حان الوقت لتضع تركيا قواعد اللعبة
تشغلنا اليوم مسألة هامة وهي الحرب الاقتصادية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العالم بأسره.
هذه المرة، وعلى الرغم من الإرهاب والانقلابات والمؤامرات السياسية ندعم جميعًا اقتصاد تركيا، التي تريد واشنطن ربطها مجددًا بالبنتاغون..
فنحن نعلم أننا مجبرون على هذا الخيار الهام لأنه إثبات لوجودنا على هذه الأرض، فضلًا عن أهميته على الصعيد الاقتصادي.
ولهذا علينا تثبيت دفة تركيا باتجاه الاستقلال، الذي تسعى إليه، بعد أن فرض عليها النظام العالمي القائم لعب دور “مخفر له في الشرق الأوسط” بعد الحرب العالمية الثانية.
***
لكن ما يثلج صدورنا هو رؤيتنا أن الأزمة الأكبر قائمة حاليًّا في الولايات المتحدة، التي تثير المشاكل في العالم بأسره.
يبدو أن الولايات المتحدة تعرضت لقنبلة ذرية في عقر دارها، رغم احتلالها المتواصل للعالم عبر قوات تعدادها 300 ألف جندي، وقواعد عسكرية خارجية عددها ألف قاعدة، وشبكة واسعة من الاستخبارات.
فالرئيس ترامب استلم السلطة بوعود من قبيل إغلاق القواعد الخارجية وتحقيق السلام مع روسيا، ومنذ ذلك الحين وهو في صراع مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة، إلا أنه هذه المرة واقع في مأزق خطير.
الإعلام الأمريكي والعالمي يتحدث عن اعترافات محامي ترامب، التي قد تؤدي إلى عزل الرئيس الأمريكي.. وبحسب إفادة مايكل كوهين، فإن ترامب دفع ثمن صمت نساء الليل، اللواتي كان يعاشرهن، خلال الحملة الانتخابية من جيب الناخب! وهذا يعتبر مشكلة كبيرة جدًّا في الولايات المتحدة.
***
بعد أن أصبح في وضع هر محاصر من جميع الجهات، ترامب مستعد لفعل كل شيء حتى لا يخسر انتخابات نوفمبر ويمثل أمام القضاء. ولهذا فقد يحرق العالم بأسره، أو ربما يقبل بأي اتفاق..
وفي المقابل تتحرق الأقلية الحاكمة، على نفس المنوال، من أجل عزل ترامب..
وبما أن الجهات المختلفة استغلت تركيا في سبيل كسب الانتخابات الأمريكية بذريعة القس الجاسوس، وبما أن هذا الوضع لن يتغير.. إذا حان الوق لنضع نحن قواعد اللعبة..
على سبيل المثال، علينا ألا نتحرك مع المكونات السياسية والبيروقراطية للإدارة الأمريكية من منطلق تعهداتنا السابقة.. وإنما الانتقال من وضع الدفاع إلى الهجوم، كما فعلنا في الخطوات الاقتصادية التي أقدمنا عليها في إطار مبدأ التعامل بالمثل.
باختصار، بينما يحاولون تحديد مصيرنا عبر انتخاباتهم، لنسعَ نحن بكل ما أوتينا من قوة من أجل تحديد مصير انتخاباتهم. فلا سبيل آخر للتعاون أو التنافس أو الاقتتال مع خصم يزعم أنه “شريك استراتيجي” لنا، ثم ينفذ في بلدنا انقلابًا، ويبتسم في وجهنا، ثم يسلح “بي كي كي”.
فلماذا لا نفوز نحن هذه المرة؟
مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس