صيد الضفادع في أدرنة التركية.. مغامرة محفوفة بالمخاطر (فيديو)
يواصل صيادو الضفادع في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا العمل ليلا نهارا في مهنة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، والتي تختلط فيها الإثارة بروح المغامرة والمخاطرة.
وتضم المدينة حوالي 100 صياد للضفادع، إذ تعتبر تلك المهنة المصدر الرئيس لكسب قوت يومهم.
ففي ساعات الصباح الباكر من كل يوم، يجتمع الصيادون في المقاهي حيث يقسمون أنفسهم إلى مجموعات، ومن ثم يحددون الوجهات التي سيسلكونها لاصطياد الضفادع.
ولهذه المهنة النادرة في البلاد أدوات واستعدادات خاصة.
إذ يرتدي الصيادون عادة الأحذية ذات الرقبة الطويلة للسير في الأراضي الموحلة والمستنقعات، ويستخدمون مغارف صغيرة يبحثون بها عن الضفادع.
ويعد الصيادان مراد أوفالي وإرجان كوتش من ممثلي هذه المهنة في أدرنة، حيث يزاولانها من نعومة أظفارهما بعدما ورثاها عن آبائهم.
وقال أوفالي للأناضول، إنه تعلم هذه المهنة من والده، وإنه يزاولها منذ 25 عاما.
وأشار إلى أن مهنة صيد الضفادع ممتعة رغم بعض الصعوبات التي تعترض من يعمل بها، خاصة إذا كان مبتدئا.
فالصياد يجب أن يعرف جيدا الأماكن التي تتواجد بها الضفادع، وعمق مياه المستنقعات حتى لا يتعرض لخطر الغرق، بحسب أوفالي.
وأضاف: “دربت ابني على هذه المهنة، لكن الجيل الشاب الحالي لا يحب صيد الضفادع عموما لانخفاض مردودها المادي”.
ولفت إلى أنهم يبيعون الكيلو غرام الواحد من الضفادع بمقابل زهيد، قائلا: “رغم ارتفاع سعر وجبة الضفادع في أوروبا الذي قد يصل إلى 35 دولارا، إلا أننا نبيع الكيلو منها بـ 10 ليرات فقط (دولارين تقريبا) في فصل الصيف، وما بين 20 و25 ليرة (ما بين 4 و5 دولارات تقريبا) خلال فصل الشتاء”.
** طريقة صيد الضفادع
ولمهنة صيد الضفادع تكنيكات وأساليب عدة.
وعن ذلك، أوضح أوفالي أنهم يلجأون إلى أساليب صيد مختلفة في النهار والليل، حيث يصطادون نهارا بواسطة المغرفة، في حين يقومون بالأمر ليلا لكن يستعينون بأضواء قوية.
من جانبه، قال إرجان كوتش للأناضول، إنه ورث هذه المهنة عن والده، الذي ورثها بدوره عن جده.
ولفت إلى أنه يصطاد الضفادع لتأمين دخل مادي إضافي لنفسه.
وأضاف: "لم أدرب أبنائي على هذه المهنة لأنها صعبة للغاية، حيث يختلط فيها الليل بالنهار، فضلا عن أنني أضطر إلى الصيد بمفردي أحيانا، وأسقط في المياه العميقة أحيانا أخرى".
ولفت إلى أنه بالرغم من صعوبات اصطياد الضفادع، إلا أنه يشعر بالطمأنية والراحة جراء مزاولة المهنة وسط المناطق الطبيعية، حيث يخرجون في رحلات صيد لمدة أسبوع بعض الأحيان.
** الضفادع على الموائد الأوروبية
بالرغم من عدم تواجد وجبات الضفادع ضمن المطبخ التركي، إلا أنها تحظى بإقبال كبير في الدول الأوروبية.
ويضطر الصيادون في أدرنة للاحتفاظ بالضفادع أياما عديدة في مستودعات وأحواض خاصة بمنازلهم وحدائقهم، لغاية وصول التاجر الذي يتعاملون معه، وهو من ولاية باليق إسير غرب تركيا.
ويشتري التاجر الضفادع من الصيادين قبل أن يقوم بتقطيعها وتجميدها، ثم تصديرها إلى دول أوروبية عديدة مثل فرنسا وسويسرا وإيطاليا.