شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

الجزيرة: التكتيك التركي في قضية “خاشقجي” سيتغير نتيجة التلكؤ الغربي

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

تناول تقرير موسع لشبكة “الجزيرة” ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الجمعة، حول توصل جهاز الاستخبارات الأمريكي (CIA) إلى أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأشار التقرير إلى وجود “مجموعة عبارات وجمل كانت بمثابة خيوط استفاد منها جهاز الاستخبارات الأمريكي إضافة إلى أدلة أخرى من مصادر عدة، جعلته ينتهي إلى خلاصة واضحة كشمس الرياض في منتصف يوليو/تموز، ونشرتها كبريات الصحف الأميركية ليلة الجمعة، مفادها أن الآمر ببدء عملية تصفية خاشقجي وبالطريقة الشنيعة التي تمت، هو ولي العهد السعودي”.

وحسب تقرير الجزيرة، فإن “الخيط الأول كان في بداية القصة، حين طمأن السفير السعودي لدىواشنطن خالد بن سلمان، جمال خاشقجي بالذهاب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، لإنهاء المتطلبات الرسمية الخاصة بالزواج من غير سعودية، فكانت عبارات الطمأنة تلك دافعا للصحفي المغدور للتصديق والتوجه فعلا إلى إسطنبول، لتكون بمثابة الخطوة الأولى للاستدراج ثم التصفية، وفق خطة تم الإعداد لها، وهي الخطة التي أكدتها الرواية السعودية السادسة على لسان المتحدث باسم النيابة العامة قبل أيام”.

ثم تأتي عبارة رئيس فريق الاغتيال ماهر مطرب في اتصاله ببدر العساكر: “أبلغ رئيسك أن المهمة انتهت” لتكون خيطا آخر يؤدي لكشف الكثير من الخفايا، ولتؤكد إحدى المعلومات الصوتية التي حصل عليها جهاز “سي آي أي” من نظيره التركي، ومن ثم ربطها ببقية الاتصالات التي تم رصدها، وما تم تسريبه من معلومات حول ما جرى داخل القنصلية في القصة المعروفة، حتى أدت إلى الاستنتاج النهائي للجهاز.

اقرأ أيضًا:   السعودية بدأت بالاعتراف بأدلة الجريمة.. و تسعى لتحميل "الدولة العميقة" المسؤولية

وأضافت الجزيرة: “إن جهازا بخبرة وعراقة “سي آي أي” لا يمكن أن يصل لخلاصة دقيقة واستنتاج كالذي تم تسريبه للصحف الأميركية دون أن يكون على درجة عالية من الثقة في مصداقية المعلومات التي حصل عليها، سواء عبر مصادره المتنوعة أو تلك المعلومات الصادمة التي حصل عليها عبر مديرة الجهاز جينا هاسبل أثناء زيارتها لتركيا أواخر أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

أما التساؤل بشأن هذا التسريب ولماذا تم، فلا شك أنه ما تم إلا رغبة في قطع الطريق أمام أي محاولة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإدارته مع إدارة جهاز الاستخبارات، لتسوية القضية عند مستوى معين لا يمس بن سلمان، حليف ترامب الذي يحاول منذ البداية أن يطيل من أمدها، رغبة في أن يحدث نوع من الفتور التدريجي لتحقيق ما يطمح الطرفان إليه -ترامب وبن سلمان- وهو دون شك: الإبقاء على الأخير من بعد التضحية ببعض من وردت أسماؤهم في لائحة الاتهامات، وعرفهم القاصي والداني حول العالم.

اقرأ أيضًا:   معارض سعودي: وصية خاشقجي أن يدفن بالبقيع في المدينة

لكن يبدو أن ترامب -بعد انتخابات الكونغرس الأخيرة- فقد الكثير من الزخم الذي كان عليه في السنتين الماضيتين، وبدأ يشعر أن الأمر أقرب إلى أن يخرج عن سيطرته وقدرته في حماية حليفه، خاصة أن ما تم تسريبه من معلومات من الجانب التركي وانتشر في كافة أنحاء العالم، أضعف كثيرا من قدرة ترامب على ممارسة دور الحامي.

وربما كانت محاولاته السابقة حتى اليوم، إنما هي لإتاحة الفرصة أن يأتي من ينهي قضية خاشقجي من الداخل السعودي، وبشكل مقبول دوليا، كي لا يفقد الدولة السعودية حتى إن اضطر للتضحية بحليفه الذي دافع عنه بكل ما يملك من صلاحيات وقدرات.

ولكن لأن العالم كله أمسى يعرف عن القضية أكبر وأكثر مما يمكن أن تخفيه الحكومة الأميركية أو حتى جهاز الاستخبارات، صار بالتالي لزاما عند الإستراتيجيين الأميركيين في كافة المؤسسات الأميركية، عدم التضحية بصورة الدولة الأميركية وتشويهها أكثر مما تم، في قضية هي في حكم الخاسرة وتنتظر اللحظة الحاسمة لنهاية منتظرة.

اقرأ أيضًا:   أردوغان غاضب: على القنصلية السعودية إثبات خروج "خاشقجي" منها

وفي الجانب التركي، يبدو أن المعلومات التي سلمها إلى عدة حكومات أوروبية فضلا عن الحكومة الأميركية وكذلك السعودية، لم تسفر عما كان يأمل من نتائج، فهكذا عرف الحكومات وكذلك أجهزة الاستخبارات، تأخذ الكثير ولا تعطي إلا القليل من الملموس والمأمول.

ويبدو أن التكتيك التركي سيتغير نتيجة ذلك التلكؤ الغربي الرسمي، بأن يتم الضغط بفعالية أكثر جدوى في الأيام القادمة، عبر إشراك كبريات وسائل الإعلام في أميركا وأوروبا، وتزويدها بمعلومات ستكون بمثابة الفقرة الأخيرة في قصة خاشقجي، ليقين تركيا أن الإعلام الغربي -ولا سيما الأميركي- له من القوة والتأثير ما يغير مشاهد كثيرة على المسرح السياسي العالمي.

ولعل إعلان صحيفة واشنطن بوست رفع راية التحدي ومواصلة البحث عن القاتل الحقيقي لأحد عناصرها، مما يشجع الأتراك على المضي قدما في القضية، ودفع الداخل الأميركي لعدم قبول تمرير قضية خاشقجي كما يحلو لبعض الساسة الملتفين حول الرئيس، واستكمال التحقيق في القضية من بعد أن يتم الاتفاق على آليات وخطوات بين كل الأطراف ذات الصلة، على ألا تنتهي القضية وتُسجل ضد مجهول على غرار بعض الأفلام العربية.

ترك برس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *