شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

محاولة تأديب تركيا بسعر صرف الدولار

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

بينما كنت أستعد أمس في حدود الساعة الرابعة عصرًا لكتابة الأسطر التي تقرؤونها الآن، بدأت القنوات الإخبارية تعرض تصريح السفارة الأمريكية في أنقرة ضمن الأخبار العاجلة.

وكان يبدو أن غرض تصريح السفارة، التي تواصل تقديم خدماتها دون سفير منذ وقت ليس بقصير، هو سكب القليل من الماء على الحريق الذي نشب في العلاقات بين البلدين.

وكان التصريح يقول “بالرغم من التوترات القائمة، ستظل الولايات المتحدة صديقة وحليفا مقربا لتركيا، فبلدانا يمتلكان علاقات اقتصادية حيوية”، وكان يلفت الانتباه إلى أن التصريح الذي تتناقله وسائل الإعلام على لسان مسؤول أمريكي قال فيه “سيساوي الدولار الواحد 7 ليرات تركية” ليس سوى محض افتراء.

وفي الساعات ذاتها وردت معلومات حول من سيرأس الوفد التركي الذي سيسافر إلى واشنطن كممثل وزارة الخارجية التركية التي تبذل جهودًا حثيثة لحلّ أزمة القس الأمريكي برونسون. وكان من سيرأس الوفد هو السفير ومساعد الوزير سادات أونال.

ولا شك أن مسألة هذا الوفد مهمة للغاية.

ولو سألتم عن السبب، فسأقول إن لم تكن قد انتشرت أنباء الليلة قبل الماضية عن هذا التطور، أي زيارة وفد مكون من ثلاثة شخصيات من وزارات الخارجية والعدل والطاقة التركية إلى واشنطن، لكن تخمين أين سيقف ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية، الذي تخطى في بعض أوقات التعامل حاجز 5.4 ليرة، لكان أصعب مما هو عليه الآن.

اقرأ أيضًا:   الرئاسة التركية تستحدث رئاستين للصناعات الدفاعية وإدارة الطوارئ والكوارث

تأثير ارتفاع الدولار على الاقتصاد التركي

تحدثت أمس كذلك خلال إعداداي هذا المقال مع بعض الشخصيات التي لديها خبرة في المجال الاقتصادي، فحاولت فهم تأثير هذا الارتفاع الجديد في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة في الاقتصاد والنتائج المحتملة لهذا “التذبذب” كما يسميه خبراء الاقتصاد. وأستطيع القول إنهم يتحدثون عن سيناريوهين محتملين.

1- لو أصبح هذا التذبذب في سعر الصرف، والذي لا يعرف أحد أين سيقف، قصير المدى، فإن تأثيره سيكون ضعيفا. وربما ينخفض سعر صرف الدولار الذي وصل إلى أكثر من 5.4 ليرة سريعا إلى ما دون الخمس ليرات. ولو حدث هذا، فلن يتأثر الاقتصاد التركي كثيرا.

2- لكن لو طال أمد هذا الارتفاع، أو بالأحرى إن لم يتراجع سعر الصرف من حيث ارتفاع، فإن الآثار المدمرة لهذه الوضعية الجديدة على الاقتصاد ستكون لا مفر منها.

وفي ظل أوضاع كهذه سيحدث ما يلي على سبيل المثال؛

– سينعكس ارتفاع سعر الصرف فورًا على نسبة التضخم؛ إذ كان ارتفاع أسعار الصرف عام 2016 قد أدى إلى زيادة نسبة التضخم بنحو 3%.

– لو استمر ارتفاع أسعار الصرف وأصبحت التكاليف دائمة، فإن الشركات التي تقترض بالعملة الأجنبية وتكسب بالليرة التركية ستزيد مصاعبها.

اقرأ أيضًا:   مصابيح رمضان تعلق في مساجد إسطنبول

– وربما يصبح لا مفر من حدوث مجموعة من السلبيات الأخرى من قبيل توجه الشركات إلى تبني سياسة انتظار ما ستؤول إليه الأمور وانخفاض شهيتها للعمل وتراجع حجم العملات الأجنبية في الأسواق وانخفاض قدرة الشركات على سداد الضرائب.

ولا يخفى على أحد تأثير التوتر السياسي القائم حاليا مع الولايات المتحدة في ارتفاع سعر الصرف، وإن كنا لا يمكن أن نغفل تأثير ديناميكيات الاقتصاد التركي نفسه التي أدت إلى وصول الأمور إلى ما هي عليه الآن.

كما أن هناك شيئا آخر، ألا وهو:

ليس للآلية التي نسميها “الأسواق” متحدث أو شيء كهذا. فمن يصب ما يحدث في هيئة كلمات هم الأشخاص الذين نطلق عليهم مصطلح خبراء الأسواق. وقد أخبرني أحد الاقتصاديين الذين تحدثت إليهم بقوله “وإذا كان علينا أن نصيغ هذا الكلام على شكل عبارة…”، ثم تابع:

“يمكن أن نصف الوضع الحالي بأن هناك احتمال توالي العقوبات الأمريكية الرمزية ضد تركيا التي – إضافة إلى ذلك – ستخلق صعوبة في إيجاد رؤوس الأموال الأجنبية التي تحتاجها، وكذلك أجواء التشاؤم التي ستفضي إليها هذه الأوضاع”.

هل سنقول إن الأمر قد انتهى لو حلت مسألة برونسون؟

وفي هذا المقام تحديدا يظهر أمامنا سؤال رئيس كالتالي:

هل تفكر الإدارة الأمريكية في أن تقصر التوتر الأخير على مسألة القس برونسون؟ أم أنها تخطط لاستغلال عصا التمويل كي “تستمتع بمذاق حرق قلب تركيا” في قضايا أخرى؟

اقرأ أيضًا:   الشنقيطي: مقال أردوغان بـ"نيويورك تايمز" إعلان صريح لخروج تركيا من المظلة الأميركية

كان وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، الذي كان قبل توليه منصب الحالي يرأس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، قد صرح خلال لقائه نظيره التركي جاويش أوغلو في سنغافورة بأن بلاده تشترط إطلاق سراح سائر الشخصيات الأخرى التي تنظر الجهات القضائية التركية الدعاوي المرفوعة ضدها، وذلك من أجل التراجع عن تهديد فرض العقوبات.

ولنفترض أن تلك المشاكل كذلك قد حلت، فهل ستقول الإدارة الأمريكية إنه يمكننا العودة إلى الوضع السابق؟

أم ستطول هذه المسألة لتصل إلى قضية طائرات إف-35 ومنظومة صواريخ إس-400 الروسية؟

ذكرت في بداية المقال التصريح الذي اعتقدنا أن السفارة الأمريكية في أنقرة أصدرته بغرض تخفيف حدة التوتر. ولننهِ المقال بتصريح أدلى به رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا لإحدى وسائل الإعلام الإسبانية، حتى نحقق التوازن المطلوب:

“تستند السياسة الخارجية الأمريكية إلى التوسع وممارسة الضغوط. لقد حاولنا دائما إقامة علاقة طبيعية مع الولايات المتحدة، لكن لم ينبنا في مقابل ذلك إلا العدوانية. وفي نهاية اليوم أدركنا أن أمريكا لا تريد علاقة طبيعية، بل تريد علاقة استسلام، بل قل علاقة تملق”.

محمد آجات – يني شفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *