رسالة الدولة العميقة الألمانية إلى تركيا بشأن “غولن”
وجه الحزب اليساري، الداعم لتنظيم بي كي كي في ألمانيا، أسئلة إلى حكومة ميركل بخصوص تنظيم غولن، فردت الحكومة بأن الإجابة عن الأسئلة تلحق الضرر بالاستخبارات.
بين سطور الأسئلة، التي لم تجب عليها الحكومة الألمانية، تكمن رسائل واضحة وجهتها الدولة العميقة في ألمانيا إلى تركيا.
الحزب اليساري من أكبر الداعمين لبي كي كي في أوروبا، ونوابه يتفنّنون في الدعاية للتنظيم في المجلس الاتحادي، واستقبلوا عدة مرات إرهابييه.
حزب ناطق باسم بي كي كي، يوجه مساءلة برلمانية إلى الحكومة الألمانية بخصوص تنظيم غولن. سأل الحزب عن عناصر التنظيم في ألمانيا، واستعلم بالاسم عن عادل أوكسوز وزكريا أوز، القياديين فيه، وطلب معلومات عن علاقات جهاز الاستخبارات بالعناصر المقيمين على الأراضي الألمانية، وسأل حتى الميزانية التي خصصتها الاستخبارات للتنظيم عامي 2017 و2018.
الأسئلة واضحة تمامًا، أما الإجابة فكانت جملة واحدة.. “إذا أجبنا عن الأسئلة ستتضرر أنشطتنا الاستخبارية”.
لم يعجب الرد الحزب اليساري، وقالت “أولا يلبكة” النائبة التي طرحت المساءلة إن “الحكومة والاستخبارات تعملان بالاشتراك مع تنظيم غولن”.
وأضافت: “من الواضح أن الحكومة الألمانية تحتفظ بعناصر غولن كورقة تستخدمها في مواجهة أردوغان”.
وفي الواقع، لا داعي حتى للرد عن هذه الأسئلة، لأنها تتضمن الأجوبة عنها.
فالحكومة الألمانية امتنعت عن الإجابة، لكنها لم تنفي الأمر.
أي أنها تقول “عادل أوكسوز وزكريا أوز في أيدينا”، و”نحن ندعم علنًا أتباع غولن”، و”خصصنا ميزانية من الاستخبارات لعناصر التنظيم”.
قبل أيام نشر الإعلام الألماني تقارير عن تنظيم غولن، كشف فيها أن التنظيم أعاد هيكلة نفسه في ألمانيا، وأنه زاد من أنشطته في المدارس والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وأن الدولة تقدم مساعدات كبيرة لعناصر التنظيم الفارين إليها.
استنادًا إلى ما سبق يتضح أن الدولة العميقة في ألمانيا تقول إنها تسيطر على تنظيم غولن، وتوجه رسالة إلى تركيا مفادها أنها تحتضن التنظيم على أراضيها.
المستشارة الألمانية قالت إنها لا تريد أزمات أبدًا مع تركيا في العهد الجديد، عقب انتقال الأخيرة إلى النظام الرئاسي. فلديها ما يكفيها من المشاكل مع المهاجرين والائتلاف الحكومي والولايات المتحدة وحلف الناتو، وحتى الاتحاد الأوروبي.
من المنتظر أن يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى ألمانيا خريف العام الحالي. وفي الوقت الذي تحتاج فيه ميركل تركيا إلى هذا الحد خلال هذه الفترة، تعمل على تعزيز موقفها على صعيد المساومات من خلال اللعب بورقة تنظيم غولن. وفوق ذلك فهي تستخدم العداء المزعوم للحزب اليساري ضد تنظيم غولن، في إيصال هذه الرسالة.
طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس