أمر ملفت و هام في زيارة أردوغان لألمانيا
يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا بعد الولايات المتحدة مباشرة، بدعوة جاءت من برلين. تتمتع الزيارة بأهمية كبيرة على صعيد تطبيع العلاقات بين البلدين.
تأتي ألمانيا في طليعة البلدان التي استهدفتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. والهجوم الاقتصادي على تركيا شكل تهديدًا بالنسبة لألمانيا أيضًا.
تخلصت ألمانيا من مخاوفها بشأن اللاجئين السوريين عام 2016 بمساعدة من تركيا. والآن شعرت بالمخاوف نفسها بخصوص إدلب. كان وقف تركيا الهجوم المنتظر على إدلب ذا أهمية قصوى بالنسبة لبرلين.
عقب انتخابات يونيو/ حزيران في تركيا، بدأ الحديث عن زيارة أردوغان إلى ألمانيا في سبتمبر/ أيلول الجاري. هناك تيار في الإعلام الألماني مناهض لتركيا لم يتوقف عن مهاجمة الزيارة.
حتى أن إحدى الصحف وجهت نداءً إلى الألمان دعتهم فيه للخروج إلى الشارع والاحتجاج على زيارة الرئيس التركي.
هذا التيار موجود دائمًا في ألمانيا. لكن السياسة المناهضة لأردوغان التي اتبعتها الحكومة الألمانية بعد عام 2015، كانت عابرة.
يمتلك البلدان الآن قواسم مشتركة هامة، يأتي في طليعتها الهجمات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسوريا.
خطوط حمراء بالنسبة لتركيا
بطبيعة الحال، امتلاك تركيا علاقات جيدة مع ألمانيا أمر في غاية الأهمية، لكن في المقابل لدى تركيا خطوط حمراء لا ترضى بتنازلات فيها.
ألمانيا كانت الجانب الذي أوصل العلاقات إلى ما هي عليه اليوم. بدأت هجومًا على تركيا بادعاءات حول الديمقراطية وحرية الصحافة.
شهدت تلك الآونة تطورات لم تكن في صالح تركيا كالموقف الألماني من استفتاء 16 أبريل، ومكافحة “بي كي كي” و”غولن”، وانتخابات 24 يونيو. حاليًّا ينصب تركيز البلدين على المنافع التي ستتحق من إصلاح العلاقات المتدهورة.
3 مطالب هامة من ألمانيا
هناك عدد من المطالب تريدها تركيا من ألمانيا، يأتي في طليعتها تسليم الفارين من عناصر تنظيم غولن المقيمين على الأراضي الألمانية إلى تركيا، وعدم السماح بأنشطة إرهابيي “بي كي كي” في ألمانيا، ورفع الفيتو الألماني على تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.
وبالمناسبة، هناك تفصيل ملفت للنظر بخصوص زيارة أردوغان إلى ألمانيا.
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير هو من وجه الدعوة شخصيًّا إلى أردوغان لزيارة بلاده.
بحسب رئيس مؤسسة البحوث التربوية والعلمية التركية الألمانية فاروق شان، كان الحديث يدور عن زيارة شتاينماير أولًا إلى تركيا في سبيل إعادة العلاقات التركية الألمانية إلى طبيعتها.
لكن الرئيس الألماني لم ينتظر دعوة أنقرة، وكان السبّاق إلى إرسال دعوة لنظيره أردوغان. وبطبيعة الحال، كان له غاية من ذلك.
لو أن شتاينماير جاء إلى أنقرة أولًا لاقتصرت زيارته على الاجتماع مع أردوغان. بيد أنه أتاح الفرصة لإجراء مزيد من المباحثات الثنائية رفيعة المستوى من خلال دعوته أردوغان.
وبذلك سيكون بإمكان الرئيس الألماني الاجتماع بنظيره التركي، علاوة على اجتماع آخر على حدة بين أردوغان وميركل.
خطة شتاينماير هذه مؤشر على الأهمية التي يوليها الساسة الألمان لتحسين العلاقات بين أنقرة وبرلين في أقرب وقت ممكن.
طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس