شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

قرارات تركيا المستقلة تُدخل واشنطن مرحلة الجنون في التعامل معها

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا بحجة عدم إطلاق سراح القس أندرو برونسون المعتقل على خلفية صلته بتنظيمي غولن وبي كا كا الإرهابيين، وهي في الواقع عاجزة عن تقبل حقيقة انهيار هيمنتها الدولية، وهو الخوف الذي يدفعها لتهديد الغرب وروسيا والصين وإيران وحتى دول أمريكا اللاتينية. وأما السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها تركيا فهي تصيبها بالجنون.

من المعروف أن الولايات المتحدة خسرت في سوريا أمام التعاون الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران، كما انتزعت هذه الأخيرة زمام المبادرة على الأرض في سوريا والعراق، هذا فضلا عن الفشل الأمريكي الذريع في إيقاف الصعود الصيني. وعندما لاحظت واشنطن أنها كذلك ستخسر تركيا في المعادلة الدولية التي لا تصب في مصلحتها، بدأت تتبع أسلوبا عدائيا. فبعد أن نجحت تركيا في توحيد كلمة العالم ضد المحور الإسرائيلي – الأمريكي في قضية فلسطين والقدس واتخذت قرارا بعدم الانصياع للعقوبات المفروضة على إيران، زادت حدة التهديدات الأمريكية العدائية؛ إذ أطلق دونالد ترامب جملة من التهديدات التي تستهدف تركيا متحججا بعدم الإفراج عن القس الأمريكي برونسون الذي يحاكم في إزمير بتهمتي دعم تنظيمي غولن وبي كا كا والتجسس لصالحهما. وقد أراد ترامب الحصول على تعاطف الناخبين “المسيحيين الصهاينة” المعروفين باسم “التبشيريين” قبل انتخابات الكونغرس المزمع إجراؤها يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقد أفضت تهديداته بفرض عقوبات على تركيا إلى إضفاء بعد جديد على التوتر القائم في العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضًا:   موقع إماراتي: هل حقًا ستسلّم تركيا أعضاء "الإخوان المسلمين" إلى مصر؟

توالي التهديدات

وقد جاءت التهديدات المتوالية من ترامب ونائبه مايك بنس بالتزامن مع موافقة مجلس النواب الأمريكي على مقترح منع تسليم طائرات إف-35 إلى تركيا، لتسلب أنقرة حقها في الحصول على تلك الطائرات بالرغم من مشاركتها في مشروع تطويرها وإنتاجها للعديد من قطعها بإمكانياتها المحلية. وقد أضيف إلى ذلك تهديدات مالية أمريكية المصدر؛ إذ أدلى مساعد وزير الخزانة الأمريكي مارشال بيلينغسلي خلال زيارة أجراها إلى أنقرة قبل أيام بتصريحات وقحة قال فيها “إذا أرادت تركيا التكامل مع النظام المالي العالمي، فعليها الانصياع للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران”، وقد حاول من خلالها تهديد الشركات التي تنوي العمل مع إيران. غير أن الرئيس أردوغان لم يتأخر بالرد على الطلب الأمريكي الخاص بالعقوبات المفروضة على إيران بقوله إن بلاده ستواصل شراء الغاز الإيراني.

اقرأ أيضًا:   أمير قطر في ضيافة أردوغان غدا الجمعة

ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة تحاول النيل كذلك من التعاون التركي – الروسي؛ إذ سعت بشتى قرارات العقوبات لعرقلة أعمال الشركة الروسية المنتجة لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي إس-400 المقرر ضمها إلى أسلحة الجيش التركي اعتبارا من العام المقبل. فكل هذه الخطوات التي جاءت بشكل متتال تشير إلى أن سبب “الانزعاج الأمريكي” أكبر بكثير من واقعة اعتقال القس برونسون.

نحن عازمون على المقاومة

ويبدو أن تركيا عازمة على المضي قدما في المحافظة على مصالحها القومية في مواجهة الولايات المتحدة التي تعاونت مع تنظيم بي كا كا/ب ي د الإرهابي في سوريا بدلا من حليفتها الاستراتيجية تركيا ولا تزال توفر المأوى الآمن في بنسلفانيا لفتح الله غولن زعيم التنظيم الذي نفذ محاولة الانقلاب الفاشلة قبل عامين. وكانت تركيا قد أرسلت مئات الملفات إلى الولايات المتحدة لتسليم غولن، إلا أن واشنطن لا تزال تماطل بدون إبداء أسباب مقنعة. وكانت السلطات التركية قد توصلت مؤخرا إلى أدلة جديدة مفادها غولن هو من أصدر الأوامر والتعليمات الصادرة لتنفيذ محاولة الانقلاب والتي عثر عليها على هاتفين اكتشف أنهما مملوكان لكل من كمال باتماز وهاكان تشيتشك، الإمامين المدنيين التابعين لتنظيم غولن الإرهابي، وهو الأمر الذي أفزع الجانب الأمريكي.

اقرأ أيضًا:   تضم 88 ألفًا و537 مسجدا.. تركيا تحتفل بأسبوع المساجد والأئمة

ويأتي في مقدمة العوامل التي أصابت البيت الأبيض بالجنون التوافق التركي – الروسي – الإيراني في مواجهة إيجاد تطورات جديدة على الأرض تحت عباءة “مكافحة الإرهاب” لحماية وحدة الأراضي السورية. وكانت تركيا قد نجحت في القضاء على ممر الإرهاب الذي أريد فتحه في سوريا بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

تركيا بالعربي | يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *