خطة جديدة ستحقق النصر لتركيا في “الحرب الاقتصادية”
حققت تركيا إنجازات هامة في الكثير من المجالات على مدى 16 عامًا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان. تحقق النجاح الأكبر على الصعيد السياسي، فقد حرر أردوغان تركيا من وصاية الغرب، ووضع حدًّا لخضوعها له طوال 200 عام.
النجاح الذي تحقق على الصعيد الاقتصادي هام أيضًا. فعندما استلم حزب العدالة والتنمية زمام الأمور عام 2002 كان الاقتصاد منهارًا، والبلد غارق في الديون، ومرتبط بصندوق النقد الدولي، إلى حد أنه فقد استقلاله السياسي.
لم يكن من السهل أبدًا إنعاش الاقتصاد التركي وإيصاله إلى درجة إقراض صندوق النقد الدولي. هذا الإنجاز يستحق أن يُسجل كقصة نجاح على سطور التاريخ.
حتى في ظروف “الحرب الاقتصادية” التي أعلنها الغرب اليوم، لم يشهد الاقتصاد التركي أزمة، وواصل نموه. وهذا مؤشر نجاح هام. لكن قصة النجاح لم تُستكمل بعد على الصعيد الاقتصادي.
ما زالت حملة “التنمية” المؤجلة منذ عهد الدولة العثمانية حتى اليوم من أكبر العوامل التي تعرقل مسيرة تركيا. حتى نصبح في مصاف القوى الكبرى يجب أن نحل المشاكل الاقتصادية.
خلافاتنا السياسية مع الفاعلين الدوليين تفرض علينا ضرورة حل المشاكل المؤجلة في الاقتصاد بأسرع وقت. لا يمكننا أن نؤجل أكثر الانتقال إلى نموذج يعتمد على الإنتاج.
ولأن الدولة تدرك هذه الحقيقة استنفرت جميع الإمكانيات المتاحة. في الواقع، أهداف عام 2023 هي خطة تنمية جدية على المدى المتوسط. نجح أردوغان خلال 16 عامًا في إدارة الاقتصاد دون تعريضه لأزمات.
أمس الأول أعلن وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيرق “الخطة الاقتصادية الجديدة”، وذكر أنها تعتمد على أسس رئيسية ثلاثة هي التوازن والانضباط والتغيير.
وبحسب ألبيرق فإن مرحلة توازن اقتصادية ستبدأ في العام الحالي، وتستمر في الفترة ما بين 2019 و2021. ووفقًا للخطة الجديدة سيكون النمو الاقتصادي 2.3 في المئة عام 2019، و3.5 في المئة عام 2020، و5 في المئة عام 2021.
يمكننا اعتبار المشاكل التي نواجهها في فترة يعاني العالم فيها من أزمة سياسية واقتصادية، “إنذارًا مبكرًا”. أن تكونوا قوة عالمية فهذا يعني زيادة في عدد أعدائكم.
تحاول القوى العظمى عبر “الحرب الاقتصادية” وقف تركيا الساعية لتصبح قوة فاعلة على الصعيد العالمي والإقليمي. والطريق لتجاوز هذه المرحلة يمر عبر إيجاد حلول جذرية للمشاكل المؤجلة في الاقتصاد، وتسطير قصة نجاح جديدة.
كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس