شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال
مقال نشط

قيامة أردوغان

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

(خاص – تركيا بالعربي) شاهد متابعو مسلسل قيامة أرطغرل كيف تمكن أرطغرل بن سليمان شاه من الثورة على واقع قبيلته أثناء حكم أبيه سليمان شاه، و بعد وفاته.

أدرك أرطغرل أنّ إمكانيات الأتراك تتعدى الاهتمام بقطعان الماشية، و أنّ انخراطهم بشكل فاعل في الدولة السلجوقية سيضمن لهم أثرًا لا يمحى على مرّ التاريخ.

و لكنّ مجتمع الكايي آنذاك لم يكن يصطف مع أرطغرل برمته، بل تعرض للمعارضة من قبل أقرب الناس إليه، أخاه غوندودو و أخاه سونغور تيكين أيضًا.

و حتى أمه “السيدة هايمة” عارضت مخطط رحيله مع جزء من أبناء القبيلة للحصول على أرض يقيم فيها وطنًا أبديًا للأتراك، قبل أن تستدرك معارضتها بالموافقة و تلحق بابنها صاحب الأحلام الكبيرة و الطموح.

قارع أرطغرل الخيانة الداخلية في قبيلة الكايي في حياة أبيه و بعد موته، و أثناء استلام غوندودو لحكم القبيلة، و عاش مواقف كثيرة أدت إلى حرمانه من الكثير من الامتيازات و من الراحة في سبيل كشف الخونة و تطهير قبيلة الكايي منهم، بما فيهم عمه.

اقرأ أيضًا:   خريطة مخاطر الزلزال في اسطنبول 2023 - هل تشير الى حدوث زلازل جديدة؟

حارب أرطغرل بمرارة لتوحيد قبيلتي الكايي و الدوردوغا التي كان خاله يتزعمها، ثم حارب بمرارة لاحقًا لتوحيد قبيلته مع قبيلة تشافدار التي كان يتزعمها السي جاندار ثم ابنه علي يار ثم أخته أصليهان التي تزوجت من تورغوت ألب أحد محاربيّ أرطغرل المقربين إلى جانب بامسي ألب.

فلنسقط هذه الأحداث على الواقع التركي الحالي، فإننا نرى السيد أردوغان قد حارب بمرارة كي ينهض بالتشكيلات الحزبية التي كان ينتسب إليها، و تعرض للسجن بسبب قوله لأبيات شعرية خالدة تمجد الإسلام، و كلنا نتذكر كم مرة زجّ بأرطغرل بالسجن في سبيل قول الحق.

أردوغان حارب الخونة، و لعل أبرزهم فتح الله غولن الذي لا يبتعد وصفه عن الأمير السلجوقي الخائن “سعد الدين كوبيك”، فكلاهما استخدما رجال الدولة لعمل انقلاب ضدها، وللقيام بأمور تخريبية بما فيها الاغتيالات و عقد التحالفات مع الأعداء و كل ذلك باسم الدولة.

اقرأ أيضًا:   ضرورة خلق حلف عربي تركي لمواجهة التحديات الجديدة

أرطغرل قضى على سعد الدين كوبيك، بينما ما يزال أردوغان يلاحقه لينزل به الجزاء العادل بعدما استأصل معظم أتباعه من دوائر الحكم في تركيا، فكانت هذه الضربة التي عقبت محاولة انقلاب تموز عام 2016 هي أكبر ضربة يتلقاها التنظيم الموازي الذي يتزعمه الفار إلى أمريكا، فتح الله غولن.

تمكن أردوغان من تقريب حزب الحركة القومية إليه، و أقنعه بأن الحفاظ على الدولة قوية في وجه الأعداء هو واجب على الجميع مهما كانت الخلافات بين الأحزاب، و لا بدّ و أنه يتناهى إلى ذهنك كيف سعى أرطغرل إلى التوأمة بين قبيلة الكايي و قبيلة تشافدار بهدف صد مكائد الصليبيين و لاحقًا المغول.

و قرّب أرطغرل إليه أسياد الأوغوز و زعماء القبائل، و أعطاهم رأيًا في مجلس الشورى، و كذلك فعل أردوغان حين أشرك في صنع القرار الأشخاص الأكفاء على اختلاف توجهاتهم، فالمهم هو قوة تركيا لا قوة شخصية و لا حزبية.

اقرأ أيضًا:   د. مصطفى الستيتي يكتب: تركيا الهاربة من الشّرق تعود إليه

إننا نشهد هذه الأيام قيامة أردوغان، الذي يجابه القوى الغربية و الإقليمية، و يحصد حب المسلمين و المظلومين و المضطهدين في كل بقاع الدنيا، يمشي واثقًا بالله متوكلًا عليه، يتدرّج كما يجب في حصد القوة، يدرك من يصافح و متى و كيف، و يعرف جيدًا متى و كيف يدير ظهره للقوى الأخرى.

أردوغان يدرك أن تركيا واحدة أمام تجمع مخيف للقوى الاستعمارية و الطامعة في العالم، هذه القوى تخاف يومًا بعد يوم من تعاظم قوى تركيا، و تسعى عبر المكائد و بث الفتن لإضعافها من الداخل عبر الخيانات تارة و محاولات الانقلاب و دعم الانفصاليين و القيام بالاغتيالات و إشعال فتيل الحروب على الحدود و في الداخل.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *