يني شفق التركية: ابن زايد و ابن سلمان غبيّان عميلان لا يهتمان بالإسلام.. و سيهزمان أمام رجولة أردوغان
لقد خسر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد مرتين شر خسارة وسقطا شر سقوط. وقد كانت العمليات السرية التي نفذها هذا الثنائي إلى يومنا هذا في العديد من البلدان في اليمن إلى ليبيا، ومن الصومال إلى السعودية، رفعت من مستوى ثقتهما بنفسيهما وعنادهما لدرجة أنهما ظنا أن بإمكانهم فعل ما بدا لهم في المنطقة بأسرها.
فهما على أي حال كانا خلف الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وكانا يتعاونان معها ويرسمان ملامح المنطقة نيابة عنها. كانا يديران التنظيمات الإرهابية باسمها، ويرسمان ملامح السياسة الداخلية في السعودية ويتحكمان بحركة الأموال نيابة عنها. كما كانا باسم تلك الاستخبارات يوفران أماكن عمل لكياناتهم على الأرض وينفذون عمليات الاغتيال.
سيناريوهات إسقاط أردوغان
أسياد بن سلمان وبن زايد
كانت تركيا تعلم جيدا أن هذا الثنائي شارك ماديا ومعنويا في كل الهجمات التي استهدفت تركيا، ووصلت إلى ذروتها مع محاولة الانقلاب الفاشلة، وأنهما توليا عملية تنفيذ السيناريو الدولي الرامي لعزل تركيا إقليميا عن طريق تشكيل موجة قومية عربية جديدة، وأنهما شاركا بشكل فعال في المخططات الداخلية والخارجية لإسقاط أردوغان، وأن هذه السيناريوهات اضطلعت بأعمال قذرة.
بيد أن أنقرة كانت مدركة لجميع الحسابات الإقليمية، ولهذا لم تكن تتحرك وفق هذا الثنائي، محاولة التعامل مع ما يحدث وما سيحدث بعقلية أرقى، وكانت تسعى لمواجهة أسياد هذا الثنائي أكثر من الثنائي نفسه. لقد تحركت تركيا بطريقة في غاية الهدوء والانتباه حتى في مواجهة العمليات السرية التي استهدفت شخص الرئيس أردوغان. كما لم تسمح أبدا لتنفيذ الرغبة الرامية لتحريضها من جانب هذين الرجلين اللذين فقدا صوابهما.
لورانس القرن الحادي والعشرين
لن تستطيعا إيقاف تركيا
دعونا نقولها صراحة إن بن سلمان وبن زايد يعتبران ممثلي الخريطة الثانية لإعادة رسم ملامح المنطقة عقب الحرب العالمية الأولى. إنهما نموذجان معاصران من لورانس العرب. لا يهتمان بشأن القدس ولا مكة ولا المسلمين ولا الإسلام ولا التاريخ أو الجغرافيا. ففي الوقت الذي بدآ فيه تنفيذ المخطط الإقليمي للبعض أقدما على مبادرات من شأنها أن تفتح الطريق أمام حتى أمام تدمير السعودية.
وللوصول إلى هذا المأرب مولا الإرهاب في سوريا والعراق واليمن وحتى داخل تركيا وزودوه بالسلاح وشاركا في ارتكاب الجرائم. إنهم أكبر ممولي ممر الإرهاب شمال سوريا، كما يحاولان، بطرق خاصة بهما، إيقاف نفوذ تركيا عند نقطة ما. بيد أن ذلك المخطط ليس من وضعهما، بل ما هو إلا جبهة من جبهات حسابات تمزيق العالم الإسلامي. لقد صدرت إليهما تعليمات بـ”إيقاف التوسع التركي”، فصدقاها وأيداها بغبائهما.
هدف أردوغان:
تلقيا ضربة موجعة في عفرين
ولهذا السبب فإن بن سلما وبن زايد هما من تلقيا الضربة الأكبر من عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون أكثر من بي كا كا وأمريكا وإسرائيل. وأما العمليات الجديدة في شرق الفرات فستنزل عليهما ضربات أكبر. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن حتى أسيادهما لم يقدروا على تركيا وكذلك الكفاح الذي نخوضه في هذا المجال منذ عشر سنوات، سيرى الجميع أن الحسابات القذرة للأميرين لن تتمكن من الوصول إلى أي مكان.
أعلن أن هذا الثنائي آذى الرئيس أردوغان كثيرا، وأنهما ارتكبا الكثير من أفعال الشر. كما أنني أكتب مقالات للفت الانتباه إلى هذا الخطر منذ عام ونصف العام منذ أن كان أحدا لا يعلم شيئا عن هذا الأمر. كتبت أكثر من مرة أقول “سيفشلان إن عاجلا أو آجلا وستكون نهايتهما أليمة”. وهو ما يتحقق حاليا.
كانوا يضعان مخططات لـ”معارضة” و”تدخل” جديد في تركيا
كانوا يحاولان هذه الأيام، بالتعاون مع أسيادهما، وضع أساس “معارضة وتدخل جديد” داخل تركيا. وللأسف فإن بعضنا سقط في هذا الفخ، عن قصد أو غير قصد، لكنه لا يزال غير مدرك لذلك. وكنت أشعر بالحزن الشديد لأن البعض “من داخلنا” يهلك نفسه بالتفكير في الحسابات الضيقة والسيناريوهات المغرضة بالرغم من الكفاح الكبير الذي تخوضه بلادنا وتصفية الحسابات الكبرى التي يشهدها العالم حاليا.
والآن بدأت العاصفة تهب باتجاههم، وانفجرت بعض الأشياء مع واقعة خاشقجي. وسنتابع من الآن فصاعدا هذه الأجندة السرية بشكل أكثر دقة.
حصانا طروادة استسلما في واقعة خاشقجي
لقد انتهى الطريق بالنسبة لهما
لقد خططا لقتل معارض في قلب إسطنبول بطريقة وحشية من أجل النيل من تركيا والتقليل من مكانتها والانتقام منها والحيلولة دون أن تكون أراضيها ملاذا آمنا للمعارضين العرب والمسلمين. لقد فشلا في ذلك وفضحا على الملأ، بل لم يتمكنوا حتى من ستر هجميتهما. كما فشلا في تنفيذ مخططات أسيادهما من رجال الاستخبارات الإسرائيلية بحذافيرها.
لقد سخرا عشرات الأشخاص والطائرات والسيارات من أجل شخص واحد. نصبا الفخ لخاشقجي داخل قنصليتهم. لكن كل شيء كشف وفشلا في التستر على جريمتهما. لم يكفيهما أكثر رجالهما ثقة وتكتيكات الاستخبارات الإسرائيلية وخبرة المخابرات المصرية في مجال الجرائم.
لقد سقط الزعيمان، حصانا طروادة، منفذا مشاريع تدمير المنطقة. ولا شك أن مصائبهما في الماضي ستكشف كذلك عقب واقعة خاشقجي، ليكشف النقاب عن أعمال الشر التي أقدما عليها ضد تركيا وفي المنطقة. ولن تتركهما هذه الملفات طيلة حياتهما، فستلتصق بهما الجرائم والاغتيالات والعمليات السرية وحركات الأموال.
تركيا تحصل على ورقة رائعة
إدارة وسائل الإعلام ممتازة
لقد نجحت تركيا حتى اليوم في المحافظة على صمتها وتعقلها ورزانتها، وها هي تحصل على ورقة مهمة للغاية من أجل الانتقام لملف جرائم زعيمي الخليج المعادي لها ولقائدها أردوغان. لقد حصلت على معلومات مؤثرة للغاية لمواجهة الشر والعداوة. وألاحظ كذلك أن وسائل الإعلام في الولايات المتحدة والعالم تتلقى معلومات مؤثرة جدا حول الواقعة.
تدير تركيا حملة إعلامية جادة للغاية. كما أن الحكومة تتصرف بمنتهى الحذر والذكاء بعدما رأت إلى أين ستؤول الأمور وكيف ستجبر هذه الواقعة كلا من بن سلمان وبن زايد على الاستسلام. فنحن أمام طريقة عقلانية لإدارة الأمور.
سيمارس البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية، وكذلك وسائل الإعلام والأوساط السياسية حول العالم، ضغوطا شديدة على هذين الزعيمين. وربما يكونان قد وصلا إلى نهاية الحلم لتبدأ المناقشات حول ملفات جرائمهما والادعاءات والأدلة وطرق المحاكمة الدولية.
سيكونان أسيرا الشرور
ينبغي لتركيا محاسبة المتورطين
ينبغي لتركيا، بهذه الطريقة، محاسبة بن سلمان وبن زايد على ما فعلاه. يجب محاسبتهما على الجرائم التي ارتكباها ضد بلدنا. والأهم من ذلك هو أن عليها توجيه الجميع والكشف عن إمكانية إنقاذ المنطقة بأسرها من شرور هذين الرجلين اللذين فقدا صوابهما.
يعتقدان أن بإمكانهما فعل كل شيء وشراء أي شخص بالمال، ويظنان أنه في حالة زوال المال فإنهما يستطيعان مواصلة الطريق عن طريق التهديد والابتزاز. وربما يريان هذه المرة أن الأمور ليست كما يظنان. لقد وصل الزعيمان إلى نهاية الطريق، على أن يصطدما بالجدار ويصيرا أسيرين لشرورهما إن عاجلا أو آجلا.
ملفاتنا جاهزة!
الجميع في المكان ذاته بعد قرن من الزمان
إن ملفنا جاهز. لن نحملهما مسؤولية واقعة خاشقجي وحسب، بل كذلك مسؤولية الكثير من الأحداث بما في ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو وتمويل الإرهاب ضد تركيا وتسليح بي كا كا وداعش والحرب التي يديرانها ضد تركيا في شمال سوريا وشراكتهما في الهجمات الدولية التي تضمنت محاولة اغتيال الرئيس أردوغان.
ولنر جميعا ماذا تعني مجابهة تركيا وخوض حرب سرية ضدها!
لقد أقدم النموذجان المعاصران من لورانس العرب في القرن الحادي والعشرين على تصفية الحسابات مع تركيا التي تحاول لم شمل المنطقة. الجميع في المكان ذاته بعد قرن من الزمان، لكنهم وضعوا حساباتهم بطريقة خاطئة. فبعد مائة عام نحن نسير نحو القمة، وأما هم فنحو الهاوية، أي أنهم سيسخرون.
إبراهيم قراغول – رئيس تحرير يني شفق العربية