قبيل الانتخابات الرئاسية.. تعرّف على أكبر أربعة أحزاب في تركيا
تركيا كبلد ينعم بهامش واسع من الديموقراطية والتعددية السياسية، تتواجد فيها العشرات من الأحزاب ذات الأيديولوجيات والتوجهات المختلفة، فبعضها قومي، وأخرى علمانية، وثالثة يسارية، ورابعة إسلامية، وخامسة قومية كردية، لكن معظم هذه الأحزاب فاقد للشهرة وضعيف التداول في وسائل الإعلام نظرًا لصغر أحجامها، ومحدودية نسبة مؤيديها، والأهم من ذلك إخفاقها في تجاوز عتبة البرلمان في الانتخابات النيابية الدورية التي تجري كل أربع سنوات، حيث يشترط الدستور التركي على كل حزب يريد التواجد في البرلمان ككتلة برلمانية معترف بها، أن يحصل على ما لا يقل عن 10% من أصوات الناخبين، وهذا ما يفسر وجود أربعة أحزاب سياسية فقط في البرلمان التركي، علمًا بأنها كانت ثلاثة أحزاب فقط قبيل تجاوز حزب الشعوب الديموقراطي الكردي عتبة البرلمان في الانتخابات 7 حزيران/يونيو 2015.
و فيما يلي أكبر أربعة أحزاب في تركيا:
أولًا: حزب العدالة والتنمية
تأسس “حزب العدالة والتنمية” -الحاكم هذه الأيام- عام 2001، على يد رئيس الجمهورية التركية الحالي “رجب طيب أردوغان” وعددٍ من معاونيه ذوي التوجهات الإسلامية والمستقلة، ورغم أن الحزب من أحدث الأحزاب عمرًا من بين الأحزاب التركية المنافسة الأخرى، إلا أنه تمكن من الإطاحة بها جميعًا بوسائل ديمقراطية، وتمكن من قيادة البلاد منذ عام 2002 بشكل منفرد، وكانت نسبة الأصوات وعدد المقاعد التي يحصل عليها الحزب في كل جولة انتخابية تزيد عن سابقتها.
ويقود الحزب الديمقراطي الإسلامي المعتدل منذ توليه، زمام السلطة بإصلاحات اقتصادية وإدارية وسياسية، ويتبنى مبدأ ترسيخ قواعد الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة بين كافة فئات المجتمع التركي بمختلف أعراقه وأطيافه، كما قاد الحزب حملة للتصالح مع الأكراد عرفت بـ”عملية السلام الداخلي”، وقد قطع فيها شوطًا طويلًا قبل أن تنفجر سلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم “بي كاكا” الإرهابي، وقد نجح الحزب الذي يتزعمه “رجب طيب أردوغان” بتحقيق نجاحات واسعة على صعيد الحريات الشخصية والصحفية، وحقق قفزة نوعية في مجال الاقتصاد والسياسة، وعزز والدور الإقليمي والدولي للبلاد.
ثانيًا: حزب الشعب الجمهوري
أنشأ هذا الحزب مؤسسُ الجمهورية التركية الحديثة “مصطفى كمال أتاتورك” عام 1923، وهو أقدم الأحزاب السياسية الموجودة في تركيا، ويتبنى الحزب -علماني التوجه- المبادئ الكمالية التي خطها أتاتورك للبلاد بحدّ قول الحزب، ويُعتبر “حزب الشعب الجمهوري” الذي يُرمز له في تركيا بالرمز (CHP) أكبر الأحزاب المعارضة لحزب “العدالة والتنمية” سياسيًا وأيدلوجيًا، ويشكل ثاني أكبر كتلة في البرلمان التركي، ويقود الحزب اليوم “كمال كيليتشدار أوغلو”، وتنتمي غالبية الطائفة العلوية في البلاد للحزب.
ثالثًا: حزب الحركة القومية
يعتبر “حزب الحركة القومية” ثالث أكبر حزب سياسي في تركيا بعد “العدالة والتنمية” و”الشعب الجمهوري”، وكما يشير اسم الحزب فإنه قومي التوجه، ويمجّد القومية التركية على غيرها، ويعارض عملية السلام التي تقودها الحكومة و”حزب العدالة والتنمية” مع الأكراد.
تأسس الحزب عام 1969، ويقوده اليوم “دولت باهجلي”.
رابعًا: حزب الشعوب الديمقراطي
وهو حزب كرديّ يساريّ تأسس أواخر عام 2013، هو رابع حزب سياسي في البرلمان التركي.
تمكن من اجتياز عتبة الانتخابات البرلمانية بحصوله على 13% من أصوات الناخبين في آخر انتخابات برلمانية، لكن الكثير من المراقبين يتهمون الحزب باستخدام لغة التهديد، وتخويف الناخبين بالسلاح الذي بيد تنظيم “بي كاكا” الإرهابي، كما يتهمه آخرون بأنه الجناح السياسي للحزب المعادي لتركيا.
ويدّعي قادة الحزب أن حزبهم يمثل كل الأكراد ويحافظ على حقوقهم ويدافع عنهم، رغم أن الحزب قد حصل على أصواتٍ من يساريين غير أكراد في الانتخابات.
وفي ظِل تربع “حزب العدالة والتنمية” على عرش السلطة منذ عام 2002، حصل الأكراد على حقوقهم السياسية كاملة، وتنعموا بمساحة كبيرة من الحرية التي جلبها الحزب للبلاد، وقد تم استيعابهم في كل مؤسسات المجتمع والدولة، وهو ما لم يحققه لهم أي نظام حُكم سابق للعدالة والتنمية.
وهناك أحزاب صغيرة أخرى كثيرة، إسلامية أو يسارية أو علمانية، ومنها حزب السعادة الإسلامي، وحزب العمل التركي -علماني التوجه-، والحزب الشيوعي التركي، إلا أنها أحزاب تفتقد إلى التأثير الحقيقي على الأرض، وتغيب في كثير من الأحيان حتى عن الحضور الإعلامي، عدا عن حضورها البرلماني والسياسي.
تركيا بالعربي | مصادر