شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

مدينة طاش بورون التركية تجمع الفارين من البطش الأرميني

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

رغم ندوب الماضي التي لا تزال محفورة في وعيهم الجمعي، يحاول الأتراك المقيمون في قرية “طاش بورون” التابعة لمنطقة “قره قويونلو” بولاية إيغدير شرقي البلاد، نسيان بطش واضطهاد السلطات الأرمينية التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم الأصلية منذ عشرات السنين.

ويشكل الأتراك القادمون من العاصمة الأرمينية “يريفان” النسبة الأكبر من سكان قرية طاش بورون، الواقعة على بعد 10 كم من منازلهم الأصلية في وطنهم الأم أرمينيا.
تانري فيردي ايريجه، أحد اللاجئين إلى القرية التركية، قال لمراسل الأناضول، إن الأتراك فروا من الضغوطات في يريفان واتجهوا نحو دول عدة.
وتابع “سافر أباؤنا إلى إيران أولا، لكنهم لم يتأقلموا مع الحياة هناك، فعادوا إلى أرمينيا”.

وأضاف “لكن النظام الشيوعي هناك صادر كل أملاكهم وأرزاقهم، ما دفعهم للجوء إلى تركيا بناء على إذن خاص من مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك”.
وأوضح ايريجه أن عمليات اللجوء إلى الأراضي التركية استغرقت سنينا طويلة، موضحا “أهالي هذه القرية لم يأتوا جميعا من مدينة يريفان، إنما هم مزيج من قرى تلك المنطقة، إذ جاؤوا على شكل مجموعات، بعضهم استغرق يوما واحدا ليصل إلى هنا، ومنهم من وصل بعد 10 أيام، ومنهم بعد شهر”.

اقرأ أيضًا:   الولايات المتحدة تعلن بدء التواصل مع تركيا بخصوص المناطق الآمنة في سوريا

من جانبه، أفاد إسرافيل يورداكول، أن سكان 15 قرية في أرمينيا تشتتوا، وجاء من كل قرية منها حوالي 5 عائلات إلى هنا، وإن عملية الهجرة بدأت عام 1927، واستمرت لغاية 1937″.
ويقول يشار كاجاك، إن الأتراك فروا من الظلم في يريفان وتوزعوا في كل من أذربيجان، وإيران، وتركيا، لافتا إلى أن البعض من أقربائه يسكن اليوم في أذربيجان.
أما إرول كوركجو أوغلو، مدير مركز أبحاث في العلاقات التركية الأرمينية، وعضو الهيئة التدريسية في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة أتاتورك، فيسلط الضوء على البدايات الأولى لإجبار أتراك يريفان على مغادرة ديارهم.

ويقول لوكالة الأناضول “تم ضمن إطار مشاريع الروس بمنطقة القوقاز وشرق الأناضول في بدايات القرن التاسع عشر، إجبار الأتراك على مغادرة المنطقة، وإسكان الأرمن بدلا منهم”.
ويضيف “حسب دراسة ترجع إلى عام 1814، فإن المسلمين كانوا يشكلون نحو 84 بالمئة من أهالي روان (الاسم القديم ليريفان)، مقابل 14 بالمئة للأرمن”.
وبحسب كوركجو أوغلو فإن “الروس جاؤوا إلى المنطقة عام 1812، قبيل اتفاقية جورجيا، حيث كانت روان حينها مدينة عثمانية حسب الضباط الروس أنفسهم. وتم في عهد السلطان محمود الثاني عام 1830 جلب الأرمن من روسيا وإيران وإسكانهم في روان”.

اقرأ أيضًا:   تنافس تركي سعودي للفوز بقلوب وعقول مسلمي الهند

ويشير أن سياسات الروس أسفرت عن قيام أرمينيا الحالية، إثر عملية التغيير الديموغرافي بالمنطقة، مشيرا إلى أن قرابة 300 ألف تركي مسلم أُجبروا على التهجير من أرمينيا نحو أذربيجان عام 1988.
من جانبه، يؤكد غوكسال غولباي، رئيس الجمعية الدولية لمواجهة المزاعم الأرمنية “اسيمدير”، لوكالة الأناضول، أن الأتراك أُجبروا سابقا نتيجة ضغوطات الأرمن على اللجوء إلى دول عدة.
وفي هذا الصدد يقول “إن المسلمين الأتراك في روان تعرضوا للتعذيب على يد الجماعات الأرمنية المدعومة من روسيا عام 1930، ما أجبرهم على ترك منازلهم والتوجه نحو أذربيجان، وإيران، وتركيا”.
ويلفت أن “مئات الأشخاص لقوا مصرعهم خلال رحلة الفرار إما غرقا في مياه نهر أراس، أو جراء طلقات الأرمن من الخلف”.

اقرأ أيضًا:   تشكيل كتيبة أرمنية مسلحة للعمل ضد تركيا من يقف وراءهم؟

ويضيف أن “المجتمع الدولي صم آذانه على سماع صراخ نحو 50 ألف مسلم كردي، وأكثر من مليون مسلم تركي، ممن أُجبروا على مغادرة أرضهم ووطنهم خلال تلك المرحلة”، مشيرا إلى أن “الأرمن أنشؤوا أبنية وحدائق مكان منازل المسلمين ومساجدهم وقراهم”.

تركيا بالعربي | الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *