شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

“نور عثمانية” بإسطنبول.. أول مجمع تزينه فنون العمارتين الغربية والشرقية (تقرير)

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

يعدّ مجمّع وجامع “نور عثمانية” في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية أول بناء عثماني على طراز العمارة الباروكية الشبيهة بالعمارة الغربية، وهو لا يزال يحافظ على رونقه التاريخي منذ 263 سنة، جامعًا بين العمارتين الغربية والشرقية.

تم بناء هذا المجمّع وفق الفن الغربي كنتيجة للعلاقات الدبلوماسية والثقافية والتجارية المتزايدة بين الدولة العثمانية (1299- 1923) والعالم الغربي في القرن الـ18 الميلادي، وكان بمثابة بداية ظهور تأثير العمارة الأوروبية في إسطنبول، عاصمة العثمانيين.

إلا أن المعمارين، الذين أشرفوا على بناء المجمّع، لم يكتفوا بنسخ فن العمارة الباروكية الغربية كما هو، بل غيروا فيه، بما يتناسب مع ثقافة بلادهم، وأضافوا إليه شيئًا من فن العمارة العثماني.

والعمارة الباروكية هي أسلوب البناء في عصر الباروك، الذي بدأ في إيطاليا أواخر القرن السادس عشر، واهتمت هذه العمارة بشكل الكتل والألوان البراقة، التي تنوعت بين القرمزي والذهبي والأخضر.

** محتويات متنوعة

بداية إنشاء مجمّع “نور عثمانية” كانت مع أمر السلطان العثماني محمود الأول (1730-1754) ببناء الجامع، الذي يحمل اسم المجمّع نفسه، سنة 1748.

اقرأ أيضًا:   تركيا.. تفاصيل العثور على شاب سعودي فُقد في إسطنبول

عقب وفاته في سن مبكرة، أتم بناء الجامع، سنة 1755، السلطان عثمان الثالث.

وبُني الجامع من جانب المعمارين اليوناني سيمون والعثماني مصطفى آغا، على التلة الثانية من تلال إسطنبول السبعة.

يقع المجمّع بمحازاة السوق المسقوف (البازار الكبير) الشهير في إسطنبول، ويضم المجمع، قصر السلطان، سبيلين مياه، مكتبة، مدرسة، ضريح، بيتًا للطعام ودكاكين.

وفي عام 2016، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المجمّع ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي.

وخضع المجمّع لعملية ترميم شاملة بين عامي 201 و2017، من جانب مديرية الأوقاف في إسطنبول.

** جامع ومدرسة

نظرًا لبنائه وفق فن العمارة الغربي، فإن الزائر للجامع لا يرى فيه الزخارف العثمانية المعتادة في باقي الجوامع العثمانية بإسطنبول.

يغطي الجامع قبة قطرها 25.50 مترًا، وتتوسطه الآية الكريمة: “الله نور السماوات والأرض” (الآية 35 – سورة النور).

وحل محل الفناء مستطيل الشكل، الذي يسبق قاعة الصلاة في المساجد العثمانية التقليدية، فناء متعدد الأضلاع يحتوي على أروقة.

أحد المعالم المهمة الأخرى في الجامع التاريخي هو المحراب مضلّع الشكل، ونمط تغطيته بنصف قبة.

اقرأ أيضًا:   "قُمامة" إسطنبول تنتج كهرباء تكفي حاجة مدينة كاملة

وفي نهاية الجهتين الشرقية والغربية لرواق المتأخرين عن الصلاة، تبرز مئذنتان، لكل منهما شرفتان ومخروط حجري استُخدم لأول مرة في العمارة العثمانية في هذا الجامع.

وكتب الآيات والكتابات على جدران الجامع وأقسامه الأخرى، أشهر وأمهر خطاطي ذلك العصر.

ومن هؤلاء الخطاطين: علي بن مراد، كاتب زاده محمد رافي، الشيخ محمد راسم أفندي، سيد عبد الحليم، مومجو زاده محمد بن أحمد ويحيى فخر الدين.

ولعلّ أحد أهم وأبرز المظاهر لفتًا للانتباه في الجامع هو استخدام عناصر غربية معتمدة حديثًا، بدلًا من الأنماط الكلاسيكية للعقود وتيجان الأعمدة.

ويُلاحظ الزائر للجامع الإفراط في استخدام العقود الدائرية والعناصر المنحنية واللولبية على شكل حرفي C وS، إضافة إلى الرسومات المدورة وأعمال الحفر.

ويضم المجمع أيضًا ضريح السلطانة شيهسوار، والدة السلطان العثماني، عثمان الثالث.

وتشمل المدرسة، الواقعة جنوب غربي المجمُع، 12 غرفة تحيط بالفناء المتوسط للجامع، وهي تعكس فن العمارة العثمانية التقليدية.

** مجمّع فريد

وقال الدكتور أراس نفتشي، أستاذ مساعد في كلية العمارة بجامعة إسطنبول التقنية، إن مجمّع “نور العثمانية” هو آخر مجمّع كبير بُني في العهد العثماني.

اقرأ أيضًا:   إسطنبول تحتضن مؤتمرا عن دور المنهاج النبوي في صناعة السلام

وأضاف نفتشي، في حديث للأناضول، أن المجمّع على رأس الآثار المعمارية الرائعة.

وحول سبب بنائه وفق فن العمارة الباروكية، قال الأكاديمي التركي إن الدولة العثمانية شيدت أبنيتها طوال 250 عامًا وفق النمط الشرقي التقليدي، وارتأت بعدها الحاجة إلى فن معماري جديد، لذا اختارت الفن الغربي.

وشدد على أن الدولة العثمانية لم تستنسخ العمارة الباروكية الغربية، بل مزجت فيه طرازها المعماري الخاص بها، لذا أنتجت فيما بعد “العمارة الباروكية العثمانية”.

وعن تسمية المجمع بـ “نور عثمانية”، قال نفتشي إن السبب يعود إلى اسم الدولة العثمانية من جهة وإلى اسم السلطان عثمان الثالث الذي أتم بناء المجمّع من جهة أخرى.

وقال إن جامع “نور عثمانية” لا يقل عظمة وأهمية عن جامع السليمانية في إسطنبول، وإن خطوة بنائه مثلت “إثباتًا للوجود العثماني وحركة إحياء”.
وختم الأكاديمي التركي بالتشديد على أنه رغم الانتقادات التي وجهت إلى بناء الجامع، لتقليده فن العمارة الغربية، إلا أنه كان ولا يزال من أبزر وأهم الآثار المعمارية العثمانية.

الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *