ماذا فعل أردوغان خلال 3 أشهر حتى دبّ الرعب في قلوب الغربيين؟

شهدت الأيام الماضية قلقًا أوروبيًا واضحًا من الأرقام التي نشرها الإعلام التركي و التي كشفت أنّ عجلة التقدم في تركيا لم تتوقف على كافة المجالات رغم الأوضاع الأمنية و السياسية التي عاشتها تركيا منذ 15 تموز/2016.

و تعتبر الصحف اليونانية هي الناطق غير الرسمي باسم الدول الأوروبية فيما يتعلق بتركيا، و بدأت هذه الصحف قبل أيام حملة إعلامية استهدف الجمهورية التركية و حكومتها، بل وصل بها الأمر إلى استهداف شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و عائلته.

الاقتصاد التركي

الأرقام التي كشفتها الحكومة التركية عن نمو الاقتصاد التركي خلال السنة الماضية، كانت بخلاف جميع توقعات خبراء الاقتصاد في العالم – بما فيهم خبراء رويترز الذين تعتدّ برأيهم حكومات – و شكل النمور الاقتصادي في تركيا صدمة لهم و للمتابعين.

وبحسب معطيات أحصاها مراسل الأناضول، فإن المؤسسات الدولية اضطرت إلى تعديل توقعاتها حيال نمو الاقتصاد التركي مرارا وتكرارا، عقب إعلان نسب النمو في كل ربع من العام الماضي.

على الرغم من أن تلك المؤسسات أجرت عدة مرات، تعديلات على توقعاتها لنمو الاقتصاد التركي، إلّا أنها أخطأت في تقدير النسبة الدقيقة لنمو الاقتصاد التركي الذي وصل إلى 7.4 بالمئة.

وفق معطيات هيئة الإحصاء التركية، حقق اقتصاد البلاد خلال الربعين الأول والثاني من العام الماضي، نمواً بنسبة 5.4 بالمائة، في حين سجل في الربع الثالث من 2017، قفزة نوعية خالفت توقعات أكثر المتفائلين بأداء الاقتصاد التركي، إذ بلغ 11.3 بالمائة.

في الربع الرابع من العام الفائت، بلغ نمو الاقتصاد التركي 7.3 بالمائة، ليصبح بالمحصلة نمو الاقتصاد خلال العام الماضي، 7.4 بالمائة.

بالنظر إلى توقعات كبرى البنوك ومؤسسات التصنيف الائتماني، نرى أن أيا منها لم تتوقع بأن يختتم الاقتصاد التركي أدائه لعام 2017، بنمو يصل إلى 7.4 بالمائة.

الصناعة العسكرية

كشفت تركيا الستار خلال الأشهر الماضية عن عدد من الآليات و الأسلحة و الذخائر الحربية محلية الصنع، فمن الطائرات إلى المدرعات إلى المنظومات الصاروخية إلى الصواريخ و الذخائر و الأسلحة الخفيفة، استعرض الإعلام التركي نجاح شركات التصنيع العسكري التركية.

و أعلنت تركيا عن تصنيع طائرة تضاهي طائرة F16 الأمريكية و تفوقها قدرة، كما كشفت اللثام عن عدة طرازات من المدرعات العسكرية و ناقلات الجند.

و خلال معركة عفرين وثقت تركيا بأسلحتها و جربت راجمة صواريخ مطورة أثبتت كفاءتها في أرض المعركة الحقيقية، إضافة إلى تجريب نوع جديدة من القذائف الجديدة و هي قذيفة من عيار 122 ملم، جرى تطويرها من قبل مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية.

و أعلن الجيش التركي عن رفد قواته الجوية بعدد من الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة و طائرات الدرون محلية الصنع، كما أعلن عن بدء بناء أول حاملة طائرات تركية متطورة و بناء غواصة حربية بتقنيات متطورة و بإمكانيات محلية أيضًا.

السياسة التركية

حددت تركيا من أولوياتها سياسيًا، و أعلنت مواقفها بشكل واضح لكل الجهات الإقليمية و العالمية، و نجحت بشكل كامل في ترويض الدب الروسي و إلزامه بحدوده، و حولته إلى شريك في وجه بقية أعدائها الأوروبيين و الأمريكيين.

و نتيجة نجاحها و جرأتها في إدارة مصالحها إقليميًا حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديد تركيا بطرق “دبلوماسية” و “اقتصادية”، إلا أنّ الموقف التركي القوي و الحازم أبطل كل الإجراءات الأمريكية بحق تركيا.

و لما أردات فرنسا معاداة تركيا عن طريق دعم منظمات إرهابية مثل PKK، وجهت تركيا تهديدًا مباشرًا لفرنسا: إما أن تلتزموا حدودكم و إما سنعاملكم معاملة الإرهابيين، ما دفع بحكومة ماكرون إلى التراجع عن تصريحات سابقة هاجمت فيها تركيا.

في ظل هذا التقدم التركي الكبير على كافة الأصعدة لا يسع الدول المعادية لتركيا إلا إيقاظ الفتن عبر استغلال منظمات إرهابية مثل داعش و تنظيم PYD/PKK و دفعها إلى محاولة زعزعة الوضع الأمني في البلاد و استهداف قوات الجيش و الشرطة، و بث الفتن بين تركيا و الدول العربية و الأجنبية الصديقة لسياسات العدل التي تعتمدها الحكومة التركية.