دبلوماسي تركي: بلادنا ثاني أكبر قوة بالناتو وحليف لا يمكن الاستغناء عنه
شدد دبلوماسي تركي، الأحد، على أهمية دور بلاده داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وأنها “ثاني أكبر قوة مسلحة بالحلف، وباتت طيلة مدة تزيد عن 60 عامًا حليفًا لا يمكن الاستغناء عنه”
جاء ذلك على لسان سردار قليج، السفير التركي، لدى العاصمة الأمريكية، واشنطن؛ ردًا على مزاعم للكاتب الفرنسي، برنارد هنري ليفي، قال فيها إن “تركيا باتت حليف غير موثوق فيه داخل الناتو”.
كلام السفير قليج جاء في مقالة كتبها لصحيفة “وول ستريت جورنال” تحت عنوان “تركيا عضو الناتو الذي يمكن الوثوق به، وهي كانت كذلك باستمرار”.
مقالة الدبلوماسي التركي، جاءت ردًا على مقالة نشرها الكاتب الفرنسي ليفي، الأسبوع الماضي، بذات الصحيفة، تحت عنوان “يجب على الناتو طرد تركيا منه”.
وأضاف السفير قليج قائلا “تركيا دولة تحارب على الجبهة تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من الجماعات الإرهابية، وهي باعتبارها حامي الجناح الجنوبي للناتو، صاحبة ثاني أكبر قوة بالحلف”.
وأفاد أن “تركيا كدولة صاحبة أهم موقع استيراتيجي بالحلف، تحقق الأمن الإقليمي في وقت يشهد فيه الناتو تحديات لا يمكن التنبؤ بها”.
وأوضح أن بلاده تعهدت بإنفاق 2 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي، في مجال الدفاع حتى العام 2024، مشيرًا أن نفقات المعدات العسكرية تفوق نسبة الـ20 في المئة من ميزانية الدولة، وهي النسبة التي حددها الناتو.
كما تتطرق قليج إلى أهمية قاعدة “إنجيرليك” الجوية، جنوبي تركيا، بالنسبة لحلف الناتو، وقال إنها “تشكل نقطة انطلاق أساسية للتحالف الدولي لمحاربة داعش من أجل محاربة التنظيم الإرهابي”.
قليج أضاف قائلا “فالقاعدة التي تبعد 60 ميلًا(96.5 كلم) فقط عن الحدود السورية، تقدم للتحالف إمكانية التدخل السريع جويًا، والبقاء لفترات طويلة بالجو دون الحاجة للتزود بالوقود”
وتابع “وهذا ينقذ حياة الأمريكيين، وأعضاء التحالف الدولي، فقاعدة إنجيرليك تلعب دورًا حياتيًا في شن عمليات لا تخطئ أعدائنا”.
كما لفت أن “تركيا دائمًا ما تقف بجانب حلفائنا في الناتو، وبقينا على الجبهات بكل فخر من أجل التصدي للتهديدات التي قد تؤرق أمننا جميعًا”.
وأشار قليج في مقالته إلى مزاعم الكاتب الفرنسي، معتبرًا أنها “إنكار لتاريخ طويل يمتد لعشرات السنين، فتركيا دائمًا وأبدًا ما كانت تتمتع بالثقة والمصداقية داخل الناتو، وذلك على مدار 60 عامًا”.
وردًا على اتهام الكاتب الفرنسي لتركيا بـ”نشرالتطرف الإسلامي”، و”تأجيج العنف في سوريا”، قال قليج “الحقيقة عكس ذلك تمامًا؛ لأننا حاليًا نشكل ميناءًا آمنًا لنحو 4 ملايين لاجئ سوري”.
وتابع قائلا “نقيم لهم مراكز صحية، ومدارس، وبيوت في أماكن بعيدة للغاية عن الإرهاب”.
وأضاف “لكن على ما يبدو أنه (ليفي) نسي الهزيمة النكراء التي مني بها تنظيم داعش أمام جيشنا في جرابلس، ونسي كذلك الحروب الأخرى التي شنتها قواتنا المسلحة وانتصرت فيها على التنظيم”.
ونفذ الجيش التركي في الفترة أغسطس/ آب 2016- مارس/ آذار 2017 عملية “درع الفرات” لتطهير مناطق واسعة بريف محافظة حلب بينها مدينتي جرابلس والباب من تنظيم داعش الإرهابي.
وفي رد منه على مزاعم الكاتب ليفي، التي قال فيها إن “النظام بتركيا قائم على الخلافة”، قال الدبلوماسي قليج “الحكومة التركية كحلفائها بالناتو، ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب، وليس لدينا خلافة كما يزعم”.
واستطرد قائلًا “والديمقراطية التركية، نشطة وحيوية، ولعل هذا ما شاهدناه في المشاركة الكبيرة بالانتخابات (البرلمانية والرئاسية) الأخيرة(في يونيو/حزيران الماضي)”.
وتابع قليح قائلا “فهذه الانتخابات التي تابعها عدد كبير من المراقبين الدوليين، شهدت مشاركة تخطت حاجز الـ86 في المئة من الناخبين، فأكثر من 50 مليون تركي توجهوا لصناديق الاقتراع”.