شراب أرجيفيت الأصلي لزيادة طول الأطفال

أكاديمي تركي: اليمن ضحية الصراع السعودي الإيراني والأطماع الإماراتية

ستايل تورك | أرخص أسعار للمنتجات التركية في العالم

قال البروفسور محمد علي بيوك قرة، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإسلامية بجامعة “إسطنبول شهير” (خاصة) التركية، إن اليمن راح ضحية للصراع السعودي الإيراني، والأطماع السياسية الإماراتية.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، تناول فيها الحرب المستمرة في اليمن منذ عام 2015 بين قوات الجيش الوطني، المدعوم بتحالف عربي تقوده السعودية، وبين جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً.

** هل يعد التمثيل غير المتكافئ واللامساواة في الوصول إلى الموارد في اليمن سبباً لدوامة العنف هناك؟

– كما هو معلوم فإن اليمن من أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية، وهذه حقيقة واقعية رغم مكانتها الجيوستراتيجية الهامة. هذه المشكلة التي تعد نقطة ضعف اليمن، ظهرت خلال مرحلة ما بعد العثمانيين هناك ومع بدء عصر البترول، وجعلت من اليمن بلداً هشّاً. فالمساعدات التي تتلقاها البلاد من الخارج مثلاً، لا تكون بلا مقابل، بل توجهّ سياسة البلاد، لا سيما وأن أغلب هذه المساعدات هي من السعودية.

وبفضل إدراكه لهذه الموازنات والظروف وإدارتها بنجاح، استطاع الدكتاتور اليمني السابق، علي عبد الله صالح حكم البلاد لمدة 30 عاماً متواصلاً. ورغم انتهاء حالة الفرقة بين شمال وجنوب البلاد سياسياً، إلا أنها استمرت من حيث تفاوت الفرص الاقتصادية بينهما، خاصة في ظل رفض الجنوب الانفصالي تقاسم هذه الفرص. من جهة أخرى، شكّل تخلّف مدن الشمال وبالأخص صعدة، من الناحية الاجتماعية، والاقتصادية والثقافية، وكونها موطناً قديماً للمسلمين الزيديين الذين يشكلون ثلث سكان البلاد، مصدراً للعديد من الأزمات.

ومن بين العوامل الأخرى التي أدت إلى تعمّق الأزمات القائمة، هي الحركة السلفية المدعومة سعودياً والتي حاولت التمركز خاصة في الشمال، فضلاً عن التمثيل غير المتكافئ واللامساواة في الوصول إلى الموارد. في ظل بيئة سياسية كهذه، اندلعت بدايات انقلاب الحوثيين عام 2004. فيما كانت أبرز الأسباب الأولى لحالة الفوضى القائمة، هي محاولات مأسسة السلفية التي نشأت وهي تقصي الزيدية، والظلم واللامساواة الذي مارسه نظام صالح.

اقرأ أيضًا:   السيناريوهات المحتملة للتصعيد العسكري التركي في معركة "طرابلس"

** هناك من يرى أن إيران تحاول السيطرة على اليمن من خلال الميليشيات الحوثية. هل هذا صحيح؟ ما الذي تريده طهران في اليمن؟

– نعم هذا صحيح. لقد سيطرت إيران بنجاح على جماعة الحوثييين. اليمن بالنسبة لطهران هو أكثر نجاح ملموس حققته بعد النفوذ الواسع الذي امتلكته في لبنان من خلال حزب الله. وجنت إيران ثمار استثماراتها الكبيرة على مدى الأعوام الـ 30 الماضية، عبر سحب الحوثيين إلى صفها.

وإلى جانب استهدافها من التدخل في اليمن، الاستفادة من موقعها الجيوستراتيجي بين القارتين الإفريقية والآسيوية، فإن تأسيس طهران لمحور تطوّق به الرياض من الجنوب، سيعدّ مكسباً ذهبياً بالنسبة لها.

** برأيكم هل راح اليمن ضحية للصراع السعودي – الإيراني؟

– نعم، لا شك. ولم تكن ضحية الصراع السعودي الإيراني فحسب، بل ضحية للأطماع الإماراتية أيضاً في اليمن الجنوبي، لدرجة أن هذه الأطماع أزعجت النظام السعودي أحياناً. ولن يقبل السعوديون سياسات أبوظبي الهادفة إلى فصل جنوبي اليمن عن شماله.

** لليمن أهمية استراتيجية بالنسبة للسعودية مصدرة البترول وحليفتها الولايات المتحدة، وكذلك بالنسبة لدول الخليج. فلماذا لا تتخذ هذه الدول خطوات ملموسة لإنهاء الحرب وتأمين الاستقرار؟

اقرأ أيضًا:   تهنئة من الرئيس أردوغان للمصارعين الوطنيين

– هذه الدول ترغب في إنهاء حرب اليمن بعد تحقيق النصر على إيران، الأمر الذي لم يصلوا إليه بعد، ولهذا تستمر الحرب هناك. فيما تريد طهران تأمين الحفاظ على مكاسبها بشكل دائم. ليس هناك طرف منتصر حتى الآن في هذا الصراع. ولن ينتصر على المدى القريب لا التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ولا إيران. وسيكون الخاسر الوحيد اليمن وشعبه. إلا أن خسارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سلطته السياسية الحالية، أو مرور إيران بمرحلة صعبة للغاية نتيجة حصار واشنطن أو لأسباب أخرى داخلية وخارجية، قد تعجّل نتيجة الحرب.

** هل من الممكن تأسيس سلطة شرعية وسلمية في اليمن من خلال آلية تحت إشراف الأمم المتحدة؟

– ما ستقوم به الأمم المتحدة وحدها في اليمن، لن يكون كافيًا لحل الأزمة. فقد تبنّت مبادرات عدة في سوريا وفشلت فيها، الأمر نفسه ينطبق على اليمن.

** أليس هناك سبيل للحل النهائي في اليمن؟

أولاً، على الإدارتين السعودية والإيرانية إدراك أنهما لن يحققا الفوز في هذه المعركة. ثانياً، يتوجب إنهاء الحرب الداخلية في سوريا. رغم عدم وجود ترابط مباشر بين أحداث البلدين، إلا أن التوصل إلى حل في سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب كما هو الوضع في اليمن أيضاً، سيؤدي إلى ظهور رغبة كبيرة لتحقيق الشيء نفسه في اليمن أيضاً. إلا أننا بعيدون عن هذه النقطة حالياً.

كما يمكننا أن نعقد الآمال على احتمال تغيّر أو إصلاح سياسات إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط، خاصة عقب تحقيق الديمقراطيين الأغلبية في مجلس النواب، ما يعني عودتهم لساحة السياسة الخارجية الأمريكية، وعملهم على تحقيق ما كانوا يدعون إليه منذ زمن بعيد، ألا وهو إنهاء الحرب اليمنية والسورية. الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف، إلى إقناع الرياض وأبوظبي بإنهاء الحرب، وإلى تأسيس سلطة سياسية وعسكرية تستلم زمام الأمور في البلاد، بعد تحقيق وقف إطلاق النار بين الأطراف.

اقرأ أيضًا:   أحد أضخم المشاريع المائية في العالم.. أردوغان: شمرنا عن سواعدنا لتنفيذ "قناة إسطنبول"

وظهور دولة شرعية وذات سلطة قوية، ستساهم أيضاً في إيجاد حل للأزمات الأخرى في البلاد، مثل تنظيم القاعدة و”داعش”.

** اليمن يشهد ارتكاب جرائم حرب سواء من قبل القوى الدولية أو المحلية. لماذا تلتزم المحاكم الدولية الصمت إزاء هذه؟

– تدخل المحاكم الدولية قبل أن تضع الحرب أوزارها، أمر غير معتاد. إلا أنها تتدخل بعد أن تضع الحرب والاشتباكات أوزارها، ووفق الشروط والظروف السياسية السائدة آنذاك.

** برأيكم هل تمكنت تركيا من قراءة الأزمة اليمنية بشكل صحيح؟

– لم تستطع تركيا الاهتمام بالمسألة اليمنية، نظراً لمواجهتها الأزمات القائمة في كل من سوريا والعراق. إلا أنها حافظت على روابطها السياسية والتاريخية والثقافية مع اليمن رغم المسافات الشاسعة التي تفصلهما. ولا شك أن أنقرة ستساهم في تأمين الاستقرار في اليمن عقب تهيأ الظروف مستقبلاً.

تركيا تستضيف على أراضيها حوالي 12 ألف لاجئ يمني، بينهم الناشطة اليمنية توكّل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام. هذا الأمر وحده يظهر مدى الاهتمام التركي بالمسألة اليمنية. ولا بد من ذكر أن أغلب اليمنيين المقيمين في تركيا، هم من أتباع حزب الإصلاح الذي يعد بمثابة ذراع الإخوان المسلمين في اليمن.

الأناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *