأتراك يمتلكون من الخبرة السياسية بالإضافة لأوراق الضغط والقوة ما يمكنهم من تحقيق أهدافهم في سوريا دون الوصول إلى صدام مباشر وقطيعة مع السعودية, الأمر الذي يطمح له بشكل كبير ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

ستستمر تركيا بمحاولة احتواء الرياض وأميرها الشاب إلى أقصى الحدود, لكن من يعلم إلى أي حد يمكن أن يذهب ذلك الأمير في تهوره واندفاعه وراء رغبات أبو ظبي التي يظهر تحكمها المطلق به؟ هذا ما ستجيب عنه التطورات قريباً جداً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *