علاقة مفضوحة بين “المرأة الحديدية” ومنظمة غولن الإرهابيّة
منذ الإعلان عن تأسيس حزب “إيي” (الصالح)، المنشق عن حزب الحركة القومية؛ والفضائح التي تلحق بالحزب لا تنتهي واحدة تلو الأخرى.
ميرال أكشنار، زعيمة هذا الحزب الوليد والمرشحة الرئاسية للانتخابات المقبلة، لم تعثر على أملها في الميادين والشوارع، ولم تستطع أن تجمع ما يكفيها من الشعب في الميادين حتى تخرج عليهم بخطاباتها، ومن جهة أخرى تتوالى الانشقاقات داخل البيت الحزبي تباعًا، حتى باتت تحطّم جدرانه.
ليس هذا كلّ شيء فحسب، بل إن علاقة وثيقة بدأت تظهر على السطح، تربط بين قادة هذا الحزب الوليد وبين منظمة غولن الإرهابية، التي كانت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة صيف العام 2016 المنصرم.
حيث بات اسم “فاتح محمد شكر” يتردد مؤخرًا على الساحة، بصفته مساعد رئيسة الحزب، والمنظم للحملات الانتخابية، عدا أنه أيضًا المتحدث الرسميّ باسم أكشنار المرشحة الرئاسية، إلا أنّ اللافت في الأمر أنّ “شكر” هذا يعتبر من عرّابي حملات تلميع صورة منظمة غولن عند الناس، وذلك من خلال محاضراته ومقالاته وكتبه.
فاتح محمد شكر، كان قد كتب قبل سنة تمامًا من محاولة الانقلاب الفاشلة، أي منتصف عام 2015؛ كتب كتابًا بعنوان “دنيا العقلية التركية وفلسفة الحياة”، سطّر من خلاله عبارات المدح والثناء بإطراء على المنظمة وزعيمها فتح الله غولن المقيم بولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ أكثر من عقدين، في وقت كانت فيه المنظمة قد افتضح أمرها أمام الشعب التركيّ، وأصبحت عناصرها المتغلغلة داخل جهاز الأمن والقضاء مكشوفة أمام الجميع.
يتحدث “شكر” عن فتح الله غولن ومنظمته الإرهابية كالتالي:
“هذه جماعة ليست كأي جماعة، يقضون ساعات طويلة في القراءة، وأعتقد أن خاصيتهم تأتي من هنا. ولذلك فإن هذا الجماعة أو حركة الخدمة أو هذه الكتلة تأتي على مقدمة دفتر الجمهورية التركية. ومما لا شك فإنّ الجماعة متمثلة في شخص “فتح الله غولن” هي واحدة من أتباع التاريخ السياسي والديني التركي”.
ولم يكتف “شكر” عند هذا الحد من الإطراء الغير واقعي، في تلك الآونة التي كان الشعب التركي قد أدرك حقيقة تلك الجماعة الإرهابية؛ بل ذهب “شكر” إلى تمجيد زعيم هذه المنظمة بعبارات متناقضة بشكل واضح، حيث يقول في نفس الكتاب:
“على الرغم من المجد الذي يحظى به غولن، فإنه عبارة عن شخص زاهد يعيش حياة زاهدة، ودموعه التي تزور خدّيه باستمرار تكشف عن صدقه”. هكذا عبّر “شكر” إلا أنه عندما تحدث عن الزهد؛ نسي أن يحكي عن القصر الذي يعيش فيه غولن في أمريكا، كما نسي أن يتحدث عن الثروة الخيالية التي يملكها من وراء المدارس والمؤسسات الأخرى، وكيف يتحكم بتلك الثروة كيفما يشاء هو، ونسي أيضًا أن يتحدث للقارئ في ذلك الوقت أي عام 2015 أنّ هذه المنظمة التي قد فاحت رائحتها النتنة لا تترك وسيلة تنبطح فيها أمام الغرب إلا وفعلتها، حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن والوطنية.
يجدر بالذكر، أنّ التحقيقات التي انطلقت عقب المحاولة الانقلابية حول منظمة غولن، شملت فاتح محمد شكر هذا، ولأنه لم يكن منتسبًا بشكل رسميّ للمنظمة تم إطلاق سراحه، إلا أن الجميع يعرف أنه كان شخصية ملمّعة لمنظمة غولن، كما كان يقيم بعض الليالي في مساكن الطلبة التي تملكها المنظمة، والآن أصبح المتحدث باسم أكشنار والمنظّم لحملاتها وعضوًا في حزبها “إيي- الصالح”، فهل تمّ تشكيل هذا الحزب ليحلّ محل تلك المنظمة يا ترى؟.
تركيا بالعربي | يني شفق