أردوغان: تركيا هي القوة الوحيدة التي تعيد الحياة للمناطق التي تحررها في سوريا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الضربات العسكرية ضد النظام السوري “عملية صائبة”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، السبت، خلال مؤتمر لحزبه “العدالة والتنمية” الحاكم بمنطقة “الفاتح” التابعة لمدينة إسطنبول التركية.
وأضاف أردوغان: “لا يمكننا تأييد ما تعرض له الأطفال الصغار بالأسلحة الكيميائية، وينبغي على الفاعل أن يدفع ثمن ذلك”.
وأشار إلى أن “النظام السوري أدرك أن هجماته الوحشية التي كثّفها خلال الأيام الأخيرة ضد المعارضة والمنافية للحقوق والقوانين، لن تمر بدون رد”.
واستدرك أردوغان: “إلا أننا نعتقد أن رد الفعل الذي أثاره الهجوم الكيميائي لابد أن يظهر أيضا ضد قتل النظام السوري مئات الآلاف من الأبرياء باستخدام الأسلحة التقليدية”.
وأكد أن “المسألة لا تتعلق فقط بالسلاح الكيميائي؛ فعدد من استشهدوا باستخدام الأسلحة التقليدية أضعاف من استشهدوا بالسلاح الكيميائي، ولم يتم محاسبة النظام على مئات آلاف الأبرياء الذين قتلهم منذ 2011”.
واستطرد: “في حال كان سيتم اتخاذ خطوة من أجل أمن الشعب السوري ومستقبله وحقوقه، فلابد أولا من اتخاذ نفس الموقف المبدئي تجاه النظام وتجاه جميع المنظمات الإرهابية بداية من (داعش) وحتى (ب ي د). لابد أن لا يكون الشعب السوري مجبرا على الاختيار بين ظلم النظام والمنظمات الإرهابية”.
ودعا أردوغان العالم إلى مناقشة مستقبل شتى أنواع أسلحة الدمار الشامل، سواء الكيميائية أو التقليدية، وجعل الأزمة في سوريا وسيلة لاستخدام الموارد الضخمة لصالح الإنسانية بدلا من إنفاقها على مشاريع للتسلح النووي والتقليدي.
وأشار إلى أن “هدف تركيا هو تطهير الأراضي السورية من جميع المنظمات الإرهابية، وتركيا هي أول من يرغب في حل حقيقي للأزمة السورية”.
وأكد أن بلاده هي القوة الفاعلة الوحيدة، التي تعيد الحياة من جديد للمناطق التي تسيطر عليها في سوريا.
وقال أردوغان إن تركيا مستمرة في دعم الجهود الهادفة للتوصل إلى حل في سوريا في إطار عمليتي جنيف وأستانة.
ولفت الرئيس التركي إنه أجرى اتصالا هاتفيا صباح اليوم برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تحدثا فيه عن تفاصيل الخطوات التي تم اتخاذها، وناقشا ضرورة التوصل لحل للخلاف بين روسيا والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن.
وأضاف أنه سيجري اتصالا هاتفيا اليوم مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الضربات الموجهة لنظام الأسد.
وتابع: “نحن على تواصل مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وسنجري اتصالات معه ومع الولايات المتحدة اليوم أو غدا”.
وفجر اليوم، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري.
وتأتي تلك الضربة الثلاثية رداً على مقتل 78 مدنيًا على الأقل وإصابة مئات، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.