تحديات السياسة الخارجية التركية بعد فوز «أردوغان»
يواجه الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» مجموعة من التحديات الهامة، بعد تجديد انتخابه الأحد الماضي، وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لبلاده.
وشهدت الأشهر التي سبقت الانتخابات توترًا حادًا بين أنقرة والدول الغربية بالتوازي مع استمرار التقارب بين «أردوغان» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».
وتأتي العلاقات مع الولايات المتحدة في صدارة تحديات أنقرة، بسبب الخلافات حول الملف السوري، ومصير زعيم منظمة «غولن»، «فتح الله غولن» الذي تصر تركيا على تسليمه لها كونها تتهمه بالتورط في الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.
كما يؤدي دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردي إلى توتر في العلاقات مع اعتبار أنقرة هذه المجموعة المسلحة منظمة «إرهابية» تهدد حدودها.
وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى «سونر كاغبتاي» إن «أردوغان يحتاج إلى حلفائه القوميين للاحتفاظ بغالبيته البرلمانية. لذا، من المرجح أن يواصل تشدده في هذه القضية».
ومع ذلك، يقول محللون إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات رغم التوتر، كما يتضح من تسليم أول طائرة من طراز إف-35 إلى تركيا الأسبوع الماضي.
وفيما يخص العلاقات مع روسيا، فمن المتوقع أن يواصل «أردوغان» سياسة التقارب مع موسكو، التي توصلت معها إلى اتفاق بشأن شراء منظومة صواريخ «إس-400»الروسية التي لا تتماشى مع منظومة الدفاع التابعة لحلف شمال الاطلسي.
وكان «بوتين» أحد أوائل الزعماء الأجانب الرئيسيين الذين هنأوا الرئيس التركي على إعادة انتخابه.
لكن الباحث في برنامج دراسات طريق الحرير «غاريث جنكنز»، يعتبر أنه «سيتعين على أردوغان الاختيار بين الولايات المتحدة وروسيا، وسيدفع ثمناً، مهما كان خياره».
من جهة أخرى، يعتبر التدخل العسكري التركي في سوريا أحد الملفات الحساسة التي سيتعامل معها «أردوغان» وخاصة مع إصراره على استكمال إنشاء حزام آمن بعيدا عن سيطرة قوات حماية الشعب الكردية.
ويقول الباحث الأمريكي«آرون شتاين»، إن «تركيا قد توصلت بالفعل إلى صيغة مع الأسد تمر عبر موسكو، على أن تضع جانبًا رغبتها بدعم تغيير النظام».
وأضاف: «يقبل الأتراك بقاء النظام في السلطة، لكنهم مصممون على إقامة منطقة نفوذهم الخاصة على طول الحدود لتكون بمثابة فاصل».
أما ملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، فيشكل أهمية خاصة نظرا لاستمرار التوتر بين الجانبين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016.
إلا أن الدبلوماسي التركي «اوزدم سانبرك» أبدى قناعته بأن تسوية ما ستبدأ، وأن «العلاقات سترتكز على أسس أكثر متانة».
وقد أبرمت أنقرة مع الاتحاد الأوروبي اتفاقا حول الهجرة عام 2016 أدى إلى خفض كبير في أعداد المهاجرين الذين ينتقلون من تركيا إلى أوروبا.
لكن «أردوغان» الذي لم يفاوض بشكل مباشر على الاتفاق هدد مراراً بإرسال ملايين المهاجرين إلى أوروبا.