التوليب.. الكنز الذي أهداه الأتراك إلى العالم
تحافظ زهرة التوليب على صدارة فعاليات بشائر حلول الربيع في العالم، منذ أن جاء بها الأتراك من موطنها الأصلي بجبال “بامير” في آسيا الوسطى إلى منطقة الأناضول، وانتشرت منها إلى باقي أنحاء العالم.
ومع حلول القرن الثاني عشر للميلاد، بدأ الأتراك استخدام زهرة التوليب في أعمال الحرف اليدوية والتزيين، وصولا إلى استخدامها في القصائد الشعرية والرسومات والقصص والروايات والمنمنمات والتصوف، حتى غدت أيقونة للدولة العثمانية.
وفي النصف الثاني من القرن الـ 15، انتقلت زهرة التوليب إلى أوروبا، وفي النصف الثاني من القرن الـ 16، نقل سفير إمبراطورية النمسا والمجر في إسطنبول “أوغيير غيسلاين”، بذور التوليب إلى عاصمة بلاده فيينا، ومنها إلى هولندا.
وعقب اكتساب زهرة التوليب شهرة واسعة في هولندا، انتقلت إلى العاصمة الكندية أوتاوا، ومنها انتشرت في سائر بقاع الأرض، وينظم العديد من البلدان مهرجانات للتوليب إلى يومنا هذا، بعد رحلة طويلة لهذه الزهرة الجميلة.
كما حملت فترة حكم السلطان العثماني أحمد الثالث اسم عصر التوليب (1718 ـ 1730)، نظرا لكثرة زراعتها في العاصمة إسطنبول آنذاك، حيث إن سكان المدينة زرعوا هذه الزهرة على نطاق واسع جدا.
وفي حديث للأناضول، قال إسماعيل حقي غولال عضو جمعية علوم زهرة التوليب في إسطنبول، إن الزهرة حملت معاني دينية وصوفية لدى الأتراك نظرا لجمالها.
وأشار غولال إلى وجود دراسات تفيد بانتقال اسم “توليب” إلى اللغات الأوروبية من اللغة التركية، التي تسمى في تركيا باسم “لاله”.
وأوضح أن العثمانيين كانوا يضعون زهرة التوليب على عمائمهم في تلك الفترة، ولدى سؤال الأوروبيين عن تلك الزهرة، يعتقد الرجل العثماني أن الأوروبي يسأله عن عمامته، فيقول “تولبنت” أي العمامة بالتركية، وأخذها الهولنديون باسم “توليبان” ثم ترجمها البريطانيون إلى “توليب”، ثم عرفت بهذا الاسم.
ولفت إلى أن رواية أخرى تقول إن التوليب انتقلت للمرة الأولى من الأناضول إلى هولندا كهدية قدمها شخص إلى شخص آخر.