شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

أسباب ومؤشرات خيبة الأمل الإسرائيلية من الانتخابات التركية

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تابعت الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية الإسرائيلية بصورة لافتة مجريات العملية الانتخابية التركية، وبدا أن الحدث ليس تركياً خالصاً في ظل المتابعة الحثيثة لتطورات الدعاية الانتخابية، ويوم التصويت، ثم إعلان النتائج، مما جعل إسرائيل تمنح ساعات طويلة من بثها التلفزيوني، وتسيل حبرا كثيرا في صحافتها، لتغطية الحدث الانتخابي التركي.

هذه المتابعة التي تقترب فقط مما توليه إسرائيل للانتخابات الأمريكية تطرح جملة من التساؤلات حول السبب في ذلك، ولماذا تترقب إسرائيل السياسة التركية المتوقعة بعد الفوز الذي حققه الرئيس رجب طيب أردوغان، لاسيما إزاء القضية الفلسطينية، والتطورات الإقليمية ذات العلاقة بإسرائيل..

أولاً: ترى إسرائيل أن الانتخابات التركية ونتائجها شكلت بشائر غير سارة لها، فقد كانت تتوقع، أو على الأقل تتمنى، أن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن أردوغان، واضطراره لخوض دورة انتخابية ثانية، تقلل من فرصه بالفوز، وترفع من حظوظ منافسيه، بل إن عددا من قراءات استطلاعات الرأي الإسرائيلية استبعدت أن يفوز أردوغان من الجولة الأولى، وهنا مكمن خيبة الأمل الإسرائيلية.

ثانياً: رغم أن إرسال التهنئة بالفوز لأي دولة تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية عرف تقليدي متبع، لكنها، وربما من المرات المعدودة في تاريخها الدبلوماسي، لم ترسل خطاب تهنئة، على العكس من ذلك، فقد ضجت الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية بمقالات تحذر وتخوف وتعبر عن قلقها من الأيام الصعبة التي ستعيشها إسرائيل في علاقاتها المستقبلية مع تركيا عقب الانتخابات الأخيرة.

اقرأ أيضًا:   يلدريم: تيكا نفذت 550 مشروعا في منغوليا بقيمة إجمالية تجاوزت 40 مليون دولار

ثالثا: تتوقع إسرائيل أن ينتهج أردوغان خصوصا، والدولة التركية عموما، بعد هذه النتائج الانتخابية سياسة أكثر عداء لها، وأكثر قربا من الفلسطينيين، حتى أن يصل الأمر إلى تشكيل ما يمكن وصفه بتحالفات إقليمية تضم تركيا وإيران وقطر، ودول أخرى تتبنى الخط المناهض للسياسة الإسرائيلية في المنطقة، وهو ما استبقته إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بتكثيف زياراتها وتنسيقاتها مع الدول المجاورة لتركيا، مثل قبرص واليونان، في محاولة إسرائيلية لتطويق أنقرة.

هذه أهم الأسباب التي جعلت من الانتخابات التركية حدثا إسرائيليا بامتياز، وهو ما يطرح تقديرات مستقبلية حول السياسة الإسرائيلية المتوقعة تجاه تركيا في قادم الأيام والأسابيع، ومنها:

  • رغم كل ما تقوله إسرائيل عن الخط المعادي الذي ينتهجه الرئيس أردوغان ضدها، لكنها ليست راغبة، على الأقل حاليا، في قطع شعرة معاوية مع أنقرة، فهي تعلم حجم وقوة وتأثير الأخيرة في السياسة الإقليمية والدولية، ولا تريد أن تخسرها كلياً، من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية، لأنها ستخسر كثيرا من هذه الخطوة المتسرعة: اقتصاديا وأمنيا…
  • قد تواصل إسرائيل تفعيل أدوات الضغط التي تمتلكها لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض جيران تركيا، في انتزاع ما قد تقدر عليه من تنازلات في مختلف القطاعات، صحيح أن ذلك قد يبدو صعبا في المدى المنظور، لكن اسرائيل تتبع السياسة التراكمية، ولعل أهم ملف تشكو منه إسرائيل من السياسة التركية ذلك المتمثل باحتضانها لحركة حماس، وما تروجه إسرائيل من مزاعم حول حرية الحركة المتاح لكوادر الحركة في الأراضي التركية.
  • ربما يقترن السلوك الإسرائيلي تصعيدا وتوتيرا بقدر قراءة الموقف التركي من الحراك السياسي الحاصل في المنطقة، لاسيما ما يشاع حول صفقة القرن، ووقوف السياسة التركية ضدها بصورة واضحة وعلنية، سواء في تصريحات الرئاسة ووزارة الخارجية في أنقرة، أو المؤتمرات المتلاحقة التي شهدتها اسطنبول لمساندة القدس، ورفض القرارات الأمريكية الأخيرة الخاصة بها، مما قد يشير إلى أن الموقف الإسرائيلي سيكون في خانة المنتظر ورد الفعل لما قد تعلنه أنقرة من سياسات خاصة بالمسار الفلسطيني الإسرائيلي..
  • ذكرت دوائر صنع القرار الإسرائيلي أن أحد كوابح تنفيذ عدوان إسرائيلي واسع ضد الفلسطينيين في غزة، أن تصدر مواقف إقليمية ودولية رافضة له، ومنددة به، وسميت تركيا حصراً بالاسم، خشية ان تعود القطيعة التي استمرت بين عامي 2010-2016، مما يجعل إسرائيل تتروى في أي خطوة عسكرية قاسية تجاه غزة، ليس فقط بسبب الخشية من الموقف التركي، ولكن لأنها باتت تضعه ضمن حساباتها الدبلوماسية والسياسية.
  • شهدت الأيام الأخيرة تكرارا ملحوظا لما بات يسمى في إسرائيل تزايد النفوذ التركي في القدس المحتلة، سواء من خلال الجمعيات الخيرية التركية مباشرة، أو نظيرتها الفلسطينية التي تحصل على تمويل ودعم تركي لتنفيذ أنشطة خيرية، وقد نسبت الصحافة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة معلومات وشكاوى تقدمت بها عواصم في المنطقة مثل عمان والرياض ورام الله من زيادة التأثير التركي في القدس ومعالمها وأنشطتها.
اقرأ أيضًا:   ما معنى التناقضات الأمريكية بخصوص إف-35؟

وبغض النظر عن مدى دقة هذه التذمرات والشكاوى العربية، لكن الأمر لا يخفي حالة استياء إسرائيلية من انتشار الأعلام التركية وصور أردوغان في شوارع القدس المحتلة، مما جعل أصواتا يمينية متطرفة ترتفع لمطالبة الحكومة بالحد من هذا النشاط والنفوذ..

أخيراً.. تأملت إسرائيل أن تطوي الانتخابات التركية صفحة قاسية من العلاقات الإسرائيلية التركية، اتسمت بالتوتر والتصعيد في حدها الأقصى، والبرود والفتور في حدها الأدنى، لكن ما أسفرت عنه الانتخابات في أنقرة بدد آمال إسرائيل بصورة مثيرة، وجعلها تتجهز لاستمرار ذات المستوى من العلاقة المتوترة في أحسن الأحوال، إن لم تصل إلى قطيعة كاملة، سبق أن حصلت عقب مجزرة أسطول مرمرة قبالة شواطئ غزة أواسط 2010.

اقرأ أيضًا:   رجل أعمال سوري على قائمة العدالة والتنمية للانتخابات البرلمانية عن ولاية بورصة
د.عدنان أبو عامر – رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأمة/فلسطين –
TRT- العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *