شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

استثمار قطر 15 مليار دولار في تركيا مثّل أرفع نماذج العلاقة بين القيادتين والشعبين

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

العلاقة بين قطر وتركيا عميقة لارتكازها على مجموعة من القيم والمثل العليا
• العلاقات بين قطر وتركيا تعود إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي
• 2015 عام فارق في العلاقة بين البلدين في شتى المجالات
• قطر أول دولة اعترضت على محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016
• موقف تركيا من الحصار الجائر أفشل مخططاتهم وكان رادعاً لهم
• خرجت تركيا بعد الانقلاب الفاشل أقوى وقطر بعد الحصار أكثر قوة وتماسكاً
• استهداف قطر هو تخطيط لاستهداف تركيا وعلاقاتهما والعكس صحيح
• أنقرة لن تنسى الموقف السياسي والإعلامي للدوحة في أصعب محنة مرّت بها

يتفق الجميع على أن العلاقات القائمة بين الدول تقوم على مبدأ المصالح المشتركة، وهو ما يجعل منها علاقة براغماتية بامتياز، وبحسب العديد من خبراء العلاقات الدولية، فإن العلاقات البراغماتية باتت اليوم الأساس الروتيني الذي يصف علاقات الدول ببعضها، لكنه وعلى عكس هذه الحالة من العلاقات السائدة بين الدول، فإنه يمكن وصف العلاقات القطرية التركية بالعلاقات الاستراتيجية العميقة، وذلك لكونها قد ارتكزت على مجموعة من القيم والمثل العليا المشتركة، مثل الوقوف إلى جانب الشعوب التي تعاني الظلم والاضطهاد وقضاياهم العادلة، ودعم حراكهم ومطالبهم الشعبية بالطرق السلمية المنادية بالحقوق الاجتماعية وتحرير الشعوب من العبودية، مرورًا باشتراكهما في رفض الهيمنة على دول الإقليم أو تقسيمها أو نهب خيراتها من قبل أية قوة دولية كانت، ووصولًا إلى موقفهم الموحد من القضية الفلسطينية وحصار غزة المستمر، والحروب المتكررة عليها.

ولأن القيادة في كل من دولة قطر وجمهورية تركيا قد التقيتا في مجموعة من القيم والمثل العليا المشتركة، فقد ساهم ذلك بوضوح في توحيد موقفهما تجاه العديد من القضايا السياسية والإقليمية على طول الفترة الماضية، وهو ما مهّد بدروه لنشوء علاقات استثنائية بين البلدين ترتكز وبشكل رئيسي وبحسب السياسي والمفكر التركي أحمد داوود أوغلو على خمسة محاور، مقسمة على المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

وبالرغم من أن الحديث عن العلاقات بين تركيا ذات التجربة الديمقراطية الناجحة، وقطر الداعمة للشعوب وقضاياهم لم يطفُ على السطح بشكل ملحوظ إلا في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات كانت قائمة بينهما منذ عقود طويلة، وتحديدًا منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهي تستحق فهمًا واستعراضًا متأنيًا.

ففي منتصف الثمانينيات، وقع كلا البلدين العديد من اتفاقيات التعاون الثنائية في مجالات اقتصادية وتجارية مختلفة، ثم تطورت وصولًا إلى مطلع الألفية الجديدة، لتتصاعد عندها إلى مستويات أعلى من التعاون، وتشتمل على مجالات الثروة والتعليم والمجال الثقافي، واستمرت تلك العلاقات في مسارها التصاعدي حتى انطلاق الربيع العربي عام 2011م، والذي التقت فيه رؤية قطر بقضايا الشعوب وحقوقها، مع الموقف التركي الداعم لها، فيتذكر الناس جميعًا كيف وقفت كل من الدوحة وأنقرة إلى جانب قضايا الشعوب العادلة في المحافل الدولية ضد الإجراءات التعسفية التي مارستها العديد من الحكومات العربية تجاه شعوبها أو الخذلان العربي والدولي لها في تلك الفترة، وهو ما عمّق روابط الأخوة والوفاق بين البلدين الشقيقين، واللذين أظهرا مستوى عاليا من التنسيق عندما عملا جنبًا إلى جنب في إغاثة الشعوب وضحايا الحروب خلال الفترة نفسها، مثل مشروع دار الأيتام الشهير في ولاية هاتاي التركية للاجئين السوريين، والذي نفذته منظمة خيرية تركية، وساهمت جمعية قطر الخيرية وأخرى بدعمه وريعه، إضافة إلى جهودهما المشتركة في إغاثة اللاجئين العراقيين، حيث فتحت تركيا حدودها الجوية وأراضيها أمام المنظمات الإنسانية القطرية مُسهلة أداء فرقها لمهامهم وأعمالهم الخيرية.

اقرأ أيضًا:   أمير قطر غابَ عن افتتاح مطار إسطنبول الجديد.. من مثّل السعودية؟

يُعد 2015 عاما فارقا في العلاقة بين البلدين، حيث تطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال فترة قصيرة، بالتوازي مع انتشار عشرات الشركات التركية في قطر، وارتفاع نسبة الاسثمارات القطرية في الولايات التركية في المجالات المختلفة، خاصة في مجال العقارات والبورصة والتعليم والشركات التجارية.
وإضافة إلى ذلك، وخلال الفترة التي تأزمت فيها العلاقة بين كل من أنقرة وموسكو بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية شمال سورية، وتوقيف تصدير الغاز الروسي إلى تركيا، فقد سارعت قطر للتوقيع على اتفاقية تصدير الغاز القطري المُسال إلى تركيا بشكل منتظم، بالتزامن مع قرار تركي بإلغاء تأشيرات دخول المواطنين القطريين إلى تركيا وإجراءات قطرية مماثلة، قبل أن تعاود قطر إثبات متانة علاقتها بتركيا في يوليو من العام التالي عندما شهدت تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة، إذ وقفت قطر إلى جانب الحكومة المنتخبة، حيث كانت أولى الدول التي اعترضت بشدة على محاولة العسكريين الانقلاب على الديمقراطية وحكم الشعب والحكومة المنتخبة، كما أنها كانت أولى الدول التي هنأت الشعب والحكومة التركية بنجاحهما في إفشال محاولة الانقلاب آنذاك.

ومع البراعة السياسية التي أظهرتها القيادة الحكيمة في قطر للتعامل مع الحصار المفاجئ الذي فُرض عليها من قبل (الأشقاء!؟) العرب في يونيو 2017، فقد لبّت المساندة التركية الطارئة التي وصفت بالجريئة والذكية في نفس الوقت، وهو أمر متوقع لما يجمع البلدين من علاقات وطيدة، حيث سارع البرلمان التركي لاستصدار قرار يسمح بإرسال قوات عسكرية تركية إلى قطر وتدريب قوات قطرية، إضافة إلى تطوير اتفاقيات في التعاون والدفاع العسكري بينهما، وهو الأمرُ الذي شكل عامل ردع ضد دول الحصار الذي بدا فيما بعد أنها كانت تخطط لما هو أبعد من الحصار السياسي والاقتصادي.

اقرأ أيضًا:   مسؤول عسكري قطري: مناورات عسكرية وشيكة بين السودان وقطر

وخلال الأسابيع اللاحقة من الحصار وصولًا إلى اليوم، عملت تركيا على تزويد السوق القطرية بمنتجاتها الغذائية والسلع المختلفة، عبر جسور بحرية وجوية عدة ساهمت من خلالها بكسر الحصار المفروض على قطر الهادف لإخضاعها وثني قرارها السياسي، والتي وقفت دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا ضدها وبدعم الشرفاء حتى ثبت فشلها ولها الحمد.
وقد عبر المواطن القطري عن امتنانه وسعادته واعتزازه بتلك الوقفة التركية الأخوية والصادقة، وغدت تركيا تتصدر قائمة الدول التي يؤمها السائح والمستثمر والطالب القطري، وانتشرت عشرات الهاشتاغات على مواقع التواصل تشيد بوقفة تركيا الصادقة، وأهمية تدخلها في الوقت الملائم لدعم قطر ضد من يعتبرون الأقرب لها في الدم والجغرافيا.
لقد شعرت تركيا أن استهداف قطر جزء من منظومة أكبر تستهدف تركيا، وهو ذاته ما عبر عنه الرئيس التركي الرئيس رجب طيب أردوغان الذي ثمّن في إحدى خطاباته الموقف السياسي والإعلامي الذي وقفته الدوحة إلى جانب أنقرة ليلة الانقلاب، حيث كانت قناة الجزيرة المنبر الإعلامي الأول الذي نقل إلى العالم حقيقة ما يقوم به جنرالات الجيش التركي ضد الحكومة المنتخبة، قبل أن يتحدث من خلاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاطبًا العالم في أول لقاء مباشر بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وبالمقابل أشار إلى داعمي الانقلاب العرب بعبارته: “نحن نعرف من وقف معنا ومن وقف ضدنا يوم الانقلاب الفاشل”.

ولم تمضِ شهور بعد عام على حصار قطر، حتى بدت تلوح في الأفق ملامح حصار آخر يتم تجهيزه لتركيا؛ وذلك لما تتمتع به من قرار سياسي مستقل، ولكونها تدور خارج الفلك الأمريكي وتتبنى مواقف داعمة لحراك الشعوب العربية والقضية الفلسطينية، إضافة إلى رفضها محاولات الهيمنة الأمريكية على القرار السياسي في المنطقة، ذلك المشهد عاد ماثلًا في وقت أعلنت فيه إدارة ترامب فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وفرض ضرائب على الحركة التجارية من وإلى تركيا، إضافة إلى عقوبات على شخصيات سياسية تركية بحجة القس الأمريكي أندرو برنسون، حيث بدأ سعر الليرة التركية بالهبوط بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي لأيام متواصلة محققًا مستويات قياسية بلغت الضعف، ومع الموجة الشعبية العربية لدعم الليرة التركية، سارعت دولة قطر وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، لإثبات متانة العلاقة، ليعلن عن زيارة عمل إلى تركيا، وإعلانه عن استثمار بلاده بمبلغ قيمته 15 مليار دولار في مشاريع تنموية مختلفة هناك، بالتزامن مع قيام شريحة واسعة من رجال الأعمال والتجار والمواطنين القطريين بدعم الليرة التركية وتنفيذ العديد من المشاريع في تركيا، في بادرة مثّلت أرفع نماذج العلاقة بين الحكومتين والشعبين الكريمين، ووقوفهما إلى جانب بعضهما وقت الشدائد، وأتت ردود أفعال المواطن التركي سواء من النخبة أو عامة الناس تشكر قطر لأنها البلد الوحيد الذي أعلن جهارا وقوفه مع تركيا ودعمها بشكل فوري وعاجل، وجاء ذلك على لسان عضو البرلمان التركي أمر الله أيشلر بقوله “في الزمان الصعب يكشف الصديق.. لقد برهنت قطر على صدق هذا، ولقد أثبتت تركيا وقطر عمق صداقتهما في الأزمات عدة مرات ولذا سننتصر”، وكذلك مصطفى أردمغان “أصدقاء الرخاء كثر، ولكن لا أهمية لهم، فاليوم الصعب هو الذي يُظهِر الصديق والأخ الحقيقي.. شكرًا قطر”، والكاتب التركي حمزة تكين “شكرًا قطر شكرًا قطر.. أمير قطر يعلن عن استثمار بلاده 15 مليار دولار بشكل فوري في تركيا”، ونفس الحملة التي شنها إعلام الفبركة في دول الحصار عبر وسائلهم المختلفة يوم الحصار على دولة قطر ووقوف تركيا إلى جانبنا، مارس فبركاته وافتراءاته، بعد الدعم القطري، بغيظ وحقد على البلدين لا تفسير لها إلا على قدر الصراخ يكون الألم.

اقرأ أيضًا:   فيدان يواصل مساعيه الدبلوماسية من أجل غزة في قطر

أفرح الموقف القطري الشعوب العربية والإسلامية والشعب التركي، ولأن كلا من قطر وتركيا يدركان أنهما ضمن خندق واحد في مواجهة المشاريع التخريبية التي تحاول إعادة تشكيل خارطة القرار السياسي لدول الشرق الأوسط، وكون تركيا قد خرجت من محاولة الانقلاب سابقًا أقوى مما كانت عليه، مثلما فعلت دولة قطر بعد الحصار الذي حاول إضعافها، لكنه زادها قوة وتماسكا، فإن الحرب الاقتصادية التي تمارس على تركيا اليوم لن تحظى بنتائج أفضل، وستخرج منها تركيا صاحبة الرقم الاقتصادي الصعب أكثر قوة واستقلالية، خصوصا أن الدولتين الشقيقتين تتعاونان معًا في أي أزمة تستجد، وتحظيان بدعم الشعوب لتسجلا بذلك أروع نماذج التعاون والوفاق والصداقة بين دولتين شقيقتين تسيران جنبا إلى جنب بكل ثقة وثبات لترسم معالم النجاح في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

المصدر:الشرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *