كيف يمكن أن يؤثر ضوء الشمس على ذاكرة الإنسان؟
وجد علماء جامعة الصين للعلوم والتكنولوجيا أن جرعات صغيرة من ضوء الأشعة فوق البنفسجية تعمل على إطلاق عمليات كيميائية تعزز الذاكرة والتعلم لدى الفئران، وهناك أمل بأن يكون للأشعة نفس التأثير على أدمغة البشر.
وفي الدراسة التي نشرت في مايو/ أيار في مجلة “Cell”، كشف العلماء عن مجموعة من الفئران تم تعريضهم للأشعة فوق البنفسجية قصيرة الأمواج لمدة ساعتين، أي ما يعادل 30 دقيقة من ضوء الشمس.
وقام الباحثون بتقييم المهارات الحركية للفئران باختبار روتاريد، حيث يتوازن الفئران على قضيب دوار، تليها تجربة ذاكرة حيث اضطرت الفئران إلى شم روائح غير مألوفة في بيئة مألوفة.
التعرض لمستويات من أشعة الشمس الوهمية رفع من مستويات حمض الأوروكانيك في دم الفئران، التي تم تحويلها في الدماغ إلى غلوتامات وهو ناقل عصبي تم إطلاقة في القشرة الحركية، حيث تنشأ الحركة الطوعية و قرون الآمون التي تعد وحدات تخزين رئيسية في الدماغ للذاكرة طويلة المدى.
وقال الباحثون إن الفئران المعرضة للأشعة فوق البنفسيجة أظهرت تحسنا كبيرا في المهارات الحركية واختبارات التعرف على الأجسام مقارنة بالفئران التي لم تتعرض للأشعة.
ويأمل الباحثون أنه إذا استطاع ضوء الشمس تطوير وتحسين الذاكرة وتحسين التعلم لدى الفئران فإن الأمر نفسه يمكن أن يكون صحيحا بالنسبة للدماغ البشري.
وأخبر الباحث الرائد زيونغ وي صحيفة China Daily بأنه يخطط لإستخدام البحث لفهم الأداء الجزيئي لأمراض ألزهايمر وباركنسون والتعرف عليها قبل أن تدمر الدماغ.
وعلى الرغم من أن 10% من ضوء الأشعة فوق البنفسجية يمر عبر الغلاف الجوي للأرض إلا أن القليل يمكن أن يقطع شوطا طويلا.
ويمكن أن يؤدي التعرض للأشعة إلى تحفيز إنتاج فيتامين (د) في الجلد، وتوليد أكسيد النيتريك الذي يحسن صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة إفراز الأندروفين لزيادة المزاج.
وتزداد مخاطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية بدرجة كبيرة، وأبرزها زيادة احتمال الإصابة بالعمى وسرطان الجلد. وتوصي منظمة الصحة العالمية بخمس إلى 15 دقيقة من التعرض للشمس من يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع خلال فصل الصيف والحد من النشاط في الهواء الطلق من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الرابعة مساء عندما تكون أشعة الشمس فوق البنفسجية في أوجها.