تركيا.. مدرسة من العهد السلجوقي بقيصري تداوي جرحى السيف والحب معا
ما زالت مدرسة “جوهر نسيبة” التاريخية، التي بنيت عام 1206 على اسم ابنة السلطان السلجوقي “قلج أرسلان الثاني”، تروي لزوّارها قصص العلاج الذي وفّرته لجرحى السيف والحب معا.
وتعد المدرسة التي أنشئت من قبل “غيث الدين” بناء على وصيّة أخته الصغرى السلطانة “جوهر”، وهي عبارة عن مجمع يضم أيضا مسجدا وبيمارستانًا (مستشفى)، من أوائل المدارس التي لجأت إلى علاج المرضى القادمين إليها باستخدام الموسيقا كأداة طبية في معالجة جرحى الحب.
وعن تاريخ المدرسة، أفاد “فهمي غوندوز”، مدير المتحف الوطني بمدينة قيصري، للأناضول، بأنّها أنشئت بين عامي 1205 و1206، ولا زالت تستقبل الزوّار حتى يومنا هذا، لكن كمتحف يزوّد زوّاره بمعلومات وقصص عن تاريخ الإمبراطورية السلجوقية.
وأضاف غوندوز، أنّه -حسب الروايات التاريخية- وقعت السلطانة جوهر في حب قائد عسكر القصر الذي تعيش فيه، ليعلم بحبّها أخوها غيث الدين، الذي بدوره أرسل قائد العسكر إلى الحرب، واعدا إياه في حال أثبت حنكته العسكرية بتزويج أخته له.
وتابع غوندوز: “إلا أنّ قائد العسكر يعود أدراجه من الحرب متعرّضا لإصابة في جسده، الأمر الذي يؤدي بجوهر إلى الإصابة بمرض السل؛ إثر حزنها الشديد على حبيبها المصاب، ليزورها -وهي على فراش الموت- أخوها غيث الدين معربا لها عن ندمه جرّاء إرساله حبيبها إلى الحرب، سائلا إياها عن آخر أمنية لها”.
ووفقا للروايات فإنّ السلطانة جوهر طلبت من أخيها إنشاء مدرسة باسمها، ومن الميراث الخاص بها، قائلة له: “أنشئ مدرسة لعلاج جرحى السيف والحب معا”.
وذكر غوندوز أنّ المبنى التاريخي للمدرسة حافظ على شكله الأصلي حتى تاريخ 1890، لافتا إلى أنّ أطباء مشاهير تخرجوا من المدرسة التي تفرّدت بعلاج الجرحى بوسائل فريدة مثل الموسيقا والألوان.
وأوضح غوندوز أنّ أهميّة المدرسة تكمن في كونها كانت تُعنى بعلاج الجرحى الذين يقبلون إليها، من دون التمييز في عرقهم أو لغتهم أو دياناتهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ بلدية ولاية قيصري أجرت عام 2014 ترميمًا للمدرسة التي تستخدم اليوم كمتحف، ويبلغ عدد زوّارها 100 ألف زائر تقريبا كل عام.
وتحتوي المدرسة على 36 غرفة يتم فيها استعراض المستلزمات والأدوات الطبية التي كانت تستخدم؛ حيث يبلغ إجمالي عدد القطع الآثارية التي تستعرضها ما يقارب 611 قطعة.
ويشتمل المتحف على مدرسة تعليمية، وغرف طبابة، وحمام، ومسجد؛ حيث تبلغ مساحته ما يقارب ألفين و800 متر مربع.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مدرسة “جوهر نسيبة” تحتوي بالإضافة إلى الأقسام الأثرية، التي تستعرض المئات من المستلزمات الطبية الأثرية التي استُخدمت في الحقبة السلجوقية، على أقسام مجهّزة بمظاهر تكنولوجية.
الأناضول