حمزة تيكين يكتب: ليس شرطا أن أنتخب أردوغان
نعم، ليس شرطا أن أنتخب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فنحن في تركيا البلد الديمقراطي الذي يتمتع فيه المواطن بحرية مطلقة في اختيار خياراته السياسية وانتخاب من يريد من المرشحين والأحزاب.
نحن لسنا في تركيا السجون والظلام والقتل وتصفية المعارضين والتضييق على المخالفين واغتيال الطموحات والأحلام ونفي أصحاب الرؤى والمشاريع خارج البلاد.. نحن في بلد يتنافس فيه اليوم 6 مرشحين للرئاسة بينهم من يصفه البعض بأنه “ديكتاتور” أي الرئيس أردوغان، تتنافس فيه اليوم 8 أحزاب على مقاعد البرلمان بينها حزب “العدالة والتنمية” الذي يتهمه البعض بأنه حزب “ديكتاتوري”.
ديمقراطية تركية وصل الأمر بها أن يقوم التلفزيون الرسمي ـ الخاضع حاليا لسلطة أردوغان والحزب الحاكم أي حزب العدالة والتنمية ـ ببث كافة المهرجانات والخطابات الانتخابية لكل أحزاب المعارضة، حتى أن مجموع ساعات البث لصالح كل هذه الأحزاب المعارضة فاق مجموع ساعات البث لصالح أردوغان وحزبه!
وبفضل هذه الديمقراطية، يحق لي ألا أنتخب أردوغان بعد غد الأحد، وأن أنتخب من أراه مناسبا من الشخصيات والأحزاب، وأنا كلي ثقة ويقين أن أحدا في تركيا لن يتعرض لي ولن يقوم بترهيبي وتخويفي أو سجني أو قتلي.
سأقف خلف الستارة يوم الأحد وسأنتخب بحرية مطلقة، ولكن قبل أن أقوم بختم ورقة الاقتراع ووضعها في الظرف الخاص ثم في الصندوق أمام ممثلي كافة المرشحين والأحزاب والمراقبين الدوليين، هناك أسئلة عديدة سأطرحها على نفسي خلف تلك الستارة، وعلى أساس إجاباتها الحقيقية سأختار من أمنحه صوتي.
وكون أن عنوان هذه المقالة يتعلق بالمرشح الأبرز الذي هو أردوغان، وكون أن العالم كله ينظر لهذا الرجل قبل ساعات من الانتخابات، وكون أن الدنيا كلها تتكلم عما سيحققه هذا الرجل في الانتخابات، ستكون الأسئلة مركزة على هذا الشخص بالتحديد، هل أنتخبه أم لا.
وختم الاقتراع في يدي، سأسأل نفسي خلف تلك الستارة:
هل قام أردوغان فعلا بخدمة تركيا خدمة حقيقية خلال الفترة الماضية من حكمه؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان فعلا بخدمة الأمة التي ننتمي إليها خدمة حقيقية خلال الفترة الماضية من توليه السلطة؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بنهضة اقتصادية قلبت الموازين في تركيا إيجابا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بنشر ثقافة الوحدة والتآخي والمحبة بين أبناء الشعب في تركيا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بإنجاز مشاريع تنموية عملاقة في تركيا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بإعادة الحقوق المسلوبة لأهلها في تركيا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بتحويل تركيا إلى دولة قوية في المنطقة والعالم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل قام أردوغان بإعادة الأمل في نفوس الشعب التركي؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يتحدث أردوغان بمعاني ومفاهيم الأمة الواحدة الجامعة للمسلمين؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يتحدث أردوغان بمفاهيم ومعاني الإنسانية الحقيقية البعيدة عن الترعات والتنظير الإعلامي؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يتوجه أردوغان بالنصح الدائم للمسلمين أن يتوحدوا لمواجهة المخاطر؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يعمل أردوغان فعلا لخدمة المظلومين والمحاصرين في مختلف مناطق العالم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يقول أردوغان لطغاة العالم ومتكبري العالم “لا”؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يسعى أردوغان لتغيير النظام العالمي الجائر الظالم المنافق؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل فعلا أردوغان هو الرئيس الوحيد في العالم الذي يطالب بوجود دولة مسلمة دائمة العضوية في مجلس الأمن وإصلاح هذه المؤسسة؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يقاتل أردوغان مع قلة قليلة من أجل حماية القدس الشريف ممن يريد بيعها للاحتلال الصهيوني؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يخدم أردوغان القضية الفلسطينية بحق وجد بما يقدر عليه؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يوصّف أردوغان الأمور بحقيقتها أن المقاومة في فلسطين ليست إرهابية بل “إسرائيل” هي الإرهابية؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل وقف أروغان مع الشعوب المقهورة المظلومة في العالم عامة والعالم العربي خاصة؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يقف أردوغان وحيدا في الميدان منعا لتقسيم سوريا وإقامة دول إرهابية فيها؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يهب أردوغان لمد يد العون والإغاثة عند كل محنة أو كارثة يمر بها شعب بلد شقيق لتركيا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل عمل أردوغان لإعادة تطوير الصومال وجعله بلدا قويا يعتمد على نفسه؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل وقف أردوغان وحيدا في الميدان مواجها الانقلاب العسكري في مصر؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يحمل أردوغان وحيدا شعار “العالم أكبر من خمس”؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يُحارب أردوغان بسبب إنجازاته وإسلامه؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يتحاور أردوغان مع قادة العالم ندا لند؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يحارب أردوغان الإرهابيين وداعميهم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يحب أردوغان الطيبون والطاهرون والصافون؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يبغض أردوغان الحاقدون والمذبذبون والظالمون؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل فتح أردوغان حدود تركيا أمام نحو 4 ملايين لاجئ فارين من الظلم والقتل في بلادهم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل جعل أردوغان تركيا الدولة الأولى في العالم التي تقدم مساعدات إنسانية وإغاثية؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل أعاد أردوغان لنا شيئا من مجدنا الضائع؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يذكرنا أردوغان بأبطالنا التاريخيين الحقيقيين ويدعونا للتعلم منهم والاقتاد بهم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يحب أردوغان أهلَ الله والإيمان والعلم والمعرفة ويوقرهم ويكرمهم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يتكلم أردوغان بنفس الشعوب المتعطشة لمجد جديد؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يفضح أردوغان الظالمين والمجرمين والكاذبين؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يهتم أردوغان بقدر استطاعته بمسلمي العالم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يواجه أردوغان وحيدا عنصرية الغرب والإسلاموفوبيا؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل فرض أردوغان وبالقوة احترامه على كافة قادة العالم؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل يعز أردوغان بإسلامه ودينه ومبادئه وقيمه وتاريخه؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
هل لأردوغان مشروع مستقبلي جدي لتركيا والأمة؟
إن كان الجواب نعم.. سأنتخب أردوغان
أسئلة.. الإجابة عنها لا تحتاج لكثير وقت خلف الستارة، وحينها سيعرف ختم الاقتراع طريقه الصائب الصحيح.