شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

قبل أن نفرح بقتل “كوبيك”.. فلننتبه

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

كانت الحلقة 115 من “قيامة أرطغرل” ـ المسلسل الأسطورة ـ التي عرضت مساء أمس الأربعاء، حلقة قوية فيها الكثير من العبر والدروس في هذه الحياة، عبر من يفهمها سيعرف قيمة الإيمان وقيمة الإنسان وقيمة صاحب العقل والإحسان.

ولكن ما ميز هذه الحلقة، أنها شهدت مقتل الأمير السلجوقي “سعد الدين كوبيك” الذي طالما حارب الجميع لا من أجل الدولة ولا من أجل إعلاء كلمة الحق ولا من أجل أي شيء، فقط من أجل نفسه ومن أجل إشباع غروره وإرواء ظمأ السلطة التي أعمت بصيرته وبصره.

في النهاية قتل “كوبيك”، وقام الغازي أرطغرل بقطع رأس هذا المغرور المتكبر الظالم صاحب المكائد الخبيثة والمآمرات القذرة.
قتل “كوبيك” وفرح كل من يتابع هذا المسلسل، فرحا واسعا، فالجميع كان ينتظر هذه اللحظة، لما شاهدوه خلال الحلقات الماضية من ظلم “كوبيك” وحقده ومآمراته وخبثه ونفسه الأمارة بالسوء.

ولكن! قبل أن نفرح بقتل “كوبيك”، هل قتلنا نحن “كوبيك” الذي في أنفسنا وحياتنا؟

قبل أن نقوم بتشبيه الظالم الفلاني أو العميل العلتاني في زماننا بـ”كوبيك”، هل قتلنا “كوبيك” الذي يسكن أنفسنا؟

إن “كوبيك” الذي يسكننا هو ذاك الذي يدعونا لارتكاب المعاصي والفرح بانتشارها والمنكرات في مجتمعات المسلمين، متناسين قول الله تعالى :”اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم”.

اقرأ أيضًا:   ما هي الاستراتيجية المتبعة في حصار عفرين ؟

كما ذلَّ “كوبيك” كل بطل وبريء خلال المسلسل قبل أن يأتي أرطغرل ويذله، فإن “كوبيك” الذي في أنفسنا سيذلنا وسيبعدنا عن النصر، سواء على الصعيد الفردي أو صعيد الأمة، ولذلك علينا أن نذل هذا الـ”كوبيك” كي نكتسب ضياء الوجه ونور القلب وسعة الرزق والقوة في البدن والعقل.. وكي يتحقق النصر.

ومن “كوبيك” في أنفسنا، الغرور، فكما كان “كوبيك” في المسلسل مغرورا بنفسه متكبرا على خلق الله، فخسر وندم، علينا التخلص من هذه الآفة وقتل هذا الـ”كوبيك”، لأنه من أعظم المفاسد الأخلاقية التي يتعرض لها الأفراد والمجتمعات هي الغرور.

والغرور داء لا يدل على نجاح وقوة وعقل، بل يدل على نقص في الفكر والعقل والبصيرة، فينخدع العبد بما آتاه الله من حطام الدنيا الفانية، فيتعالى على الناس ويتكبر، ثم يتكبر على ربه وخالقه.

فإن كنا نريد نصرا وفرجا يجب علينا قتل “كوبيك” الغرور من أنفسنا، وقتل “كوبيك” التكبر على خلق الله تعالى.

وقبل أن نطلب النصر الفردي والعام، يجب علينا أن نقتل “كوبيك” المآمرة والخداع في أنفسنا، فلا ندخل في دهاليز ضيقة مظلمة متآمرين على بعضنا البعض خدمة للغير والعدو وصاحب المال والسلطة.

اقرأ أيضًا:   ترتيبات أمنية جديدة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. ما هي؟

لقد كان “كوبيك” في المسلسل متآمرا مخادعا في سبيل نفسه المريضة، ولكن في النهاية كل مآمراته انقلبت ضده فخسر وذل ولم ينتصر، ولذلك قبل الطلب من الله، يجب قتل “كوبيك” التآمر مع العدو ضد الصديق، ومع العدو ضد الحليف، وإن لم نقتل هذا الـ”الكوبيك” فإن أوضاعنا ستستمر على ما هي عليه “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.

وإضافة إلى ذلك، كان “كوبيك” في المسلسل كثير ذكر الله تعالى، ولكن على لسانه فقط، ولم يذكر الله يوما في قلبه وإلا لما كان حاله حال غرور وكبر وتآمر وغش ونفاق وعمالة.

فإن كنا نريد خيرا لأنفسنا وأمتنا، وقبل أن نعترض على الله، هل قتلنا “كوبيك” ضعف الإيمان في أنفسنا وقلوبنا؟ هل كنا صادقين حقا بذكر الله تعالى والتزام أوامره وترك نواهيه، أم عبدنا الله شكلا وصورة بعيدا عن العبادة الحقيقة القلبية الصادقة؟

عندما نقتل هذا الـ”كوبيك” في أنفسنا وقلوبنا، سننتصر وسنُعز، فإنه من لا إيمان حقيقي في قلبه لا نصر له أبدا.

وأيضا، قبل رفع الدعاء لله تعالى، هل قتلنا “كوبيك” استغلال الأبرياء والمساكين من أجل تحقيق مصالحنا الضيقة المريضة؟ أم أننا تاجرنا بمآسي أي بريء، سواء على الصعيد الفردي أو على صعيد وطن أو على صعيد أمة؟

اقرأ أيضًا:   ممثلو المسلسل التاريخي "قيامة أرطغرل" يزورون ولاية بورصة

“كوبيك” في المسلسل كان تاجرا ماهرا بهموم ومآسي الأبرياء، فقط من أجل تحقيق مآربه ومطامه وإشباع نفسه الأمارة بالسوء، ولكن في النهاية وقع وخسر وانهزم وفضح.

فلنقتل هذا الـ”كوبيك” من أنفسنا كي يرفع الله عنا ما نحن فيه، سواء في منازلنا أو أعمالنا أو مناطقنا أو بلداننا أو أمتنا، وإن فإن دعوات الأبرياء ستلاحقنا.. ولن ننتصر حينها.

لائحة “كوبيك” وأمراضه تطول وتطول، ولذلك قبل أن نفرح بقتل “كوبيك” على يد أرطغرل، فلنكن نحن أرطغرل مع أنفسنا ولنقتل “كوبيك” أنفسنا، كي تصبح نفوسنا سليمة هنيئة، وكي يتحقق بعد ذلك النصر.

وقبل أن نرمي شرور “كوبيك” على غيرنا وعلى زعمائنا، فلتقتل “كوبيك” الذي في أنفسنا كي يهيء الله تعالى لنا أرطغل يقتل “كوبيك” الظالم المخادع قاهر الشعب ومدمر الأمة.

إن لم نقتل نحن “كوبيك” أنفسنا، فإن “كوبيك” الحاكم الظالم سيزداد ظلمه وشره… المعادلة واضحة وبسيطة “كما تكونوا يولى عليكم”.

هذا هو “كوبيك” الحقيقي لا “كوبيك” المسلسل، فأي منهما أهم أن يُقتل؟!

حمزة تيكين | أنباء تركيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *