أردوغان.. الصديق المخلص للقارة السمراء

حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رقمًا قياسيًّا في عدد زياراته وجولاته التي قام بها سواء كرئيس وزراء أو رئيس جمهوية، إلى بلدان القارة الإفريقية.

ومنذ تولي أردوغان منصب رئاسة الوزراء في العام 2003، مرورًا بتسلمه زمام رئاسة الجمهورية أواخر العام 2014، وصولًا عند فوزه بآخر انتخابات رئاسية جرت الشهر الماضي؛ منذ ذلك الوقت حتى هذا الحين قام أردوغان بزيارة 21 بلدًا إفريقيًّا، كان آخر تلك الزيارات جولته الإفريقية الأسبوع الماضي حيث زار خلالها دولة جنوب إفريقيا، وزامبيا.

وخلال كل زيارة أو جولة إفريقية يقوم بها الرئيس أردوغان ترتفع نسبة التعاون بين تركيا والبلاد الإفريقية بشكل ملحوظ سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، عدا أنّ أواصر الصداقة والودّ بدت واضحة في أجلى صورها منذ تولي أردوغان زمام الحكم في تركيا.

يبدو ذلك واضحًا من خلال الطاقم الذي يرافق أردوغان في جولاته الإفريقية، فإضافة إلى وزير الخارجية نرى وزير الاقتصاد أو الموارد الطبيعية والطاقة والدفاع وأحيانًا وزراء التعليم والصحة وغيرهم؛ نراهم حاضرين حتى يناقشوا قضايا التعاون بين تركيا وذاك البلد الإفريقي، وكثيرًا ما تشهد الجولة اتفاقيات ثنائية في شتى المجالات.

من ناحية أخرى باتت تركيا بشكل حقيقي الصديق المخلص للقارة السمراء، من خلال الفعاليات الخيرية والإنسانية التي تقوم بها، سواء عن طرق مؤسسة الإغاثة التركية “İhh”، أو وكالة التنسيق والتعاون التركية “تيكا” (TİKA). هذا عدا الدعم الاقتصادي من قبل تركيا وذلك من خلال الاستثمارات التي تقوم بها في العديد من دول إفريقيا مساهمة بشكل كبير في إنعاش اقتصاد تلك الدول.

وتبقى الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس أردوغان لدولتي جنوب إفريقيا وزامبيا؛ ذات أهمية كبيرة كونها تأتي كأول جولة إفريقية له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية من جهة، ومن جهة أخرى تكمن أهميتها في الاجتماع الذي عقده الرئيس أردوغان مع رجال أعمال من جنسيات إفريقية متعددة، كشف فيها أنّ حجم التجارة بين تركيا والقارة يبلغ 2.2 مليار دولار، معتبرًا أنه رقم عادي للغاية وقليل، مطالبًا أن يصل خلال الفترة القصيرة القادمة إلى 10 مليارات دولار.

يجدر بالذكر أنّ الرئيس التركي أدروغان توجه بزيارة رسمية الأسبوع الماضي إلى جنوب إفريقيا، للمشاركة بقمة “بريكس” بدعوة رسمية من رئيس البلد المضيف، وعقب اختتامه الزيارة توجه إلى زامبيا رفقة عدد من وزرائه، وتمّ التوقيع على 12 اتفاقية في مجالات الاقتصاد والتبادل التجاري والتعليم والصحة فضلًا عن المجال العسكري.

يذكر أنّ مجموعة دول “بريكس” تضمّ كلًّا من روسيا، الصين، الهند، البرازيل، وجنوب إفريقيا. وتسيطر دول مجموعة “بريكس” على أكثر من 20% من اقتصاد العالم، ويشكل عدد سكانها مجتمعة 40% من إجمالي سكان العالم.