تذكرون مقتحمي نهائي كأس العالم المناهضين لبوتين؟ يبدو أن عقابهم الفعلي بدأ، أحدهم “سُمم” وفقدَ بصره ونطقه!
قالت صحيفة «بيلد» الألمانية إن الناشط البارز المناهض للكرملين بيوتر فيرزيلوف وصل إلى برلين على متن طائرة طبية خاصة، السبت 15 سبتمبر/ أيلول 2018، بعد تعرضه لأزمة صحية، ونقله إلى مستشفى في موسكو الأسبوع الماضي.
وأشار أعضاء من جماعة «بوسي رايوت-Pussy Riot» الاحتجاجية، التي سبق أن تعاون معها فيرزيلوف، إلى أنه ربما جرى تسميمه.
وذكرت الصحيفة الألمانية أن الناشط الألماني سيُنقل إلى عيادة في برلين، لم يتم الكشف عن اسمها، لتلقي العلاج. ونقلت عن أفراد أسرته قولهم إنه فقدَ بصره وقدرته على الكلام والمشي.
وقالت زوجته ناديشدا فيرزيلوف للصحيفة: «أعتقد أنه تم تسميمه عن عمد. كانت محاولة لتخويفه أو قتله».
واقتحم فيرزيلوف، (30 عاماً)، مع 3 نساء من «بوسي رايوت» الملعب فترة وجيزة، خلال المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم بموسكو، في يوليو/تموز 2018، وهو أيضاً ناشر لموقع إلكتروني روسي يركز على انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا.
وفي وقت سابق من الأحد 16 سبتمبر/أيلول 2018، قالت فيرونيكا نيكولشينا، الناشطة في جماعة «بوسي رايوت»، إن حالة فيرزيلوف بدأت بالتحسن منذ وصوله إلى برلين لتلقي العلاج، مشيرةً أيضاً إلى أنها تعتقد أن زميلها تعرض للتسميم.
وقالت نيكولشينا، الموجودة بغرفة فيرزيلوف في المستشفى: «لقد تحسّن، كل شيء على ما يرام. الأطباء هنا رائعون».
ولم يرِد تعليق بعدُ من مستشفى شاريتيه في برلين، وهو أكبر مستشفى جامعي بأوروبا، الذي من المعتقد أن فيرزيلوف يتلقى فيه العلاج.
من هنَّ نساء Pussy Riot؟
هنّ فرقة نسائية موسيقية، مناهضة لبوتين وسياسته؛ في رصيدها أغنيات كثيرة مثيرة للجدل، نظراً لأنها جميعها تحمل قضايا سياسية واجتماعية معيّنة، وازدادت شهرتهن عندما اقتحمن ملعب نهائي كأس العالم الذي كانت تبثه وسائل إعلام العالم.
وكان مراسل صحيفة Financial Times في موسكو Max Seddon قد نشر عبر موقع «تويتر» تغريدة، تتضمّن فيديو من داخل تحقيق الشرطة الروسية مع فيرزيلوف، الذي ظهر مع وزميلته فيرونيكا يتعرّضان لمساءلة شديدة اللهجة من المحقّق؛ وبحسب Seddon، فإن المحقّق كان يصيح بوجههما قائلاً: «تنشرون هراءكم في كل أنحاء روسيا، نعم؟ من المؤسف أننا لسنا في العام 1937» (بالإشارة إلى حملة «الإرهاب الكبير»، حين قام ستالين بإعدام ما لا يقلّ عن 750 ألف شخصٍ من معارضيه).
وحكمت روسيا على أعضاء الفرقة الذين اقتحموا الملعب بالسجن 15 يوماً، واعتراضاً على قرار سجنهم، أصدرت الفرقة أغنية جديدة حول «الشرطي الجيّد» – كما أشار حساب الفرقة الرسمي على «تويتر» – ومن خلال صفحتهم الرسمية عبر «يوتيوب»، طالبوا بإطلاق سراح الأعضاء الأربع، وكانت لهم سلسلة مطالب أخرى، هي كالتالي:
– إطلاق سراح أوليغ سينتسوف وكلّ المعارضين الروسيين. وسينستوف هو معارضٌ كان رافضاً ضمّ روسيا إلى منطقة شبه جزيرة القرم في العام 2014، فسُجن وحُكم عليه بالسجن 20 سنة بتهمة «التآمر لارتكاب أعمال إرهابية» في العام 2015. وكان سينتسوف نفى الاتهامات الموجهة إليه، ودخل في إضرابٍ عن الطعام منذ منتصف مايو/أيار الماضي.
– عدم زجِّ الناس في السجون بسبب إعجابٍ على منشورٍ. أو إعادة نشر تغريدة.
– إيقاف الاعتقالات الجماعية خلال التجمّعات السياسية.
– التوقف عن التعرُّض للمحامي Alexei Navalny، وهو ناشطٌ سياسي بارز جداً – لعلّه الأشهر – من خلال معارضته لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقد قاد الاحتجاجات على مستوى البلاد ضدّ الحكومة الروسية، وكان يسعى إلى تحدّي بوتين في صناديق الاقتراع. لكن السلطات الروسية منعته من تقديم ترشيحه في انتخابات العام 2018، بسبب إدانته بـِ «اختلاس الأموال»، التهمة التي نفاها نافالني وأشار إلى تلفيقها منعاً لترشّحه.
– إلغاء المادة 228 من القانون الجنائي الروسي، والتي تتحدث عن التطرّف.
– حرّية التعبير عن الرأي في روسيا.
– إعطاء رخصة إنشاء تلفزيون خاص بوسيلة إعلامية معارضة تُدعى Mediazona.
عربي بوست