بعد الهند وتركيا.. السعودية تنضم إلى قائمة الدول الساعية لامتلاك “اس-400″ الروسية
تسعى العديد من الدول في العالم إلى الحصول على منظومة أسلحة صواريخ “أس-400″، والتي تصفها الولايات المتحدة بأنها صواريخ محظورة، وتحذر الكثير من الدول من اقتنائها، فيما تباشر روسيا التوسع في سوق بيعها حول العالم، والعمل على تطويرها.
فما صواريخ “أس-400“؟
تتصف منظومة الصواريخ الحديثة للدفاع الجوي “أس- 400″ (تريومف) خلافًا لسابقتها “أس 300 بي إم”، بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار، وحتى الرؤوس المدمرة للصواريخ ذات المسار الباليستي التي تصل سرعتها إلى 5000 متر في الثانية، بالإضافة للتصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية، بما فيها طائرة الشبح الشهيرة. وليس بمقدور أية منظومة أخرى متابعة مثل هذا المسار.
حتى عام 2018، أبرمت خمس دول في العالم اتفاقيات مع روسيا للحصول على نظام الدفاع الجوي الصاروخي “أس-400″، بعض الدول قد أبرمت اتفاقيات مع روسيا للحصول على هذه المنظومة، وبعضها يسعى لتطوير الجيل الخامس منها كما تخطط تركيا وروسيا ابتداء من العام 2019، والبعض الآخر ما زال في طور إنهاء هذه الاتفاقيات الخاصة.
لماذا انضمت السعودية إلى ركب الدول المهتمة بالحصول على “أس-400“؟
منذ عام 2017، بدأت روسيا بتسويق أسلحتها العسكرية، وإقناع الكثير من الدول للحاجة الملحة لاقتناء هذه الأسلحة، في ظل الأوضاع الإقليمية الصعبة التي يعشيها العالم عمومًا.
في كانون الثاني/ يناير 2018، أعلن السفير القطري في موسكو فهد بن محمد آل عطية، أن المفاوضات التي بدأتها الدوحة مع موسكو بهدف شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية “أس-400″ وصلت إلى مرحلة متقدمة.
لم تستلم قطر هذه المنظومة حتى اليوم، لكن المفاوضات مستمرة، ليس على صعيد شراء المنظومة فقط، وإنما أيضًا في مجالات التعاون في التدريب والبحوث والصيانة.
انضمت لقطر، الصين، والهند، وتركيا، التي تسعى لتطوير الجيل الخامس منها، وفقًا لتصريحات فيكتور كلادوف، المسؤول بشركة “روسته” الروسية للصناعات الدفاعية، الذي تحدث عن صفقة منظومة “أس-400″ الدفاعية الجوية بين تركيا وروسيا، وإمكانية تصنيع مقاتلة حربية مشتركة، وتوسيع التعاون في المجال العسكري والصناعات الدفاعية، والتي من المتوقع إنهاء تسليم الدفعة الأولى منها في بداية عام 2019.
أما السعودية فقد كانت من أشد المعارضين لاقتناء هذه المنظومة، كما جاء في صحيفة “لوموند الفرنسية” بداية عام 2018، أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، أرسل رسالة إلى الإليزيه، معبرًا فيها عن “قلقه العميق” من هذه المنظومة، مشيرًا إلى “أن المملكة ستكون على استعداد لاتخاذ كل التدابير الضرورية للقضاء على هذا النظام الدفاعي، بما في ذلك القيام بتحرك عسكري”.
لكنها، قررت بعد ذلك، عقد صفقة مع روسيا بشأن منظومة “أس-400″، وفقًا لما أعلن عنه عادل الجبير، وزير خارجية السعودية، في آب/أغسطس الجاري.
وقال الجبير إن المشاورات بين بلده وموسكو بشأن منظومة “أس-400″ ما زالت قائمة، خلال مؤتمر صحافي جمع بينه وبين نظيره الروسي، سيرغي لافروف.
الجبير أوضح خلال المؤتمر السبب الذي دفع السعودية لتغير رأيها بشأن هذه المنظومة، قائلًا: “هناك أمران لن نساوم عليهما.. عقيدتنا وأمننا، والمملكة -كعادتها دائمًا- تسعى إلى توفير أفضل المعدات الدفاعية لقواتها المسلحة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والمملكة وشعبها، وسنتواصل ونتشاور ونشتري معدات دفاعية من دول صديقة بما فيها روسيا”.
الموقف الأميركي
وزير الدفاع الأميركي، صرح أن القرار التركي، بالحصول على أنظمة روسية مضادة للطائرات ومضادة للصواريخ، يقلق الولايات المتحدة.
فيما حذر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، من أنه لا توجد ضمانة لعدم تعرض نيودلهي لعقوبات أميركية، في حال قيامها بشراء أسلحة جديدة من روسيا.
حيث تبنى الكونغرس الأميركي عام 2017، قانونًا بدعم من الجمهوريين والديمقراطيين، بغرض معاقبة روسيا وفرض عقوبات اقتصادية على كل كيان أو بلد يبرم عقود سلاح مع شركات روسية.
مساعد وزير الدفاع الأميركي راندال شريفر، شدد أن كل من يتعامل مع روسيا بشأن هذه المنظومة، لن يتم استثناؤه من العقوبات المفروضة على روسيا، وأن أنظمة التسلح هذه تثير البلبلة لا أكثر، داعيًا كافة الدول الحليفة، للبحث عن بدائل أفضل.