جامع الخرقة الشريفة في إسطنبول يبدأ استقبال زواره
لشهر رمضان عند الأتراك مكانة خاصة، وله عادات ومظاهر تبدأ منذ ليلة رؤية هلاله، فبعد إعلان ثبوت الرؤية تنطلق الزغاريد من البيوت، خاصة البيوت التي ما زالت تضم أبناء الأجيال الكبيرة كالجد والجدة ليعبروا عن هذه الفرحة بعد أن يعلن المفتي ميلاد الهلال وبدء الصوم.
واعتمدت هيئة الشؤون الدينية التركية في الآونة الأخيرة على أسلوب الحساب الفلكي في تحديد موعد بدء هلال شهر رمضان.
ثم تعم الفرحة كل تركيا، ويستقبل الهلال بلهفة وحب وحتى البيوت تسعد بقدومه فتفوح منها روائح المسك والعنبر وماء الورد، فقد جرت العادة على نثر هذه العطور الطبيعية على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل.
وتزدهر حركة التجارة في تركيا، التي تعد أكبر منتج لمأكولات رمضان سواء جوز الهند أو المشمش أو التين أو الزبيب وغيرها من المكسرات، التي تصدرها ﻷغلب الدول الإسلامية.
تبدأ الجدات بتجهيز أول سحور رمضاني، يتكون غالبا من الفواكه الطازجة والملبن التركي الشهير المحشو بالمكسرات والقشدة واللحم المقدد، الذي يتم تجهيزه سابقا استعدادا لهذه المناسبة الكريمة، ثم يدعو الجد، أكبر أولاده وأحفاده لتناول السحور ويتفق معهم خلاله على حضورهم في اليوم التالي وهو أول أيام رمضان للإفطار معه.
يتجمع أفراد العائلة حول المائدة الرمضانية النركية العامرة بأشهى المأكولات التقليدية الشعبية مثل كفتة داود باشا (طبق تركي قديم أدخله العثمانيون للدول التي حكموها)، وتحمل هذه المائدة مفاجآت وطرائف أهمها أن يخبّأ خاتم فضي في إحدى كرات الكفتة، يصبح من نصيب من يأكلها ويكتشفه تحت أسنانه.
زيارة جامع الخرقة الشريفة
يقع هذا الجامع في حي الفاتح بإسطنبول، وقد بني في العهد العثماني، وسمي بهذا الاسم ﻷنه يحتضن في مكان مميز داخله “الخرقة النبوية الشريفة”، التي أحضرها السلطان سليم ﻹسطنبول في عام 1516.
تعد زيارة الجامع وإلقاء نظرة على “بردة” الرسول ﷺ، من أشهر مظاهر شهر رمضان المبارك، وعادة لا يسمح في أيام السنة بفتح مكان الأمانة الشريفة، ولكن ابتداء من النصف الثاني من شهر رمضان، يسمح بزيارته وخاصة للنساء.
حيث يتوافد اﻷلوف كل يوم من جميع أنحاء تركيا، ﻹلقاء نظرة على اﻷمانة النبوية الشريفة، ويتم تنظيم الدخول فيدخل الرجال قبل اﻹفطار وأوقات النهار، أما النساء فتكون زيارتهن بعد الإفطار وتستمر حتى ما قبل وقت الفجر.
وتخصص حافلات جماعية من قبل جمعيات خيرية لنقل الوفود والجموع النسوية الراغبة في الزيارة واللواتي يأتين من قرى ومدن بعيدة.
البرامج التلفزيونية الدينية
يخصص التلفزيون التركي ساعات يومية ﻹذاعة البرامج الإسلامية كاﻷفلام التسجيلية والمحاضرات الدينية والمناقشات للقضايا الإسلامية المعاصرة، مسابقات قرآنية يتم بثها عبر شاشة التلفزيون.
المحيا
تنتشر في تركيا ظاهرة إنارة مآذن الجوامع المنتشرة في تركيا عند صلاة المغرب وحتى الصباح الباكر، الذي يسمى المحيا، وهو للتعبير عن الفرحة والبهجة بحلول الشهر المبارك.
صلاة التراويح
تتمتع صلاة التراويح باحترام كبير عند الأتراك، حيث يهرع الرجال والنساء والشباب والأطفال إلى الجوامع ﻷدائها، ويقوم أهل الخير من الأتراك بتوزيع الحلوى على الأطفال المشاركين فيها عقب انتهائها، كما توزع أكواب من العصير البارد من قبل سيارات البلدية المنتشرة عند الجوامع بهدف إكرام المصلين.
قراءة القرآن وختمته
ومن العادات المحبوبة عند الشعب التركي الاهتمام بقراءة القرآن طيلة شهر رمضان، حيث تستقبل الجوامع الناس في نهار رمضان لقراءته ولكي تقوم بالدعاء الجماعي الخاص بختم قراءة القرآن، وغالبا ما يشارك إمام الجامع في الدعاء والحفل الديني الصغير الذي يقام داخل الجامع لقراءة القرآن الكريم.
موائد الرحمن
بدأت ظاهرة تقديم طعام إفطار ساخن وطازج للصائمين في الشوارع والميادين في عام 1995، على أيدي رؤساء البلديات التابعة لحزب الرفاه، وكانت قبل ذلك موائد الرحمن المجانية ﻹفطار الصائمين تتم داخل المباني المغلقة من قبل أهل الخير والجمعبات الخيرية، واليوم تقدم البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية موائد الرحمن في جميع أنحاء تركيا.
كما تقيم الأحزاب المختلفة في موسم الانتخابات الحالي، خيم إفطار رمضانية في الساحات والشوارع الرئيسية، الدعوة إليها مفتوحة.
خبز البيدا
تقوم الأفران بعمل خبز خاص لا يُرى إلا في شهر رمضان و يسمى البيدا، وهي كلمة فارسية تعني الفطير، وتباع بسعر أغلى من الخبز العادي، ويقف من يريد شراءها في صفوف طويلة قبل موعد اﻹفطار بقليل ليحصل عليها طازجة.