مسؤولون صينيون يدعون بلادهم لتعزيز العلاقات مع تركيا للوصول إلى مبتغى “الحزام و الطريق”.. فما هو؟
مع التركيز القوي على أهمية تركيا في مبادرة “الحزام والطريق” متعددة الجنسيات، لفت المسؤولون الصينيون الانتباه إلى تعاونٍ أوثق مع تركيا من خلال المزيد من الاستثمارات في السكك الحديدية والموانئ البحرية إلى جانب ارتفاع حجم التجارة.
وفي الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، تخطط الصين لتوسيع التعاون السياسي والاقتصادي مع تركيا، التي تقع في الممر الأوسط لمبادرة “الحزام والطريق” (BRI) من أجل الخروج منتصرةً من الحرب التجارية الجارية. وفي زيادة الجهود لتعزيز العلاقات مع دول المبادرة، تسعى حكومة بكين إلى زيادة الاستثمارات في تركيا كجزء من المشروع الكبير. وفي هذا الصدد، دعت السلطات في الصين رجال الأعمال الأتراك والصينيين إلى القيام بمزيد من الاستثمارات مع تزايد اهتمام الصين بتركيا، وهي بوابة هامة إلى أوروبا لمشروع الحزام والطريق، في السنوات الأخيرة.
أطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 مشروعًا بمليارات الدولارات أطلق عليه “مبادرة الحزام والطريق” لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين وربط الصين بوسط آسيا وأوروبا، وهي منطقة تمتد لأكثر من 65 دولة. تتراوح التقديرات الشعبية للاستثمار الصيني في إطار المشروع من تريليون إلى 8 تريليون دولار، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
علاوةً على ذلك، يضع معهد المشاريع الأمريكية (AEI) ومتعقب الاستثمارات العالمية في التراث الصيني Heritage Chinese lobal Investment Tracker، الذي يتتبع البناء والاستثمارات الصينية في جميع القطاعات، إجمالي ما يقرب من 340 مليار دولار بين عامي 2014 و2017.
تعمل الشركات الصينية المتخصصة في قطاعات الخدمات اللوجستية والإلكترونيات والطاقة والسياحة والمالية والعقارات في تركيا على توسيع أعمالها في البلاد وزيادة عملياتها بعد إطلاق المشروع. إلى جانب ذلك، تشجع الحكومة الصينية أيضًا مواطنيها على زيارة دول المبادرة.
كجزءٍ من المشروع متعدد الجنسيات، عززت الصين استثمارات البنية التحتية والنقل في البلدان على الطريق. على سبيل المثال، تم بناء القطار السريع في إسطنبول – أنقرة، والذي يعمل منذ تموز/ يوليو 2014، ضمن نطاق الشراكة التركية – الصينية. كما تتفاوض أنقرة مع الحكومة الصينية لبناء خط سكة حديد أدرنة – كارس فائق السرعة.
وسيتمُّ دمجُ السكك الحديدية عالية السرعة أدرنه – كارس في السكك الحديدية باكو – تبليسي – كارس، والتي أصبحت تعمل في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي. هذه الشبكة المتكاملة من السكك الحديدية ستحمل البضائع الصينية إلى أوروبا بشكلٍ أسرع. ووفقًا للمعلومات التي قدمتها السلطات الصينية، فإن مدة نقل البضائع من الصين إلى تركيا ستنخفض إلى يومٍ واحدٍ بفضل شبكة السكك الحديدية الواسعة. علاوةً على ذلك، سيتم نقل البضائع الصينية إلى أقصى حدود أوروبا خلال 18 يومًا.
أكّد مدير مشروع السكك الحديدية بين الصين وألمانيا، جاو تيان، أن إسطنبول هي مركزٌ هامٌّ للمشروع. وقال تاو: “إن إسطنبول مهمة للغاية لمشروع الحزام والطريق، لذلك نرغب فى توثيق التعاون مع تركيا”. وأوضح أن مشروع طريق الحرير الحديث يتضمن خطًّا جنوبيًّا يمر عبر كازاخستان ويصل إلى باكو. وسيصل الخط من باكو إلى إسطنبول وأوروبا. وأضاف أن القطار الذي يغادر شيان يصل إلى ألمانيا في غضون 16 إلى 18 يومًا. كل يوم، ستغادر من أربع إلى خمس قطارات من شيان وسيضم كل قطار 141 حاوية.
وبالإضافة إلى النقل بالسكك الحديدية، سيتم نقل البضائع الصينية إلى الموانئ التركية عبر مشروع طريق الحرير البحري، القسم البحري في المبادرة. في أيلول/ سبتمبر 2015، استحوذت شركة كوسكو باسيفيك الصينية العملاقة لشحن الحاويات، إلى جانب شركة CMHI وشركة CICI، على ثالث أكبر ميناء في تركيا، كوموبورت Kumport، في إسطنبول، مقابل 940 مليون دولار، تمتلك الشركة بموجبها حصة 65 في المئة في الميناء.
وفي الوقت نفسه، بلغ حجم التجارة الثنائية بين تركيا والصين 26.3 مليار دولار في عام 2017. وبلغ إجمالي صادرات تركيا إلى الصين نحو 3 مليارات دولار، في حين تجاوزت وارداتها منها 23 مليار دولار.
شدّد ون جي هوي مدير الشؤون الخارجية لبلدية تشيوانتشو على أنه من المتوقع زيادة حركة شحن البضائع بين تركيا والصين. حيث قال: “نتوقع المزيد من الجسور البحرية بين تركيا والصين، والتي هي نقطة الانطلاق في طريق الحرير البحري. تشيوانتشو هو ميناءٌ مهمٌّ جدًا لبريطانيا، وهناك ميناء ذو موقع استراتيجي في مرسين. سيؤدي مشروع طريق الحرير الحديث إلى زيادة الشراكة مع تركيا”.
وأضاف ون أن الصين تتطلع إلى إقامة علاقة رابحة مع تركيا، ودعوة المستثمرين الأتراك إلى الصين. واضاف أن تشيوانتشو وحي يني شهير في مرسين، المدينة الساحلية على البحر المتوسط في تركيا، هي مدن شقيقة. وأكد ون أيضًا أنه سيكون من المفيد جدًا أن تستورد الصين السلع التي تفتقر إليها من تركيا.
ترك برس