لماذا يحرّضون الشعوب العربية ضد تركيا وأردوغان؟
تتعرض حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، في الآونة الأخيرة، لاتهامات مختلفة على الصعيدين الدولي والإقليمي، مثل التدخل في شؤون دول المنطقة واستخدام القوة الناعمة لنشر القومية التركية وأسلمَة البلاد.
الاتهامات ترافقها حملات مشبوهة تدعو إلى قطع العلاقات مع تركيا ومقاطعة بضائعها أو السياحة فيها، تزامنًا مع هجوم صريح ضد الاقتصاد التركي، في تطور يرى مراقبون إنه يهدف للضغط على الحكومة التركية لتغيير مواقفها تجاه قضايا المنطقة.
في ضوء ذلك، لنلقي نظرة سريعة على السياسة والرؤية التي يتبناها حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه:
يرى حزب “العدالة والتنمية” الحاكم أن موقع تركيا الجيوسياسي حظى بقوة كامنة تؤهلها لأن تصبح منطقة جذب لعديد من المشروعات التعاونية، وأن القدرة على تحويل هذه القوة الكامنة إلى تأثير إقليمي وعالمي، مرهون بتوظيف الوضعية الجيوبولتيكية توظيفًا عقلانيا في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية والعلاقات الأمنية.
الحزب الذي تأسس في 14 أغسطس/آب 2001 وتولى السلطة في تركيا نهاية عام 2002، يؤكّد أنه يتبع سياسة خارجية واقعية خالية من الأحكام المسبقة والهواجس جديرة بتاريخ تركيا وموقعها الجغرافي، وقائمة على أساس تبادل المصالح.
ويقول حزب العدالة والتنمية، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تركيا التي تحترم وحدة وسيادة أراضي الدول الأخرى، ترى احترام الدول الأخرى والمنظمات الدولية لوحدة وسيادة أراضيها حقًا أصيلاً لها.
ويؤمن بضرورة إعادة تحديد أولويات السياسة الخارجية لتركيا في مواجهة الحقائق الإقليمية والدولية المتغيرة، وإيجاد توازن جديد فيما بين هذه الحقائق والمصالح الوطنية.
بدأ الحزب طريقه بهدف “تحويل تركيا إلى أحد اللاعبين المهمين لتوازن القوى العالمية ورفعها الى موقع دولة حاسمة تعمل على تأسيس السلام والاستقرار في المنطقة”.
وبحسب رؤية الحزب، فإن “تركيا ليست طرف في الخلافات الموجودة في المنطقة، بل هي بلد يُلجأ اليه للحصول على وجهات نظره وأن يساهم في الحل ويطلب منه لعب دور الوسيط .. وإنه مقدر لتركيا أن تلعب دورا تاريخيا وهاما في منطقتها وفي العالم”.
وفي يتعلق بموقفه من الشعوب العربية، وقف الحزب إلى جانب الشعوب في مقابل الوضع القائم والظلم في نقطة الانكسار الكبيرة هذه في التاريخ الحديث لمنطقة الشرق الأوسط ودعم الحزب المطالب المحقة للشعوب في هذه المنطقة.
وكانت المبادئ الثلاثة لحزب العدالة والتنمية في الثورات العربية، مهمة جدا بالنسبة لفهم موقف تركيا:
إن الحاجة للتغير في منطقتنا هي امر اساسي. ولا يمكن ان تستمر الانظمة التي تمارس الظلم على شعبها والتي تتبع الأساليب النخبوية والإقصائيّة، في الحكم في المنطقة.
يجب أن يضمن تنفيذ مسيرة التغيير هذه على أوسع أشكالها من دون إراقة الدماء ومن دون وقوع الاشتباكات. ويجب أن تكون مسيرة التغير والوحدة، تحمل ارادة التغيير بشكل شامل جدا وبجميع الوانها.
المبدأ الأول هو إرادة التغيير والثاني هو الإرادة الشعبية والثالث هو السياسة المتعددة. وبالطبع إن لكل منطقة ولكل بلد ديناميكيات خاصة بها فيما يتعلق بمسيرة التغيير فيها.
تركيا بالعربي | حسناء جوخدار – ترك برس