فيديو من ثانيتين يكشف خفايا اجتماع بقصر “غولن” قبيل محاولة الانقلاب
كشف الأمن التركي عن اجتماع سرّي داخل قصر فتح الله غولن زعيم منظمة غولن الإرهابية، الواقع بولاية بنسلفانيا الأمريكية، في مطلع مارس/آذار 2016 الماضي وبحضور شخصيات هامة من أعضاء المنظمة، بهدف التحضير لمحاولة الانقلاب التي وقعت منتصف يوليو/تموز من العام نفسه، أي بعد قرابة 3 شهور ونيف على موعد الاجتماع المذكور.
وألقى الأمن التركي القبض على المدعو هاكان تشيجك الذي يعمل داخل منظمة غولن كـ “إمام مدنيّ” ضمن مصطلحات المنظمة، في ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة داخل قاعدة “أكينجي” العسكرية بالعاصمة أنقرة، وعقب إلقاء القبض عليه وجدت فرق الأمن بجوار القاعدة هاتفه بعد أن رماه عندما رأى أن المحاولة تتجه نحو الفشل وأنّ الأمن التركي والقوات الخاصة تتجه قريبة من القاعدة العسكرية، وعند سؤاله ماذا تفعل داخل القاعدة؟ أجاب بأنه حضر لتوثيق الأحداث كنشاط اجتماعيّ.
وكشفت شعبة مكافحة الإرهابة بأنقرة أنّها سلمت الهاتف الذي يعود للمتهم تشيجك، إلى فريق مختص مكون من 12 شخصًا لفحص الهاتف ومعاينته، لتجد صورًا عديدة، وفيديو من ثانيتين فقط أشبه ما يكون بالشيفرة حيث يحتوي الفيديو على محادثة قصيرة من جملتين هما “نلتقي غدًا، تعال في المساء”. وعند التحقق من مكان التقاط الصور والفيديو وجدت أنها التقطت من داخل قصر فتح الله غولن بولاية بنسلفانيا الأمريكية التي يقبع بها منذ العام 1999، ويدير من هناك كافة حركات منظمته ويوجهها شخصيًّا.
وأعلن مكتب المدعي العام في العاصمة أنقرة عقب التحقيقات الواسعة التي جرت بحق المتهم تشيجك، أنّ الأخير كان داخل قاعدة عسكرية يدير منها الانقلابيون المحاولة الانقلابية ليلة 15 يوليو/تموز من العام 2016، وأنه كان ضمن الأشخاص الذين يوجّهون سير المحاولة الانقلابية تلك الليلة، وأنه حضر اجتماعًا كان على رأسه فتح الله غولن زعيم المنظمة، وبحضور شخصيات هامة من أعضائها.
اجتماع آخر بينه وبين عادل أوكسوز
لم يكن الاجتماع السرّي بحضور فتح الله غولن هو الوحيد الذي حضره المتهم تشيجك خلال تواجده يف الولايات المتحدة الأمريكية، بل استطاع الفريق الأمني الخاص الذي عاين الهاتف أن يحدّد موقعًا آخر يبعد عن قصر غولن بولاية بنسلفانيا الأمريكية قرابة 170 كم، والمكان عبارة عن مقهى يُعتقد أنّ تشيجك اجتمع فيه مع عادل أوكسوز رقم 1 على قائمة المطلوبين الفارين عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، كما أنّ الأخير قدم إلى تركيا للمرة الأخيرة يوم 25 يونيو/حزيران بصحبة تشيجك ذاته.