كتاب وفيلم يوثقان ذلك.. الإسلام من أهم مصادر المخزون الثقافي الواسع والمشترك في العالم التركي
اختتم مشروع إحصاء وتوثيق التراث الثقافي التركي المشترك، أعماله، الذي استمر لمدة 4 أعوام، حيث تضمن البحث في 18 دولة.
وحظي المشروع بدعم كل من وزارة الثقافة والسياحة، الخطوط الجوية التركية، ووكالة التعاون والتنسيق “تيكا”، فضلا عن هيئة الإذاعة والتلفزيون “تي آر تي”، حيث حمل عنوان “القيم الثقافية والإرث المشترك في العالم التركي”.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال منسق المشروع، عثمان سوباشي، إن المشروع الضخم لا مثيل له من قبل فيما يتعلق بجرد الإرث الثقافي التركي.
وأضاف أن المشروع ضم حوالي 140 موظفا، حيث استمر 4 أعوام، وجرت أنشطته في 18 دولة، إلى جانب 7 مناطق داخل تركيا.
وأوضح أن المشروع تضمن أيضا تأليف كتاب باللغة الإنجليزية، فضلا عن إنتاج فيلم وثائقي، بهدف التعريف بالثقافة التركية.
ولفت إلى أن الكتاب يضم 26 فصلاً حول الثقافة التركية، حيث شارك في كتابة الفصول عدد كبير من الخبراء، بمعدل بروفيسور واحد لكل فصل من الكتاب، حسب اختصاصه.
وفيما يخص الفيلم، أوضح سوباشي أنهم استعانوا بعدد كبير من خبراء الدراما بهدف إنتاج الفيلم الوثائقي بالشكل الأمثل.
وأشار إلى أن الكتاب يضم عناوين فصول مثيرة ولافتة للأنظار، مثل “العشق والحب”، “الفصول”، “الألوان”، “الطب الشعبي”، حيث تم تحليل الإرث الثقافي المشترك حسب هذه الفصول.
وقال في هذا الصدد إن عنصر العشق والحب يعد الأكثر انتشارا في ثقافتنا المشتركة، كما توصلنا إلى أن الألوان تتواجد في الثقافة الدينية بكثافة، وكذلك هو الحال بالنسبة للطب الشعبي الذي يحتل حيزا واسعا في العالم التركي.
وأضاف: لدى تحليل فصل “ثقافة الضيف”، نرى أن الضيف يحتل مكانة هامة للغاية في ثقافتنا، لدرجة أننا أطلقنا عليه لقب “ضيف الرب”، حيث انتشر هذا المصطلح من المجتمع التركي إلى العالم.
وتابع قائلا “بالتدقيق في موضوع الموسيقى نصادف آفاقا واسعة للغاية، إذ عبّرنا من خلال الأشعار والأغاني المشتركة عن الكثير من الأحزان والأفراح منذ عصور طويلة، حيث وجدنا بعض أغاني الرثاء المشتركة في بعض الدول مثل البوسنة والهرسك، وقرغيزستان.
وبخصوص الفيلم، أشار سوباشي إلى أنهم قسموا تركيا إلى 7 مناطق، وأجروا تصوير لقطات الفيلم في 7 ولايات، و7 أقضية، و7 قرى.
وأشار إلى أن الفرق في العادات والتقاليد بين المدن والقرى شهد تغيرات كبيرة مع ازياد حركة التمدن.
وأكد سوباشي أن إطلاق المشروع جاء بهدف تسليط الضوء على استمرار الحضارة التركية الإسلامية منذ 14 قرنا دون أن تتعرض للتشتت والانحلال.
وأضاف “تأثر الأتراك بعد إسلامهم بالدين الإسلامي كثيرا، وأصبح مرجعهم الأول في كافة مجالات الحياة كالأدب والفنون والثقافة والحياة اليومية”.
كما شدد سوباشي على أن السياسات الشيوعية المتبعة في آسيا خلال القرن الأخير، تسببت بخسائر كبيرة في الثقافة التركية الإسلامية، مشيرا إلى أنهم وجدوا بعض الصعوبات خلال التصوير جراء ذلك.
وأضاف أنهم لم يواجهوا صعوبات مشابهة في دول البلقان.
وأكد سوباشي أن الإسلام يعتبر من أهم مصادر المخزون الثقافي الواسع والمشترك في العالم التركي، لأن الإسلام ليس دينا فحسب، بل هو مجموع القواعد التي تنظم المجتمع بالشكل الأنسب.