آلاف المغاربة حجوا لجبل طمعا في كنز شوهد في “المنام” (شاهد)
استطاع “حلم” شاب بإحدى القرى الفقيرة بالمغرب جذب آلاف المواطنين حجوا من مختلف قرى مدينة بولمان (وسط)، أمس الاثنين، طمعا في “كنز” مخبأ في جبل قد يغير حياتهم إلى الأبد، بعد تأكيد صاحب الحلم بوجوده.
بعد بزوغ أول تباشير الصباح على قرية “سرغينة” نواحي بولمان، أمس الاثنين، شوهد حشد كبير من الأشخاص من مختلف الأعمار يقودهم شاب في مقتبل العمر يتوشح العلم المغربي نحو جبل “سرغينة”، وغير بعيد عنهم كان العشرات من رجال الأمن تتبعهم تحسبا لأي انفلات أمني.
وكانت أمنية كل وافد على الجبل حصوله على نصيب من كنز وعد به الشاب، علّه يخرجه من الفقر الذي يرزح تحت ظله، خاصة في قرية تعد من أفقر قرى المغرب.
تعود القصة إلى عدة أيام، حين زعم أحد شبان قرية “سرغينة” أنه شاهد رجلا أتاه في المنام، الذي تكرر عدة مرات، وأخبره بوجود كنز “لا يفنى” مخبأ في مغارة بجبل القرية، مؤكدا أنه التقى الرجل في سفح الجبل ودله على المكان المحدد، فأخبر ناس القرية الذين تناقلوا القصة كالنار في الهشيم لتصبح حديثهم وحديث القرى المجاورة، بل تعداها إلى المدن الكبرى بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع بالعديد للمجيء للقرية في اليوم الموعود، سواء جرهم الفضول أو طمعا في ثروة سهلة، بعد أن وعد الشاب باقتسام الكنز مع كل من سيحضر.
وفي منتصف يوم أمس، وتحت أشعة الشمس الحارقة، توسط الشاب الجمع الغفير، وخطب فيهم قائلا: “إن الناس يعتقدون أن الكنز الذي تحت الجبل هو ذهب، لكنني أقول إنه أكثر من ذلك”، ودعاهم إلى عبادة الله، تاليا عدد من الآيات القرآنية.
وأضاف الشاب: “أي شخص يختار الطريق التي سيتبعها وهو يعرفها”، وسألهم: “لماذا يخاف الناس من البشر بينما الخوف من الله وحده؟”، مضيفا: “لا بد من الابتلاءات، يسقط الإنسان وينهض والرزق من الله عز وجل”.
وكان الجمع يكبرون تفاعلا مع كلمة الشاب الذي ظهر بمظهر الخطيب الواعظ، وبعدما أنهى الخطبة الأولى التي كان يقرأها في ورقة، انتقل إلى الخطبة الثانية في مشهد يشبه خطبة الجمعة، وقال: “إن الناس تعتقد أنه تحت الجبل يوجد ذهب، وأنا أقول إنه يوجد أغلى من الذهب، وهو ملك للعالم وليس فقط ساكنة سرغينة”.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الآلاف استخراج “الكنز” فوجؤوا بأن الشاب كان فقط يسخر منهم، حيث أنه بعد أن انتهى مجموعة من الشبان في تحديد مكان “الكنز” باستخدام حبال ومادة “الجير” وحجارة، تبين لهم أنهم كانوا يرسمون شعار “الله الوطن الملك”، وهو الشعار الذي قال الشاب إنه هو “الكنز”.
الصدمة والخيبة علت الوجوه الحاضرة، ما دفع بعدد من الأشخاص إلى محاولة الهجوم على الشاب الذي جرّهم إلى مكان مقفر في ظل حرارة مرتفعة وهم صائمون، ولولا تدخل رجال الأمن الذين كانوا يراقبون الحدث لحماية الشاب “صاحب الكنز” لوقعت الكارثة، ولقضي عليه.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن عناصر من الدرك الملكي أقدمت على اعتقال الشاب بعد أن تسبب في تجمهر الآلاف من المواطنين في جبل “سرغينة” وأوهم بوجود كنز داخله، وقد جرى اقتياده إلى مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي ببولمان للتحقيق معه.