شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

عندما يسود الوزير الفاسد

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

في خضم الأزمات السياسية التي تدك الأمة من كل حدب وصوب وفي ظل الهزيمة النفسية واليأس الذي نتعرض له، تفاعل شباب الأمة مع حدث تاريخي عرض من خلال الدراما، وكأنهم يعيشون تلك المرحلة التاريخية بكل أحداثها وتفاصيلها وذهبوا يتتبعون القصة التاريخية ويبحثون في أروقة التاريخ ويقلبون صفحاته حول الحدث التاريخي المهم. حتى عبر أحد شباب الأمة إذا شاهدت حلقة من مسلسل قيامة أرطغرل يشدني الحماس أكثر من حضور خطبة الجمعة، وهي دعوة للخطباء الأكارم بحسن الأعداد للخطبة فهي باب كبير للتأثير.

تعلمنا من التاريخ عندما يسود الأراذل والفاسدين في مؤسسات الحكم وينتشر الظلم ويسود الطغيان فهذه الدول معرضة للزوال، وتمثل هذا الحدث مع الأمير سعد الدين كوبيك وزير الدولة السلجوقية الأول في عهد السلطان علاء الدين السلجوقي وأبنه السلطان غياث الدين في المنتصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، كانت الدولة قوية ذات مؤسسات رصينة يهابها الأعداء، وتوسعت في أراضي الأناضول، حتى يصف المؤرخين عهد السلطان علاء الدين كيقباد كعهد السلطان سليمان القانوني من حيث القوة والفتح وانتشار العدل والأمن في الأناضول، حتى تمكن الوزير سعد الدين كوبيك وأسس الدولة العميقة وسيطر على مفاصل الدولة، على الرغم أن كان له جهود في الفتوحات لكن سيطرت عليه شهوة الحكم والسلطة فشارك في التخلص من السلطان ثم تآمر مع بعض الأمراء فأزاح ولي عهد السلطان الذي وصى له الحكم من زوجته المرآة العادلية الأيوبية حتى يستطيع أن يجمع العالم الإسلامي، فمكن أبنه الآخر غياث الدين حتى يسيطر عليه وعلى مؤسسة الحكم.

اقرأ أيضًا:   من يميل إلى جانب الباطل خاسر.. كلاهما كانت نهايته على يد أردوغان

فتخلص كوبيك من أكابر الدولة السلجوقية والقادة العسكريين كما تخلص من الذين ساندوه في مؤامراته على بيت الحكم كما يقال الثورة تأكل أبنائها، ومن أجل مشروعه سحب القوات التي كانت في البوابة الشرقية للأناضول في أرضروم وخلاط إلي العاصمة قونيا، مما سهل دخول جحافل المغول من هذه البوابة، صحى السلطان من غفوته لإنقاذ دولته وأراد التخلص منه وقتله ولكن كان بعد فوات الأوان، بعد ما ضعفت الدولة وانهارت المؤسسات وأصبحت ضعيفة هزيلة، انتشرت الخيانة في صفوف الدولة والكل يحذر من الآخر بسبب تحالفاته وتصفياته.

فأرسل السلطان غياث الدين أحد رجال الدولة وهو “كاراجا” ليقتله وكان سعد الدين كوبيك لا يخشى أحد سواه، فأجتمع مجموعه من الحراس والمحاربين وقتلوه شر قتلة، فتخلصت الدولة من خطره وخبثه، فطلب السلطان أن يعلق ويصلب على السارية حتى يكون عظة لكل فاسد، وأثناء أنزاله من السارية سقط على أحد الحراس وقتله، فقال السلطان: خبيث الطينة وهو ميت لا زال خبثه في الدولة، وطويت صفحة من صفحات التاريخ ولكن انتهت معه الدولة وأصبحت تابعة للإيلخان المغولي وتدفع الجزية لهم، وهكذا يصبح حال الدول عندما يسود الوزير الفاسد!

اقرأ أيضًا:   المرأة التركية وتطور أدوارها في السينما والمسلسلات

تركيا بالعربي | المصدر: تركيا بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *