طريق الحمم في تركيا.. من هنا يمر عشاق المريخ!
بتضاريسه المميزة، ومناظره الرائعة الشبيهة بسطح كوكب المريخ، يستقطب “طريق الحمم” جنوب شرقي تركيا، الكثيرين من هواة الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي.
ذلك الطريق يقع ضمن المنطقة المتعرجة المتشكلة بسبب الحمم البركانية الصادرة عن “جبل قراجا / “Karacadağ”، بين حدود ولايتي ديار بكر وشانلي أورفة، حيث أخذت المنطقة طبيعتها المتعرجة جراء الحمم البركانية، والتي يعود أقدمها إلى نحو 100 ألف عام.
وعلى ارتفاع شاهق يبلغ حوالي 1957 مترا فوق مستوى سطح البحر تقع المنطقة، كما تمتد على مساحة شاسعة تصل حتى 120 كم مربعا، وتجذب الكثير من هواة المشي أيضا، بفضل طبيعتها الغنية بالأحجار البازلتية.
ويتيح “طريق الحمم / Lav Yolu” لزواره فرصة ممارسة أنشطة عديدة أبرزها تسلق الجبال، حيث يلقى اهتماما كبيرا من هواة الرياضات الطبيعية، لما يحتويه من مئات المغارات البركانية، والكثير من الموارد المائية الطبيعية.
عن هذا الطريق قال الرياضي التركي “حاجي جيبه” الذي يزاول رياضات المشي وتسلق الجبال بشكل احترافي في المنطقة، إن المغارات في المنطقة تشكلت إثر الحمم البركانية.
وفي حديثه للأناضول، لفت إلى أن المغارات تحظى بزيارة الكثيرين من هواة الطبيعية في أيام نهاية الأسبوع على وجه الخصوص.
وأضاف أن المنطقة تتضمن مغارات كثيرة أبرزها مغارة كبيرة طولها حوالي كيلومتر واحد، وارتفاع سقفها يصل في بعض الأقسام إلى 5 أمتار.
وأشار إلى أن “أهالي المنطقة يتحدثون عن وجود آلاف المغارات هنا، وإننا تجولنا في 3 فقط منها، حيث قمنا بالتصوير فيها، ووجدنا عند نهايتها نبع ماء بارد للغاية”.
الرياضي التركي أكد أن طريق الحمم تشكل من أحجار وأتربة بشكل يجعله لا مثيل له في البلاد، حيث قال في هذا الشأن: “أعتقد أنه لا توجد أرضية مشابهة لها في تركيا، وعند النظر إليه من الأعلى ترون مناظر رائعة شبيهة بسطح المريخ”.
وأردف أن “المنطقة ملائمة جدا لتصوير الأفلام، كما أنها تعتبر مكانا لا مثيل له بالنسبة إلى هواة الطبيعة والتصوير الفوتوغرافي، حيث تحتوي على الكثير من الأماكن البكر التي تنتظر الاستكشاف”.
بدوره، أفاد أوكتاي إلك أورن، وهو من هواة الرياضات الطبيعية، بأنهم شكلوا فريقا بهدف استكشاف المناطق الطبيعية الساحرة في ولاية ديار بكر بداية، ومن ثم عموم منطقة الأناضول وسط تركيا.
وفي حديثه للأناضول، أضاف أنهم دخلوا مؤخرا إلى مغارة عمقها 400 متر بالقرب من “قراجا داغ”، فهناك العديد من المناطق “الرائعة المناسبة لرياضة المشي وسط الطبيعة، إلى جانب أماكن ومغارات كثيرة تنتظر الاكتشاف، وتعتبر هذه المناطق واحدة من بين الكثير من المناطق الطبيعية البكر”.
واستطرد: “لقد سحرني جمال المغارة عندما دخلت إليها، حيث تعتبر مكانا رائعا يستهوي عشاق الطبيعة، ففي الوقت الذي تبلغ درجة الحرارة بالخارج حوالي 35 درجة، فهي داخل المغارة نحو 4 درجات فقط”.
أما أنعام سيريك، وهي إحدى المشاركات في جولة مشي بالمنطقة فقالت للأناضول، إنها أُعجبت كثيرا بطريق الحمم البركانية، داعية كافة هواة الطبيعة والمغامرات إلى زيارته.
ولفتت إلى وجود الكثير من المناطق الطبيعية التي تستحق الزيارة والاستكشاف في محيط ولاية ديار بكر.
من جانبه، أشار مدرب التصوير الفوتوغرافي محمد قيليج أوغلو، إلى أن ولاية ديار بكر تعتبر غنية جدا بالمناطق السياحية، أهمها أسوار المدينة، والجامع الكبير، ومغارات بيركلين، وقلعة زرزوان.
وأضاف للأناضول أن منطقة الحمم البركانية على أطراف “جبل قراجا” تعد مكانا طبيعيا في غاية الجمال، داعيا الجميع إلى زيارتها واستكشافها.
الأناضول